يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - تسونامي
لطالما اشغلني التفكير في قضايا التغيير وأعتقد أن هذا يعود في المقام الأول إلى إهتمامنا وقلقنا حول المستقبل، لأن تشخيص الواقع موضوع خلافي ولكن الخلاف يقع ضمن حيز معقول بين جيد مع زيادة أو نقصان،
في المقابل سيء أو اسواء طبقًا للحالة المشخصة، ولذلك القضية الكبرى هي الخلاف على المستقبل وإلى أين يتجه سهم التغيير.
في حالة التغيير الإيجابي لا قلق ولا خوف، وفي التغير السلبي تكمن المخاطر والعقبات هناك نوع من البشرنظرتهم سوداوية تفكيرهم سوداوي لا يحبون الشمس وظيفتهم الأساس الخذلان، هذه الفئة ليست بالضرورة جاهلة أو فقيرة بل العكس الصحيح هذه الفئة تستلم القراروفي يدها القدرة على التغيير ولكنها محبطة مهزومة أو في أحسن الحالات تستفيد من استمرار حالة الضياع والركود والفوضى، هذه المجموعة قد تركب سيارات فخمه، قد تتحدث لغة فصحى ولكنها تخذل ولا تدعم، همها الأول والأخير هو مكانها وليذهب الجميع إلى أي مكان فهو لا يؤمن أن التغيير سيأتي يوماً وإن جاء ففي زمن غيري.
التغير لا يحدث فجأة، الزلزال وحدها فقط تأتي دون إنذار، وزلازل التغيير الاجتماعي تأتي كذلك على شكل أحداث ضخمة وكبيرة لنصحو لننظر حولنا لنجد طريق الهروب، فنحن بالقرب من الساحل الحقيقي والساحل المجازي، نحن أقرب ما نكون من خط المواجهة مع كل التدني القيمي المجتمعي الذي أوصلنا إلى انتظار الزلزال، وربما قد جاوزنا ذلك ونحن في انتظار التسونامي القادم.
التسونامي يجتاح الساحل ويحطم في طريقه أي شيء دون قاعدة صلبة، كل هش ضعيف يذهب، يغير البناء يغير المعالم المؤقتة ، يجتاح حتى لا تعود ترى معالمًا سوى تلك التي فعلًا كانت قوية التصميم والبناء، قد يبدو للوهلة الأولى حجم الدمار كبيرًا، قد يبدو نوع من الظلم خصوصًا أن هناك كثير من الأرواح قد أزهقت، وكثير من الأموال ضاعت ولكن هذا هو التسونامي، عندما يأتي يكون الإنذار قصيرًا وكل من بالساحل سيتضرر بحجم وقوة الزلزال الذي سبق التسونامي. ويبقى السؤال هل كان الزلزال، هل ما يمر به العالم من عدم إنصاف وظلم وتشريد وتجويع وحروب وقهر وظلم مقدمة لزلزال أو هذا هو الزلزال، في كلتا الحالتين نكون اقتربنا نحو التسونامي الذي يجب أن نراه مرأى العين.
منذ أيام وقفت أمام شاطئ البحر، كانت الإشارات والتوجيه والتعليمات في كل مكان للمستجمين حول طريق الهروب من التسونامي، لا ادري كم منكم شاهدها وضحك في سره، أي تسونامي! نستبعد كل المصائب والحوادث التي تغير وجه البشرية ولكنها تأتي من جديد كل مرة بشكل أخر. ربما نضحك ولكن من يستعد عليه أن يدرك أن المهم هو القاعدة الصلبة التي بُنيت على أساس متين، قوي لا تأثر فيه أمواج التسونامي العاتية.
ربما من المضحك المبكي هو كوننا نبحث عن الزلازل وننسى الخطر القادم بعدها، ماذا سيبقى غدًا؟ ماذا سنترك خلفنا؟ أم سيمضي كل شيء ويخلو الجو لعلماء الانتروبولوجيا والأثار ليبحثوا بمعاولهم الصغيره ماذا تركنا بعد حدوث التسونامي.
أنا شخصيًا أجزم أننا تعدينا مرحلة الزلزال، لا أحلم ولكني واقعي اشاهد ما يحدث في اختلال المفاهيم والعدل والقيم، إذًا الله لن يرسل رسلًا من جديد ولكنه يرسل قوى تفتك ببعضها البعض، فترة يشعر فيها العاقل بالضعف أمام المغريات وأمام الجهل الذي يسيطر، والتحدي الحقيقي كيف نقف اقواياء أمام التسونامي القادم.
وحتى نلتقي، من الغريب أن كلمة تسو- نامي إذا نظرنا اليها في العربية وكأنها تهدئة الطفل قبل النوم، ونحن نغط في نوم عميق، نحلم بالحرية والعدل والحياة الأمنة الكريمة وحولنا ترتجف الأرض وعندما نسأل ما الذي نراه ونسمعه نصدق أنها رقصات الفرح وهي في الحقيقة هدير الموج القادم من عمق المحيط.
من هنا وهناك
-
يوسف أبو جعفر يكتب : حتى نلتقي - الوهم
-
هل يوجد ما بعد قرارات المحكمة الجنائيّة الدوليّة ؟
-
د. جمال زحالقة يكتب : إسرائيل توقف الحرب على لبنان مضطرة
-
كيف يرتبط الفقر وغاز الأوزون بمرض السكري؟
-
قراءة في كتاب سعيد نفاع ‘عرب الـ 48 الهوية الممزقة بين الشعار والممارسة‘ - بقلم : زياد شليوط – شفاعمرو
-
‘ لجان الأحياء، أهميتها ودورها ‘ - بقلم : د. غزال أبو ريا
-
مقال: ‘حل مُعضلة التناوب بيدِ الرفيق الأكبر ‘ - بقلم: الإعلامي محمد السيد
-
المحامي زكي كمال يكتب : حكومات لا تريد شعوبًا مفكِّرة بل جاهلة ومقهورة
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - على ناصية الطريق
-
مقال: مع وصول ترامب.. اوروبا، بين الاستقلالية والافول ! بقلم : د. سهيل دياب- الناصرة
أرسل خبرا