ولذلك فظاهرة التجشؤ عند الأطفال تعد من الظواهر المزعجة التي يجب معرفة أسبابها.

قد يكون من بعض أسباب التجشؤ عند الطفل ما هو طبيعي ويمكن التخلص منه باتباع عادات صحية بديلة، وقد يكون بعضها مرضياً ويحتاج إلى العلاج، ولذلك فقد التقينا باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبوداوود حيث أشار إلى أسباب كثرة التجشؤ عند الأطفال وخاصة الرضع في أشهرهم الأولى ونصائح للتعامل معه وطرق العلاج، وكذلك مضاعفات الإصابة به وما قد يسببه للرضيع من فقدان الرغبة في الرضاعة مثلاً في الآتي:

ابتلاع الرضيع للكثير من الهواء بطرق مختلفة

استخدمي طريقة صحيحة وسليمة في إرضاع طفلك، ويجب أن تحرصي على أن تكون الرضاعة الطبيعية ليست عملية آلية تقومين بها لأن ذلك يؤدي لعدم اهتمامك باختيار المكان المناسب، بحيث توفرين الهدوء لك وللرضيع، وعندما يشعر بالهدوء حوله فهو يرضع أيضاً بهدوء ودون أن يُصاب بالتوتر، حيث يحب الرضيع الشعور بالخصوصية ويُصاب بالتوتر ويلتفت حوله، وقد يترك ثدي الأم وقد لا يمسك بالحلمة جيداً في حال كان متوتراً، وبالتالي يدخل المزيد من الهواء خلال عملية الهواء مما يؤدي لإصابته بظاهرة التجشؤ المزعج.

حاولي أن ترضعي طفلك بهيئة وشكل صحيحين، بحيث لا تسمحين بدخول الهواء أثناء الرضاعة، ويفضل أن يكون مستوى رأس الرضيع أعلى من مستوى بقية الجسم وتأكيدي من إدخال كل الحلمة في فمه لكي لا تعطي فرصة لدخول الهواء خلال عملية الرضاعة، ويعد الشكل المعروف بـ"هيئة المهد" أو الكريدل هو افضل أشكال وهيئات الرضاعة التي تؤدي لعدم سحب الرضيع للحلمة وشعوره بالضيق والتعب وإعطاء الفرصة لدخول الهواء، حيث تقوم الأم بهذه الطريقة بوضع رضيعها على ذراعها الأيمن، في حال كانت سترضعه من ثديها الأيمن، والعكس تماماً سيكون ذلك، بحيث يكون رأس الرضيع على كوعها، ومقعدة الرضيع على كفها، بحيث يكون موازياً لها، ومرفوعا لصدرها، والتأكد بأن عكس ذلك لا يحدث.

قللي من استخدام اللهاية للطفل الرضيع، رغم أن فوائدها تكون محدودة إلا أن أضرار استخدام اللهاية للرضع كثيرة ومن بينها ابتلاع الرضيع لكمية كبيرة من الهواء وزيادة معدلات إصابته بالمغص والانتفاخ وتراكم الغازات بسبب ابتلاعه للهواء، إضافة لظهور ظاهرة التجشؤ المزعجة تكون مرتفعة مقارنة بالرضع الذين لا يستخدمون اللهاية.

سرعة الرضاعة الطبيعية بسبب تقدم عمر الرضيع

توقعي أن تقدم عمر طفلك الرضيع وعدم إدخال الطعام الخارجي له يجعله يشعر بالجوع باستمرار مما يؤدي لإصابته بحالة التجشؤ، لأنه يرضع بسرعة ونهم ويريد أن يسد جوعه ولكن ذلك لا يحدث لأن حليب الأم لم يعد كافياً كمصدر تغذية وإشباع فيبتلع الرضيع كمية كبيرة من الهواء مما يؤدي لإصبته بالتجشؤ، حيث إن التجشؤ هو الصوت الذي يحدث مع خروج الهواء الذي ابتلعه الطفل، وفي كثير من الأحيان يصاحب الإصابة بالتجشؤ تراكم الغازات في بطن الطفل وتعرضه للانتفاخ والشعور بالمغص، مما يزعج الطفل في حال لم تقم الأم بأي خطوة لتخليصه من هذه الأعراض أو تقليلها مثل القيام بتكريع الطفل بعد كل رضعة، مما يساعده على التخلص من الهواء وفي نفس الوقت من المهم عدم تأخير إدخال الطعام التكميلي لما بعد الشهر السادس من عمره ولأن أضرار تأخير إدخال الطعام التكميلي الخارجي لنظام تغذية رضيعك أكثر من حدوث التجشؤ لديه، فلذلك يجب إدخاله لكي يشبع الطفل وحين يتجه للحصول على عدة رضعات أقل في اليوم فيكون في حالة من الرضا وعدم الانزعاج مع الحرص على الرضعة الليلية لفوائدها العديدة.

إصابة الطفل بحساسية الطعام

لاحظي أن إصابة الطفل الأكثر سناً من سن الرضاعة قد يعاني أيضاً من التجشؤ بكثرة بسبب إصابته بحساسية الطعام لنوع معين من الأصناف الغذائية، حيث إن تناول الطفل لأي صنف من الطعام الذي اتضح أنه يعاني من حساسية اتجاهه مثل منتجات الألبان بأنواعها أو الأسماك أو أنواع البقوليات المختلفة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة في تراكم غازات البطن لديه، إضافة إلى أن تناول الأم نفسها لبعض أنواع الطعام مثل الإكثار من البقوليات والكرنب والقرنبيط والبصل والثوم يؤدي لتراكم الغازات لديها وينتقل ذلك إلى رضيعها مما يؤدي للإصابته بالتجشؤ، ولذلك يجب البحث في أصناف الطعام سواء التي يتناولها الطفل بنفسه أو التي يتأثر بها بسبب تناول الأم لها، حيث تحدث ظاهرة التجشؤ عند الرضع في حال تناول الأم لمأكولات تسبب الغازات لديها وامتناع الأم عنها يعد من طرق علاج الغازات عند الرضع في الشهر الأول خصوصاً التي تؤدي لإصابته بالتجشؤ في حال تراكمها بكثرة والبكاء المستمر.

التهاب بطانة المعدة

توقعي أن يُصاب طفلك بحالة التجشؤ باستمرار والتي تُتصف بأنها عملية فسيولوجية كرد فعل طبيعي من الجسم نتيجة لابتلاع الهواء بكثرة وتراكمه في المعدة، وذلك في حال إصابة الطفل بالتهاب بطانة المعدة والذي يصاحبه أعراض أخرى مثل الشعور بألم شديد في البطن مع الانتفاخ والغثيان المزعج والقيء والشعور بضيق التنفس، وفي حال وجود هذه الأعراض يجب التوجه إلى الطبيب وتوفير العلاج المناسب للطفل.

إصابة الرضيع بالارتجاع المريئي

لاحظي أن هناك حالة تصيب الأطفال الرضع تُعرف بالارتجاع المريئي ويكون طبيعياً في بعض الأحيان ولكن يصاحبه حدوث ظاهرة التجشؤ، حيث إن الارتجاع المريئي، أي ارتداد حمض المعدة إلى المريء وعدم نزوله إلى الأسفل، مما يسبب الضيق للطفل وحدوث ظاهرة القيء باستمرار، إضافة لأعراض أخرى تُصيب الرضيع ومن بينها التجشؤ ويحدث بكثرة عند الرضع المصابين بهذه الحالة، وهناك حالة من الارتجاع المريئي التي تنتهي مع تقدم عمر الرضيع دون الحاجة إلى علاج وتكتفي الأم باستخدام هيئة معينة عند إرضاع طفلها وهي أن يكون الرضيع بشكل عمودي، إضافة إلى إرضاعه بالتدريج، وسوف تنتهي هذه الحالة عند بلوغ الطفل عمر السنة، وبعد أن تصبح عضلة المريء أكثر قوة، حيث إن الارتجاع المريئي قد يحدث لديه بسبب ضعف عضلة المريء.

توقعي أن تزداد حالة الطفل سوءاً بالنسبة لحدوث التجشؤ ويؤدي أحياناً لحدوث القيء في حالة إصابة الطفل بالارتجاع المريئي، إضافة لإصابته بعدوى الرشح والأنفلونزا، مما يؤدي إلى إصابته باحتقان الأنف وانسداده وصعوبة التنفس، فيضطر الطفل إلى التنفس من الفم، مما يؤدي إلى ابتلاعه كمية كبيرة من الهواء مما يفاقم من الحالة، وبالتالي فيجب أن تقوم الأم بتنظيف أنف الرضيع بمحلول ملحي، وكذلك إرضاعه بالتدريج وعدم التسرع في عملية الرضاعة، إضافة لاستخدام الشكل العمودي عند إرضاعه، ويمكن ترطيب منطقة الوجه بفوطه مبللة بماء دافئ، وهذه واحدة من طرق علاج انسداد الأنف عند الرضع في المنزل مع عدم استخدام ملابس ضيقة وضاغطة على منطقة بطن الطفل.

صورة للتوضيح فقط - تصوير : ANNA GRANT shutterstock

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ