‘ذكرى مجزرة كفر قاسم... وحدة الذاكرة ووحدة الهدف‘ - بقلم : الاستاذ محمود قطيط عامر
حلّ المساء، وحان وقت الكتابة بعد يومٍ طويل ومفعم بالمشاعر والرسائل الانسانية... انتهت منذ ساعات الفعاليات الصباحية لمشهد إحياء الذكرى التاسعة والستين لمجزرة كفر قاسم، وما زال المشهد حاضرا في الوجدان بكل تفاصيله...
كان مشهدا مهيبا، مفعما بالانتماء والكرامة. إحياء لافت للانتباه ، شارك فيه أبناء بلدنا في كفر قاسم من كل الشرائح والأجيال، نساء ورجالا ، إلى جانب حضور واسع لقيادات الوسط العربي، وأعضاء لجنة المتابعة ورئيسها، وشخصيات سياسية واجتماعية من مختلف التيارات والتوجهات . كان المشهد - في هذا اليوم - شاهدا حيا على أن الذاكرة لا تموت ، وأن كفر قاسم ما زالت العنوان للوحدة والصمود .
إن ما ميّز هذا العام أكثر من أية سنة مضت هو *روح الوحدة السياسية* التي سادت بين القيادات العربية أثناء وبعد مراسيم احياء الذكرى . روح المسؤولية التي تجاوزت الاختلافات الحزبية والفكرية ، لتؤكد أن وحدة الصفّ نحو الهدف ممكنة حين يكون الهدف وطنيا وجامعا ، نعم وحدة الصف في تحقيق الهدف...
إذا كانت كفر قاسم قد استطاعت أن توحّد القلوب في يوم الذكرى والوفاء لشهدائها الابرار ، فالأجدر أن تُترجم هذه الروح الوحدوية إلى *حنكة سياسية نحو صناديق الاقتراع مستقبلا ،* من خلال قائمتين قويتين — الأولى بقيادة الحركة الإسلامية (الموحّدة)، والثانية تضم سائر التيارات الوطنية — على أن يجمعهما *اتفاق فائض أصوات* يُكرّس *وحدة الهدف بدل وحدة الشكل.*
هذه الصيغة ليست انقساما، بل *تنظيم للقوى والقوة من أجل توسيع قاعدة التمثيل العربي* في وجه المدّ الفاشي المتصاعد داخل السياسة الإسرائيلية ، ومن أجل المحاولة لإعادة *العقلانية والاعتدال* إلى الحالة السياسية في البلاد — تجاه المواطنين العرب أولا، وتجاه القضايا الإقليمية ثانيا.
كفر قاسم، في ذكراها التاسعة والستين، لم تذكّرنا فقط بالمجزرة، بل بعُمق الرسالة
أنّ الدم العربي لا يوحّدنا فقط في ذكرى مأساة ما ، بل يجب أن يوحّدنا أيضًا في *القرار والمصير والمستقبل.*

Stock-Asso - shutterstock
من هنا وهناك
-
فضلات الجار: الاقتصاد الدائري في المجتمع العربي
-
‘من حكم الانتداب إلى وصاية ترامب‘ - بقلم : أحمد سليمان العُمري
-
قراءة في كتاب ‘الدواء والشفاء‘ - بقلم : صفوان أبو لاشين
-
مقال: القرار الرئاسي الفلسطيني بتعيين الشيخ، الدلالات والتوقيت! بقلم: د. سهيل دياب - الناصرة
-
‘ضياع الشباب بين طرفة بن العبد وجون كيتس‘ - بقلم : إبراهيم أبو عواد
-
مقال: الثابت الوحيد هو المتغير: جدلية التحول الدائم في العلاقات الدولية - بقلم: د. عمر رحال
-
‘الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع‘ - بقلم : الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
-
‘هل انتهت الحرب العسكريّة.. فبدأت الحرب السياسيّة !!‘ - بقلم: المحامي زكي كمال
-
‘ أولوية التعافي وإعادة الإعمار في ظل الدعوات إلى التهدئة‘ - بقلم : الكاتبة لارا أحمد
-
‘ إعادة إعمار غزة بين التهدئة ونزع السلاح: موقف دولي موحد‘ - بقلم : لارا أحمد





أرسل خبرا