الطلاب أصحاب الاحتياجات الخاصة - بين صعوبات الإعاقة واهتمام الوالدين
أصحاب الإحتياجات الخاصة هم تلك الفئة من المجتمع الذين ولدوا مع إعاقة لأسباب وراثية أو طبية، أو تعرضوا لحادث ما وكانت نتيجته إعاقة،

بلال حسونة - صورة شخصية
هذه الإعاقة إما أن تكون جسدية وإما عقلية، سواء كان هذا أم ذاك فإن هذه الاعاقة تحد من قدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، وتجعلهم مقيّدين في حركتهم وتفكيرهم فيصبحون مختلفين عن الآخرين، الأمر الذي يجعل هؤلاء الأشخاص يحتاجون الى عناية أكثر من غيرهم.
في مقالي اليوم، سوف أتناول فئة محددة من أصحاب الإحتياجات الخاصة وهم طلاب المدارس، مدارس الاحتياجات الخاصة. في الحقيقة، هؤلاء الطلاب يحظون باهتمام كبير من الدولة، ولكن للأسف فان قسماً منهم لا يحصلون على هذا الإحترام والإهتمام من أولياء أمورهم. مؤسسة التامين الوطني تدفع لهم مخصصات شهرية، الهدف منها هو إنفاق هذه الأموال على احتياجاتهم الأساسية مثل علاجات وأدوية، ملابس وأحذية طبية، دورات تعليمية مختلفة، ترويح عن النفس من سفر ومطاعم ورحلات الخ. ولكن للأسف فإن بعض الآباء والأمهات يأخذون هذه المستحقات لجيوبهم الخاصة ولا ينفقون منها على أبناءهم إلا قدراً يسيراً، هذا ظلم واستبداد. فلماذا يفعلون ذلك؟ الا يخافون الله في أولادهم؟ أليست هذه سرقة في وضح النهار؟
هؤلاء الطلاب لهم احتياجاتهم الخاصة التي لا يمكنهم الاستغناء عنها، والمستحقات التي خصصتها مؤسسة التأمين الوطني، جاءت تلبي هذه الإحتياجات، وتخفف عنهم معاناتهم، هي حق مستحق لهم لا يجوز المساس بها إطلاقاً، بحيث أنه يجب صرفها على النحو الاتي:
- شراء الملابس والأحذية الطبية والمريحة لهؤلاء الطلاب.
- شراء الحواسيب المحمولة والأجهزة الاكترونية الأخرى التي تساعدهم على قضاء وقت جميل وتبعد عنهم الملل والضجر.
- متابعة المعدات الطبية والإنتباه لها، من ناحية ملاءمتها لهم خصوصاً كراسي العجلات التي أحيانا تحتاج الى صيانة أو تجديد، فلا يعقل ان يأتي الى المدرسة طالب على كرسي عجلات قديم لا يعمل بشكل آمن! لماذا لا يكلف الاهل خاطرهم قليلاً ويتوجهوا لمؤسسة التأمين الوطني ليعطوهم كرسي جديد، إنه مجانيّ!
- شراء الأدوية والعقاقير الضرورية لهؤلاء الطلاب بشكل دوري، فهذه الأدوية تساعدهم في حياتهم وتخفف عنهم آلام الإعاقة، فهل من المعقول أن يأتي الى المدرسة طالب لم يتناول دواء أو عقار عليه تناوله؟ على سبيل المثال وليس الحصر " الريتالين " وأيضاً " الكنابس "، في هذه الحالة الطالب سيثير الكثير من المثاعب والعنف في المدرسة لأنه سوف لن يتحكم بتصرفاته!
- أخذ هؤلاء الطلاب الى رحلات وأماكن ترفيهية خصوصاً أنهم يحتاجون ذلك أكثر من غيرهم، ألا يكفي أنهم يعانون من صعوبات الإعاقة؟!
- المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والرياضية مثل مشاهدة مباريات كرة القدم أو الفعاليات التي تقام في النوادي والمدارس، والتبرع لهذه الفعاليات ودعمها. فهذا يجعل هؤلاء الطلاب يشعرون أنهم قدموا شيئا لغيرهم وأنهم جزء من مجموعة، وأحيانا يقدمون المساعدة للمجتمع تماماً كما يحصلون عليها!
من ناحية ثانية، كلمة حق تقال هنا ... أنه يوجد كثير من الأهل الرائعين الذين لا يتأخرون عن إعطاء الحب والحنان لأبنائهم أصحاب الاحتياجات الخاصة، وتوفير اللوازم والإحتياجات المطلوبة لعلاجهم، وسلامتهم وراحتهم، إلى هؤلاء أقول: أنتم ملائكة: تصبرون على صعوبات الحياة، وتتكبدون عناء الواجب الوالدي في خدمة أبنائكم هؤلاء .. ورعايتهم، بوركت أيديكم.
أما أولياء الأمور من الفئة الأولى من الأهل، أعود وأكرر لكم أن المستحقات المالية الشهرية التي تمنحها مؤسسة التأمين الوطني هي حق لأبنائكم وليس لكم، وأنه إذا كانت الدولة قد خصصتها لهم، فإنما هي تفعل ذلك كي تضمن معيشتهم وعلاجهم وكرامتهم، ولا يجوز لكم أن تأخذوها لأنفسكم ظلماً وبهتانا.
* كاتب المقال : مدرس لغة انجليزية في تكنولوجية عتيد اللد
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]
من هنا وهناك
-
‘ لماذا لا نرى الأمن والأمان؟ ‘ بقلم: المحامي يوسف شعبان
-
‘قطرة ماء… سرّ الحياة ومعجزة الخلق‘ - بقلم: سليم السعدي
-
‘المسيحيون العرب في إسرائيل: قراءة هادئة في هوية تبحث عن شراكة عادلة‘ - بقلم : منير قبطي
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
‘بعض الناس مهما قلّ المحصول يبقى عطاؤهم وفيراً‘ - بقلم : المحامي شادي الصح
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال





التعقيبات