تنشأ لدى الأمهات في أسلوب تربية الطفل لأن هذه المرحلة العمرية تشهد تطورًا كبيرًا في شخصية الطفل واستقلاليته، مما قد يؤدي إلى ظهور تحديات في التعامل مع سلوكه وتقبله للقواعد الحياتية بعد ذلك بشكل واضح.

على الأم أن تكون قد استطاعت توصيل عدة مهارات حياتية هامة تبنى عليها أسس تربية الطفل وذلك قبل عمر الثالثة، ولذلك تحدثت المرشدة التربوية الدكتورة أنسام عبد الوهاب وأشارت إلى 7 مهارات حياتية هامة يجب أن تعلميها لطفلك قبل أن يتم عامه الثالث ومنها تعليمه ثقافة الاعتذار وأن يقول كلمة لا وغيرها في الآتي:

1- علمي طفلك أن يقول كلمة "لا"

اعلمي أنه من الضروري والهام أن تكوني مع طفلك شخصية قوية وسوية بحيث لا يكون طفلك ضعيف الشخصية ومهزوز الثقة بنفسه، وإذا كان عليك التساؤل والبحث عن طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه فيجب أن يكون أول هذه الطرق أن يعبر عن رأيه بقوله كلمة لا، وألا يكون منقادًا أو إمعة وتابعًا للآخرين.

لاحظي أن كلمة "لا" حين يتعلمها الطفل منك كأم مسئولة عنه سوف تنعكس على حماية الطفل من التعرض للتحرش والابتزاز في نطاق البيت والمدرسة وحيث أنه سوف يتعلم أن جسمه ملك له ولا يجوز لأي شخص أن يلمس جسمه بطريقة غير مناسبة، وهكذا فأنت تصنعين الدرع الواقي مبكرًا لطفلك بنفسه.

2- علمي طفلك أن يعبر عن مشاعره

اعلمي أن الطفل الصغير يكون طفلًا حساسًا لدرجة كبيرة وتهمل الأمهات خلال تربية الطفل هذه المعلومة، ويعتقدن أن الطفل لا يعرف سوى ان يأكل ويشرب ويلعب، ولكن الحقيقة أن الطفل يتأثر أكثر من الكبار وفي حال أنه لم يقم بالتعبير عن المشاعر التي يمر بها فسوف يتعرض إلى مشكلات نفسية مستقبلًا.

وجهي طفلك لكي يعبر عن مشاعره حين يغضب وحين يفرح كما يجب أن يتعلم الطفل أنه ليس من العيب أو الخطأ أن يعترف الإنسان بضعفه بل الإنسان عامة بحاجة لمساعدة ومساندة الآخرين حين يتعرفون على مشاعره، ومشاعر الطفل عموما تكون مرهفة ويجب عدم السخرية منها أو التقليل من مشاعره مهما كانت.

3- علمي طفلك أن يطلب المساعدة من الآخرين

اعلمي أنه من الخطأ أن تتعاملي مع طفلك الصغير على أنه رجل وأنه من العيب أن يطلب مساعدة لأنه قوي وقادر على القيام بكل شيء فهذه الطريقة في التربية هي طريقة خاطئة وتؤدي لنتائج فادحة تؤثر على نفسية الطفل وشخصيته بل إنها لا تمنحه الفرصة لكي يتعلم على الإطلاق.

عودي طفلك أنه من الطبيعي أن يطلب من الآخرين مساعدته في ربط حذائه مثلًا، ولا تقولي له أنت غبي مثلًا، أو أنت ضعيف لأنه من الطبيعي أن يخطئ الطفل ويجرب ومن خلال الخطأ والتجربة فهو يتعلم، ولا يمكن أن يخلق الإنسان متعلمًا ويجب منح الطفل الفرصة لكي يحصل على خبرات صغيرة بالتدريج؟

4- علمي طفلك أهمية التواصل البصري معك

اهتمي بضرورة التواصل مع الطفل وأن يكون ذلك التواصل بصريًا بحيث عندما تتحدثين معه يجب أن تنظري في وجهه وتتأمليه وكذلك يفضل أن تضعي عينيك مقابل عينيه وفي حال كنت تقفين فيجب أن تنحني لكي يكون وجهك مقابل وجهه وأن تكوني في مستوى قامته لكي لا يشعر الطفل بالخوف والضعف.

لاحظي أن تواصلك البصري مع طفلك والاستماع له وأنت تنظرين نحوه يعني أن الطفل مهم بالنسبة لك، وأنك تراعين مشاعره وأحاسيسه فلا يجوز أن تتكلمي معه وأنت تمسكين بالهاتف أو خلال قيامك بتجهيز الطعام وحين يأتي إليك باكيًا يجب أن تتركي كل شيء وتحتضنيه وتنظري في وجهه وتستمعي إليه.

5- علمي طفلك أن يحترم الآخرين بأن تكوني قدوة له

عودي طفلك ومنذ عمر مبكر أن تكوني أنت القدوة له وتكوني أنت كذلك حين تحترمين الآخرين فسوف يقلدك الطفل ويحترم من حوله، سواء كانوا الكبار أو الضعفاء او الفقراء، فالطفل لا يتعلم عن طريق التلقين والوعظ ولكنه يتعلم بالتقليد والقدوة، ويحب الطفل أن يقلد والديه سواء من ناحية التصرفات الإيجابية والسلبية ولذلك إذا كان عليك أن تعرف كأب وكأم معًا كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك فتترك لهم مستقبلاً مشرقاً يدوم؟ فيجب أن تراعي كل تصرف به تقوم به أمام الأطفال ولا تعتقد أنهم لا يفهمون لأن الطفل مثل المغناطيس سوف يلتقط من والديه كل تصرف ويكون من الصغب تغييره.

6- علمي طفلك ثقافة الاعتذار والتسامح

اعلمي أن كلمة " آسف " هي الكلمة الذهبية التي تتيح لطفلك ان ينشأ بنفسية سوية لأن الطفل الذي لا يعترف بخطئه هو طفل مدلل، والتدليل المفرط للطفل هو أول طرق الفشل ولذلك فيجب عليك كأم أن تكوني بمثابة الضمير الحي للطفل وأن تنبهيه دائمًا لأخطائه وأن تطلبي منه أن يعتذر للآخرين ولكن بشرط عدم الإسراف لكي لا تهدمي شخصية الطفل منذ صغره.

لاحظي أنه من الضروري أيضًا أنه في حال أخطأ أحدهم في حق ابنك فيجب أن تكوني حريصة على كرامة الطفل وتطلبي من المخطئ أن يعتذر لابنك وفي نفس الوقت يجب أن يقول له ابنك: أنا أسامحك، لكي تربي الطفل على ثقافة الاعتذار والتسامح معك وبذلك لا يكون لديه مجال للحقد والضغينة.

7- علمي طفلك أنك تحبينه ولكنك تكرهين عيوبه وأخطائه

أخبري طفلك أنك تحبينه دائمًا مهما أخطأ ولكن ذلك لا يعني ان تسرفي في تدليل الطفل أو أن يكون هذا التصريح منك كإشارة مرور للطفل لكي يتمادى في ارتكاب الأخطاء، فأنت يجب أن تكوني قد وصلت إلى مرحلة مع طفلك لكي يفهم أنك لا تحبين الفعل وليس الشخص.

اعلمي أن من أهم أسرار بناء علاقة قوية مع طفلك.. وما شروط تمتينها؟ هو أن يعرف الطفل أنك سوف تتقبلين الخطأ منه ولذلك فسوف تكونين الصديقة الأولى وسوف يعترف لك بأي خطأ يقوم به ولن يخفي عليك أمرًا ومقابل ذلك سوف تحتضنين الطفل وتكونين أمينة على سره ولا تفضحينه وتساعدينه على تقويم وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها وذلك منذ عمر مبكر جدًا؛ لكي ينشأ الطفل واثقًا من نفسه وقادرًا على مواجهة الحياة.

تصوير Davor Geber-shutterstock

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ