لوحات يرسمها البالون - بقلم : زهير دعيم
25-12-2022 08:01:52
اخر تحديث: 30-12-2022 15:48:37
قبل سنتين وفي مثل هذا الوقت أو قبله بأيام ، جاءنا عرضٌ من سيّدة شابّة تريد أن تقيمَ مَعْرِضًا ميلاديًّا من البالونات في القاعة الكبيرة المُحاذية للكنيسة .
الصور من زهير دعيم
ابتسمت وقتها على مَضض – إنْ صحَّ التعبير - وقلت في نفسي : " معْرِضٌ للبالونات " ! هل عدة بالونات ملوّنة ومنفوخة يصحُّ أن ندعوَها معْرِضًا ؟!
كان لها ما أرادت ... وبعد أيام زُرت المعرض مساء افتتاحه ؛ زرته والحيْرة تسرقني من ذاتي ، ماذا سأشاهد يا ترى ؟
كان لها ما أرادت ... وبعد أيام زُرت المعرض مساء افتتاحه ؛ زرته والحيْرة تسرقني من ذاتي ، ماذا سأشاهد يا ترى ؟
وسرعان ما انبهرتُ ، ورحْتُ ألوم نفسي على الشّكّ ومن أتى على يديْه ، فقد رأيت ورأينا العجب العُجاب ، وشاهدنا بأمّ أعيننا الفنّ بأحلى صُورهِ وأجمل تجلّياته ، فامتلأت القاعة وغصّت في كلّ مساء بالصّغار والكبار والفتيان والكلّ يمتشق بلفونه ليُصوّر نفسه " سلفي" ويُصوّر اطفاله وهم يرتعون في رحاب المعروضات البالونيّة الجميلة .
وجاءنا العرض في هذه السّنة من جديد ، فوافقتُ بِلا تردد ، ولكنّني لا اخفيكم تساؤلي وحيْرتي : أتُرى هل سيكون المعرِض ذاته بلحمه وشحمه الذي رأيناه في العام الماضي وانبهرنا به أم ... ؟!!!
وجاء الجواب بعد أيام قليلة بِ .. أمْ وأكثر !
فإذا الفنيّة تُكوْكبُ وإذا الإبداع يسمو ، وإذا اللوحات الفنيّة البالونيّة تسرقك من ذاتك وتأخذك بعيدًا.
يا الهي ما اجمله من فنٍّ !
بوركت الأنامل فعلًا ، وبوركت هذه الفنّانة الجميلة إيلودي سمرا التي رسمت من البالونات قصائد روحيّة وقصصًا تفور بالمحبّة والبراءة والحِسّ الانسانيّ ، وتتلفّع بالخيال المُجنّح .
فها هي مغارة بيت لحم تتأنّق وتتألّق وترفل بالألوان وهي تحتضن العائلة المقدّسة وطفل المغارة يسوع ينام فيها دافئًا وهادئًا.
وهناك الجداريات البالونيّة الجميلة المُتسربلة بالأصالة والمعانقة للتراث ..
وهناك ايضًا سرير الطفولة الرّافل بالبراءة والمُزنّر بالبالونات الحمراء والورديّة يرتاده الأطفال ليحظى أحدهم بهزةٍ أو هزّات وصورة بليفونيّة ، ومن ثمَّ يفارقه لغيره والبسمة لا تُفاق مُحيّاه .
وهناك الأشكال الهندسيّة اللامعة حينًا والباهتة حينًا آخَر ، والتي تسير بكَ في مسار الفنّ السّرياليّ والشِّعْر المنثور العابق بالمعاني ، والمُتهادي دومًا في ثياب الأحلام والحقائق والألوان.
وتساءلْتُ بيني وبين نفسي وبهمس شديد ، هل كلّ الزّائرين – وهُم كُثر – يروْن ما أرى ويُفسّرون الأمور ويخيطونها على نوْل الفلسفة والشّعر والتُراث ؟
ومهما كان الجواب ، يبقى الواقع الجميل يقول كلَّ شيء ، فالكلّ منبهرٌ ، مأخوذٌ ومسحورٌ بما يرى ويُشاهد ويلمس .
فألف تحيّة عطرةٍ وألف باقة فلّ ومنتور، نزفّها عطرة للفنّانة الحيفاوية \ العبلّينية الرائعة والشّامخة والمتألّقة إيلودي صالح - سمرا على عطائها الجميل وفنّها الأخّاذ ؛ هذه الفنّانة التي تعترف وتقرّ أمام الجميع بتعب زوجها أيمن سمرا معها، ودعمه الجميل لها عمليًا ومعنويًّا، ممّا يزيد من تقدير الناس لها ولذوقها المُرهف وفنّها الأصيل .
بوركَتْ مبدعتنا وبوركَ عطاؤها ، وبورك معها من عاونها ووقف الى جانبها أيضًا ، وأخصّ بالذّكر " شبيبة السّراج " بإدارة وتوجيه المربيّات الغاليات : رفقة سليم ، مريم دعيم ، رنا حبيب وعناية خليل .
هذا ويبقى يسوع في معارضنا وحفلاتنا وسهرتنا هو هو العيد ..
كلّ عام والبشريّة برمّتها بمليون خير .
من هنا وهناك
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي – زنزانة
-
المحامي زكي كمال يكتب : هل أصبحت الحرب الضمان للبقاء في كرسيّ الحكم ؟
-
مقال: أثر أنشطة العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المهارات المعرفية
-
د. ميساء الصح تكتب : توجيهات لأهالي طلّاب الصفوف الثالثة
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب: الخيار بين ‘أرض اسرائيل الكبرى‘ وبين ‘المغامرة بالخطر الوجودي‘ !
-
خالد خوري من كفر ياسيف يكتب : رسالة لمديري المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد
-
مقال : القراءة الناقدة للإعلام - بقلم : د. غزال أبو ريا
-
مقال: ملاحظات على أبواب السنة الدراسية الجديدة - بقلم : المحامي علي أحمد حيدر
-
قراءة لرواية ‘فرصة ثانية‘ للأديبة صباح بشير | بقلم سلمى جبران
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - الانحراف المعياري
أرسل خبرا