من مُذَكّرات معلِّمة إنجليزية في اليابان - بقلم : د. أحمد هيبي
27-11-2022 09:14:54
اخر تحديث: 28-07-2024 08:28:00
في صباح أحد الأيام ، عندما وصلت إلى روضة الأطفال، حيث كنت أُدَرِّس اللغة الإنجليزية، سألتني المديرة عما إذا كنت أتذكر بالفعل أسماء جميع الأطفال. عندما أجبت بالإيجاب،
صورة للتوضيج فقط - تصوير: iStock-fizkes
قالت: «جيد! لذا نريدك أن تضيفي بضع كلمات (باللغة اليابانية بالطبع) في دفتر متابعة كل طفل، في نهاية كل درس».
أصابني الهلع: هذه مهمة تتطلب الكثير من الوقت، حتى بالنسبة لأولئك الذين لغتهم الأم هي اليابانية. ولكن هذا المُتَّبَع هناك، فخلال النهار، يتأكَّد معلمو رياض الأطفال من ملء دفاتر المتابعة لكل طفل، وكتابة كل التفاصيل فيها. مثلا إذا قال الطفل كلمات جديدة، بل حتى التفاصيل الصغيرة، مثل عدد المرات التي ذهب فيها إلى الحمام.
في نهاية اليوم، تتلقى الأمهات دفاتر المتابعة (الآباء في اليابان أقل مشاركة من الأمهات في تعليم الأطفال)، ويواصلن متابعة الطفل في المنزل: ماذا أكل، وماذا لعب، وإذا تشاجر مع إخوته، ومتى ذهب إلى النوم، وإذا كان يعاني من صعوبة في النوم. بهذه الطريقة ستعرف معلمة رياض الأطفال كل ما حدث في الليلة السابق، وستكون قادرة على فهم سلوك الطفل بشكل أفضل في اليوم التالي. ( لحسن الحظ، تمكنّتُ من التهرب بلطف من هذه المهمة، فأنا أعمل بجد على رسالة الدكتوراه). ولكن هذه المهمة لها دور مهم في المفهوم الياباني للتعليم.
يؤيد نظام التعليم الياباني نهج «الشخص بكامله». وفقًا لهذا النهج، يجب أن يكون نظام التعليم على دراية بكل ما يجري في حياة الطفل. لا يقتصر دور المدرسة على التدريس وتوفير الأدوات فحسب، بل المساعدة في تشكيل الشخص ككل، ومنحه القيم، وتنمية شخصيته، وخلق «شخص كامل» منه.
ولا تُعتبر ظروف الحياة أو الموهبة الفطرية متغيرات حاسمة في تشكيل مستقبل الطالب في اليابان، بل يجب أن يجتهد ويبذل جهدًا، ويضع كل ما لديه فيه، ويتجاوز قدراته، من أجل التفوق والنجاح. هذا الاحتمال مفتوح لكل طفل - كل شيء يعتمد فقط على جهوده وقدرته على المثابرة. (غامباتي)
سألت مرة أحد الأطفال اليابانيين بالإنجليزية «ما هي الفاكهة التي تفضلها أكثر؟» نظر الصبي بعيدًا، ونظر إلى أصدقائه، وإلى الأرض، ولم يقل شيئا. حاولت مساعدته لتذكيره بكلمات الفواكه باللغة الإنجليزية: «تفاحة؟ بطيخ؟ عنب؟»، ولكن دون جدوى. هذا المشهد، الذي قد يبدو غير عادي، تكرر عدة مرات.
بعد فترة طويلة تعلّمت الكلمة السحرية، التي ينبغي أن أقولها، بعد كل سؤال «غامباتي». الكلمة التي أجاب بعدها معظم الأطفال أخيرًا عن أسئلتي.
ثم كان أحد أسئلتي كمدرسة للغة الإنجليزية في اليابان هو: «ما هي مادتك المفضلة؟». كنت آمل أن يقولوا «الإنجليزية» ، فقط ليجعلوني سعيدة. لكنني سمعت هذه الإجابة ربما مرتين. في آلاف المرات الأخرى كان الأطفال حاسمين، وأجابوا بسرعة: الرياضة!
من هنا وهناك
-
‘شهيدة التخلف ‘ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘أبو إسلام يحترف صنعة الدهان‘ - قصة قصيرة بقلم : محمد سليم انقر من الطيبة
-
الجيّد.. السيّء.. الأسوأ.. - بقلم : زياد شليوط من شفاعمرو
-
قراءة في ديوان ‘على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت‘: الجرأة والجمال - بقلم : د. أحمد رفيق عوض
-
زجل للزَّيتون - بقلم : أسماء طنوس من المكر
-
قراءة في الديوان الرابع عشر للشاعر سامر خير بعنوان ‘لا بُدّ للصّخر أن ينهَزِم‘
-
قصيدة ‘كُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَاب‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية من المغار
-
‘وذرفت العاصفة دمعة‘ - بقلم: رانية فؤاد مرجية
-
‘ الاستيقاظ مبكراً صحة ‘ - بقلم : د. غزال ابوريا
-
قصة كفاح - بقلم : رانية فؤاد مرجية
أرسل خبرا