لإعادة النظر في السيارات الأمريكية الأكثر توفراً في الأسواق اليوم.

من باب التنويه عندما نتحدث عن السيارات المصنوعة في أمريكا، فإننا نعني المركبات التي تحتوي على قطع غيار من الولايات المتحدة وكندا، لأن قانون تصنيف السيارات الأمريكي لا يفصل بينهما.

السيارات الأمريكية قد تتأثر بسبب قطع الغيار المستوردة

ابتداءً من 2 أبريل، ستُطبق رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات الأجنبية الداخلة إلى السوق الأمريكي. وإذا كنت تعتقد أن هذا أمرٌ غير سار، فقد أكد البيت الأبيض أيضاً في بيانٍ نُشر على موقعه الإلكتروني أن قطع غيار السيارات ستخضع لنفس الرسوم الجمركية البالغة 25%، حتى لو استُخدمت هذه القطع في السيارات المُجمّعة في الولايات المتحدة الأمريكية! وغني عن القول، تواجه شركات صناعة السيارات الآن أزمةً لوجستيةً خانقة بسبب قرارات الرئيس الأمريكي ترامب.

ومما يزيد الأمور تعقيدًا، أن شركات صناعة السيارات التي تستورد السيارات بموجب اتفاقية الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا (USMCA) ستحصل على إعفاء مؤقت. مع ذلك، لن يتم ذلك إلا بانتظار أن تتوصل وزارة التجارة إلى كيفية تطبيق الرسوم الجمركية. وفي الوقت الحالي، ستظل قطع غيار السيارات المتوافقة مع اتفاقية USMCA معفاة من الرسوم الجمركية، ولكن لا داعي للقلق. هذا فقط بانتظار أن يقرر البيروقراطيون كيفية فرض ضريبة على المحتوى غير الأمريكي.

قد تظن أن أكثر السيارات الأمريكية شهرةً هي فورد و جنرال موتورز، لكنهما تفوقتا عليهما. إن أفضل علامة تجارية في عالم السيارات، من بين جميع الشركات، هي تسلا. نعم، نفس الشركة التي جذبت أنظارنا في عالم التكنولوجيا، والتي جلبت لنا صورًا ساخرة، ودراما في سوق الأسهم مع ارتفاع وانخفاض سعر أسهم تسلا، هي أيضًا العلامة التجارية الأكثر ”صنعًا في الولايات المتحدة الأمريكية“ بفارق كبير والتي يترأسها إيلون ماسك الصديق الصدوق للرئيس الأمريكي ترامب.

هذه ليست المرة الأولى التي نكتشف فيها مدى شعبية سيارات تسلا الكهربائية المصنوعة في أمريكا. ففي يونيو الماضي، تصدّرت سيارة تسلا موديل 3 قائمةً أعدها موقع Cars.com. يأتي هذا التصنيف الأخير من كلية كوغود للأعمال في الجامعة الأمريكية، ويُحدّد 25 سيارةً مُصنّعة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تضمّ أكثر المكونات المصنوعة في أمريكا.

الأهم من ذلك، أن التحليل يعتبر القطع المصنعة في الولايات المتحدة وكندا مكونات محلية. وذلك لأن قانون تصنيف السيارات الأمريكي يُلزم شركات صناعة السيارات بالإبلاغ عن نسبة القطع الأمريكية والكندية دون التمييز بينهما.

نسبة القطع المحلية في هذه السيارات المصنوعة في أمريكا

احتلت سيارة تسلا موديل 3 بيرفورمانس المركز الأول، حيث بلغت نسبة مكوناتها المستوردة من موردين محليين 87.5%. تلتها بفارق ضئيل سيارة تسلا موديل Y لونج رينج وسيارة موديل Y الأساسية، اللتان تعادلتا في المركز الثاني بنسبة 85% من المكونات المحلية. أما سيارة تسلا سايبرترك، فقد جاءت في المركز الثالث بنسبة 82.5%، متقدمة على طرازي تسلا موديل S وموديل X، اللتين تعادلتا في النسبة نفسها. كما تعادلت فورد موستنج GT وفورد موستنج GT بريميوم، المصنوعتان في ديترويت بولاية ميشيغان، مع طرازي موديل S وموديل X بنسبة 80%.

تتخلف سيارتا هوندا، باسبورت AWD وباسبورت ترايل سبورت، عن تسلا و فورد، لكنهما لا تزالان ضمن أفضل السيارات، حيث تحتلان المركز الخامس بنسبة 76.5% من المحتوى المحلي. وتحاول جيب التباهي بسيارتيها رانجلر روبيكون وصحارى في تحدٍّ وطني بنسبة 76%، بينما تتسلل فولكس فاجن بسيارتها ID.4 AWD بنسبة 75.5%، إلى جانب جي إم سي كانيون AT4 كرو كاب بنسبة 75.5% وثلاثة طرازات من شيفروليه كولورادو بنسبة 75.5%.

رغم كل ما تبديه السيارات الأمريكية تسلا من فخر، ثمة نقطة ضعف. فوفقاً لفرانك دوبوا، مؤلف الدراسة، فإن هيمنة تسلا المحلية ليست مُحكمة. وصرح لـ KBB أن تسلا لا تزال تعتمد على جزء كبير من القطع الصينية، وخاصةً المحركات والبطاريات، وقد تتأثر بسياسات التعريفات الجمركية الجديدة التي ستُطبقها إدارة ترامب المُقبلة.

وأشار إلى أنه باستثناء محركات وبطاريات طراز Model 3 Long Range الذي احتل المركز الثاني، فإن ”نسبة المكونات الصينية فيه تبلغ 40%“. وبالمثل، تبلغ نسبة المكونات الصينية في سيارة سايبر تراك 20%، حيث تُستخدم عادةً في ”المقاعد، ومكونات لوحة القيادة، وما إلى ذلك“، كما أوضح.

وأضاف دوبوا: ”يرغب المسؤولون التنفيذيون في قطاع السيارات في رؤية استقرار في العلاقات التجارية مع شركائنا التجاريين الرئيسيين“. لكن مع تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية واحتمال اتخاذ إجراءات انتقامية، ”سنشهد فترة من عدم الاستقرار الحقيقي“، كما يقول.

Photo by Kevin Frayer/Getty Images

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ