عام جديد وأمل جديد - بقلم : زهير دعيم
لقد أصبحت أو كادت ان تصبح السنة الفائتة ماضيًا وتاريخًا وذكرى، لكنّ الحكمة الإلهية تقول أن نمتدّ دومًا الى الامام ، فالحارث الحاذق يجب ان ينظر الى الامام ابدًا لا ان يلتفت الى الخلف،
زهير دعيم - صورة شخصية
وان حدَث َوالتفتَ فلتكن التفاتة قصيرة يستمدّ من خلالها شذا العِبرة وأريج التواصُل.
لقد انقضى عام وولِدَ لنا في مذود الحياة عام جديد...عام مُقمّط بالأماني ، مُسربلٌ بالنور ومُتلفّعٌ بالأسرار، عام نريده بارًّا لا عاقًّا يحملُ في حقويْهِ الخير والهناءة والسلام ؛ عام تسقط فيه ورقة التين عن عوْرة الظلم أينما حلّ في الأرض ، وتُدكّ فيه عروش الاستبداد ، ويحتضر فيه الجوع والجهل والمرض.
انّنا نرنو الى عامٍ تتبخّر فيه الدكتاتوريّة واستبداد الأغلبية المُتجبّر، وتطير الى غير رجعة عهود التسلّط والتزمّت والانانية الضيّقة ودوْس الحقوق والحريات وانتهاك الحرمات والمقدسات.
نتوق الى عام تَشُق فيه بِيضُ الحمائم بهديلها المرنان عنان السماء وهضبات الارض .
عام تخضرّ ُفيه الاماني وتنزرع البسمات على شِفاهِ الأطفال في كلّ بقعة من بِقاع الأرض، عام نكنس فيه الظلم والعنف والاسلحة بكلّ انواعها واشكالها ومُسمياتها في بلداتنا ومدننا !! عام نوزّع فيه قدر المستطاع خيرات البلاد على اصحابها وبالتساوي.
عام يحصحصُ فيه الحقّ الإلهي ، ويُبرعِمُ فيه الخير ويزهر من خلال ثناياه الامل.
عام لا نقول فيه سقى الله تلك الايام ، بل نقول فيه : "ما أُحيلى هذه الايام ، ورحم الله الايام الخوالي بكلّ نورها وديجورها.
ما أحوجنا اليوم حقًّا الى باقة من الامل حتّى ولو كانت اصطناعية خيالية حالمة، فيها الكثير من التفاؤل والقليل من الواقعية. لكن لا بأس فالاشتياق الى الافضل والى الامل النابت على جنبات الآتي يشدّاننا الى التمسّك بالحياة ، والسير قُدمًا في مدارج الايام .
مَنْ قال أنّ الايام تسير القهقرى ، وأنّ الخير يتبخّر من الدّنيا ؟!
من قال انّ الايام الخوالي كانت تاجًا رصّعَ جبين الماضي ؟!
اننا نتوق فعلًا الى عالم جديد يحمل الخير والسلام والطُمأنينة لكلّ البشر ؛ الى السود والبيض والصُفر والحُمْر وشتّى الالوان. اننا نتوق وبصدقٍ الى مَنْ يزرع البسمات على شفاه الجياع والمظلومين والمرضى .
ما اجملّ أن نكنِزَ لنا في الارض أملاً وفي السماء زادًا فالمحبة كانت وما زالت زاد الملائكة، وزوّادة الحياة الفُضلى وعنوان الخير ورمز المستقبل الأبهى.
بالمحبة وحدها نداوي الاوصاب والعلل ونشفي الجروح والقروح. بالمحبة فقط نبني جسور التواصل ونهدم جدارَ العِداء ، ونقطع الدرب على اللصوص وقُطّاع الطُرق.
بالمحبة فقط ، محبة الربّ نعطي للإنسانية لونًا ومعنىً , ونُلوّن حياتها بالحياة .
لقد انقضى عام او كاد وولِدَ لنا عام . لقد وُلِدَ لنا طفلٌ جديدٌ ، فلنفرح ونتهلّل به، وننتظر من خلاله أملاً اخضرَ. وكلّ عام والجميع بخير.
من هنا وهناك
-
مقال: هل أمريكا العظمى في طريق الانهيار مثل الاتحاد السوفيتيّ ؟ بقلم : المحامي زكي كمال
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب في بانيت : حتى نلتقي - ممالك وجمهوريات
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
أرسل خبرا