بلدان
فئات

24.01.2025

°
06:41
هيونج مين سون يقود توتنهام لفوز ثمين على هوفنهايم بالدوري الأوروبي
22:10
المجتمع العربي يغرق في بحر من الدم : 3 قتلى خلال ساعات معدودة .. آخرهم باسم صفوت بداح من كابول
20:56
جريمة تلو الجريمة : مقتل رجل ( 53 عاما ) باطلاق نار في كابول
20:39
هنا حرفيش : مدرسة السبيل تفتتح الاستوديو الاول من نوعه
20:19
مقتل محسن أبو صالح (52 عاما) رميا بالنار في سخنين
19:48
المحامي زكي كمال يتحدث لقناة هلا حول ملفات سياسية محلية واقليمية
19:32
محاولات الإنعاش باءت بالفشل : إقرار وفاة المصاب باطلاق نار في سخنين
19:12
المفتش العام للشرطة يجتمع برئيس هيئة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي
18:54
ضبط شاب يقود سيارة بسرعة 104 في كرميئيل
18:27
شاهدوا : سائق شاحنة من عرعرة ينهال ضربا على زميله قرب مفترق صندلة
18:20
ترامب يلقي كلمة ‘عن بعد‘ في منتدى دافوس الاقتصادي
18:14
امرأة بحالة خطيرة اثر اصطدام سيارتين في عرابة
18:11
ريما مراعنة من الفريديس ضيفة برنامج ‘الموجة المفتوحة‘
18:01
الجيش الإسرائيلي: ‘تدمير عشرات مخازن الأسلحة جنوب لبنان‘
17:49
جريمة تلو الجريمة : إصابة خطيرة لرجل باطلاق نار في سخنين
17:37
حزب الله : ‘الموعد الأخير لانسحاب الجيش الإسرائيلي يوم الأحد – لن نقبل بأي خرق للاتفاق‘
17:22
جمال ذياب من طمرة يتحدث لقناة هلا عن المخاسر في قطاع الزراعة بسبب الحرب وتغير المناخ
17:18
قناة هلا تلتقي بمشاركات في تفعيل أكشاك بازار اسبوع المسن في سخنين
17:12
بينها ‘ميسي‘.. محكمة أميركية تقضي بأن ‘5 أفيال ليست بشرا‘
17:00
وزير خارجية العراق من دافوس: هجوم تركيا على الأكراد في شمال سوريا سيكون خطيرا
أسعار العملات
دينار اردني 5.01
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.38
فرنك سويسري 3.92
كيتر سويدي 0.32
يورو 3.7
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.32
كيتر دنماركي 0.5
دولار كندي 2.47
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.27
دولار امريكي 3.56
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-01-24
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.56
دينار أردني / شيكل 5.04
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.7
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 3.92
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.92
اخر تحديث 2025-01-23
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
مقالات
حالة الطقس

مقال : لماذا تضيقُ آفاقِ الفكرِ العربيِّ ورؤاه ؟

آمال عوّاد رضوان
20-07-2022 04:47:14 اخر تحديث: 20-07-2022 07:47:14

بلغَني سؤالُهُ مُستفسِرًا عن معنى الكتابة، كوْني شاعرةً وأديبةً في ظلِّ الاحتلال، وتبادرَ لروحي قوْلُ جيفارا: "أحسُّ على وجهي بألمِ كلِّ صفعةٍ تُوجَّهُ إلى كلِّ مظلومٍ في هذه الدّنيا،

فأينما وُجدَ الظلمُ فذاك وطني، وإنَّ الطريقَ مظلمٌ حالِكٌ، فإذا لم نحترقْ أنتَ وأنا فمَن سينيرُ لنا الطريق"!
    وكأنّ بلادَنا المحتفلةَ بأعيادِ استقلالِها الوطنيّةِ تتمتّع بهُويّةِ الحُرّيّة!
     وكأنّ الوجودَ العربيَّ بمعظمِ مُكوّناتِهِ مِن لغةٍ وثقافةٍ وسيادةٍ وثرواتٍ واقتصادٍ مُهدّدٌ كيانهُ المستقبليّ مِن قِبلِ قوى عظمى!
    أو كأنّنا نعملُ بالمقولةِ المأثورةِ: "نموتُ واقفينَ ولا نموتُ راكعين"!
    أو كأنّنا نرفعُ قوْلَ لنكولين شعارًا: "اِنهضوا أيّها العبيدُ، فإنّكم لا ترونَهم كبارًا، إلّا لأنّكم ساجدون"؟
    أيننا مِن مفهومِ الحُرّيّةِ والاحتلالِ العسكريّ؟
   وماذا عن الاحتلالِ الفكريِّ وزعزعةِ الإيمانِ، وخلخلةِ الثوابتِ الفكريّةِ، وخلْقِ الفوضى والفتنةِ بينَ عناصرِ الشعبِ الواحد؟
   كيفَ نفسّرُ تبعيّةَ دوُرِ الإعلامِ والدعايةِ كقوى مُحرِّكةٍ في الاحتلالِ النفسيِّ وبثِّ سمومِها المُغرية؟
    هناكَ حركاتٌ مصطنعَةٌ تدّعي الاعتدالَ والعدلَ، تُوجّهُ عقاربَها باتّجاهِ الاحتلالِ ضدَّ الروحِ والضمير، وإنّي لأسمعُ صوتَ جبران خليل جبران:
"إنّ الأمّةَ المستعبَدةَ بروحِها وعقليّتِها، لا تستطيعُ أن تكونَ حُرّةً بملابسِها وعاداتِها"!
 إذن؛ مَن يُساندُ الحقَّ إلّا أهلُهُ، ووعْيُ أمّةٍ لا تتوانى ولا تتهاونُ في حقِّها وحُرّيتِها ولا بخلطِ أوراقِها؟
ألم يقلْ نيلسون منديلا:
"الحُرّيّةُ لا تُعطى على جرعاتٍ، فالمرءُ إمّا أن يكون حُرًّا أو لا يكون، والجبناءُ يموتونَ مرّاتٍ عديدة قبلَ موتِهم، والشجاعُ لا يذوقُ الموتَ إلّا مرّة واحدة"!
    إذًا؛ لماذا تتّسعُ آفاقُ المطامعِ الغربيّةِ بشرقِنا؟
     ولماذا تضيقُ آفاقِ الفكرِ العربيِّ ورؤاه؟
   عشراتُ النداءاتِ المستغيثة تصلُني، للتضامنِ والإفراج عن مفكّرينَ وإعلاميّينَ وشعراءَ وأدباءَ أطلقوا أصواتَهم المجروحةَ للحُرّيّة، فأُطبِقَ عليها وعليهم في السجونِ والتعتيم والإعدام والتهجير، فكيفَ تنيرُ هذهِ الأصواتُ العقولَ والنفوسَ والوجودَ والكيانَ والهِممَ إنْ شُلّتْ هذهِ الألسُنُ؟
    وما أدراكَ ما الكتابة؟
   الكتابةُ طائرٌ خرافيٌّ تُشكّلُهُ فوضويّةُ الواقعِ، يُمارسُ طقوسَهُ الغريبةَ، يسبحُ ويغوصُ في لججِ الخيالِ، لينتزعَ مِن أعماقِهِ محاراتِ آمالٍ، يُحلّقُ بها إلى سمواتِ الحلمِ، فيزرعُها نجومًا وضّاءةً في عتمِ ظروفٍ كالحةٍ، مغموسةٍ بأرَقِ الهمِّ الفرديِّ والجماعيِّ.
    الكتابةُ ألبومٌ كبيرٌ للوحاتٍ مرسومةٍ بالكلماتِ، تشهدُ على بيئتِها وعصرِها وحضارتِها وثقافتِها، تحملُ بثيماتِها وتصوّراتِها وآمالِها اللامتناهيةِ رسالةً ساميةً ومؤثِّرةً وإيجابيّةً..
   الكتابةُ تتركُ بصماتِها محفورةً على جباهِ المقاماتِ، بَعْدَ انتشالِها من حُفَرِ الرمالِ المتحرّكةِ المردومةِ بقشٍّ مفخّخٍ، فتجوبُ بها آفاقًا لِتَحُطَّ في نفسِ المتلقّي، تهزّهُ وتُذهلُهُ، حينَ تُناغمُ أوتارَ قلبِهِ وإيقاعَ عقلِهِ.

 ولكن؛
    ما معنى أن تكونَ رهينًا في بلدِكَ ومحاصَرًا في أرضِكِ، لكنّكَ حرٌّ طليقٌ بفكرِكَ، تقضمُكَ الغربةُ، وتؤطّرُكَ في صناديقِ الاتهامِ السوداءِ؟
      ما معنى أن تخضع لدينونةِ العدوِّ المحتلِّ من ناحيةٍ، ولرفضِهِ لكَ بشتّى وسائِلِهِ وبأبعادِها من أجل تهجيرِكَ، ومحاربتِهِ إيّاكَ بتجزئتِكَ وشرذمتِكَ بمسمّياتٍ تتعدّدُ، وبطمْسِ معالمِكَ العربيّةِ الموحِّدةِ لكلِّ الفئاتِ؟
    وما معنى أن تواجهَ دينونةَ أخيكَ العربيِّ مِن ناحيةٍ أخرى، ويتّهمكَ بالتخلّي عن ملامحِكَ وهُويّتِكَ الفلسطينيّةِ، طالما أنّكَ أُرغِمْتَ على حَمْلِ جوازٍ إسرائيليٍّ، يُرضخُكَ للقوانينِ والشروطِ الإسرائيليّةِ والمواطنةِ الجزئيّةِ كعربيٍّ في دولةٍ يهوديّة؟
    وها أنتَ المكبّلُ بسلاسلَ من أسئلةٍ لزجةٍ تدورُ محاورُها على ذاتِها:
      مَن أنا.. وإلى أينَ أسيرُ وأُسَيَّرُ؟
      كيفَ أتحدّى وأُجابهُ مشاقَّ ووعورةَ الدروبِ المرسومةِ؟
       كيف لا يسلبُني الهروبُ مِن هذا المَسيل؟
      هل هناكَ مِن خيارٍ أمامي سوى الهجرةِ والرحيلِ إلى بلدٍ آخر؟
      وإن بقيتُ في الوطن، هل سيتمكّنونَ من أن يخلعُوا عنّي ثوبيَ العربيَّ، ويُلبسوني ثيابَهم المفصّلةَ لي بمقاساتِهمِ وألوانهم؟
     هل أخضعُ للذوبانِ والتلاشي والاضمحلالِ كما يُخطَّطُ لي؟
     وهل إخوتي مَن يعيشونَ الشتاتَ على مضضٍ، أفضلُ حالًا منّي أنا الراسخُ اللاجئُ في بيتي وبلدي؟
     وكيفَ أثبتُ أنّي ابنُ هذه الـ فلسطين ولستُ لاجئًا فيها؟
      لأكونَ كاتبًا ينبغي أن أتماهى مع الهمّ العامّ والخاصّ، لأثبتَ أنّي أحملُ جوازًا وهُويّةً إسرائيليّةً رغمًا عنّي، وأنّ هذا الأمرَ لا يُلغي البتّةَ انتمائيَ الشديدَ إلى جذوري وحضارتي الفلسطينيّةِ الراسخةِ رغمَ كلِّ الجفافِ والتجفيفِ، ورغم محاولاتِ التخنيقِ والتقديدِ والتحجيمِ، واستخدامِ لغةِ التهجيرِ بشتّى لهجاتِها الملغومةِ..

     ففي أيّة محكمةٍ عادلةٍ يُثبتُ عنادي وصمودي وإصراري في صراعي المرير، أنّي بريءٌ من دمِ هذا التاريخ المفخّخِ؟
  ما هي البراهينُ والدلائلُ من أجلِ تثبيتِ حقّي الشرعيِّ والإنسانيِّ؟ 
  ولماذا أظلُّ أنا الفلسطينيُّ مُلزَمًا ومتأهّبًا للدفاعِ عنّي؟ 
    ويظلّ هوَسٌ لا يَخبو يؤرّقُني على مدى الصحوةِ:
    هل تنجحُ أجيالُنا القادمةُ في متابعةِ مشوارِ الهمِّ العامِّ، أم أنّ الهمَّ الخاصَّ قد يقودُها إلى مقولةِ "أسألُكَ يا ربُّ نفسي"، فتخضع للتهجيرِ أو التذويب؟
    كيف يمكننا تفادي الهواجسِ المرعبةِ والتصدّي لها؟
    أسئلةٌ قائمةٌ قاتمةٌ تتأرجحُ ما بينَ زوايا حادّةٍ ومنفرجةٍ، ممزوجةٌ بفكرٍ وأحاسيسَ متألّمةٍ وفلسفةٍ متأمّلةٍ بالخلاصِ والفرجِ، نسكبُها بقوالبَ إبداعيّةٍ وتصنيفاتٍ أدبيّةٍ متعدّدةٍ، توصلُ عصافيرَ النفسِ الضالةَ إلى أعشاشِها الآمنةِ مؤقّتًا، والتي ترقى أعماقَ الكونِ الكثيفةِ بتفاصيلِهِ المتناقضةِ وخيوطِهِ المتشابكةِ، وفَكِّها ونَسْجِها، وسَبْكِها في أُطرٍ فنّيّةٍ صاخبةٍ صامتةٍ، ناطقةٍ خرساءَ، لكنّها أبدًا ليستْ عمياءَ فاقدةً اتّجاهاتِها، فهي هادفةٌ وليستْ عبثيّةً.
    اليومَ علا الصوتُ.. قويَ صداهُ.. تخطّى الحدودَ المفروضةَ بفضلِ النتّ، فصارَ مُتنفّسًا حقيقيًّا فكريًّا وأدبيًّا واجتماعيًّا، إن لم يكنْ حضورًا بالجسدِ، يوصلُ الرسائلَ للخارجِ القريبِ البعيدِ، وتبادل وجهاتِ النظر وتفهّمها لظروفٍ تلاصقُ الوجعَ.
    الكاتبُ إنسانٌ أوّلًا وأخيرًا، موهوبٌ مُطّلعٌ، يتحلّى ويتزيّنُ بكلُّ ما تحملُهُ حضارتُهُ وتاريخهُ مِن جمالٍ وصِدقٍ وأمانةٍ وإخلاصٍ، يتماهى مع كلِّ العناصرِ التي تُعزّزُ كيانَهُ الإنسانيَّ في ذاتِهِ ومجتمعِهِ، ليعكسَ مرآتَهُ الحقيقيّةَ الداخليّةَ بألقِها وجاذبيّتِها، ويبذرَ فكرَهُ وحِسَّهُ في نفوسِ قرّائهِ، لمتابعةِ واستمراريّةِ الثقافةِ والهُويّة!
    الكتابةُ رحلةُ تأمُّلٍ هاربةٌ مِن حصارٍ قسريٍّ غيرِ مسلَّمٍ به، إلى أبعدِ مدى ممكن، للاطّلاعِ على ما يجولُ فيما وراءَ القضبانِ والجدرانِ، وبالتّالي تحويلِها للغةٍ فنّيّةٍ إبداعيّةٍ أدبيّةٍ، مِن أجلِ معالجةِ أمورٍ قابلةٍ للتّخلخلِ، ومن ثمَّ إعادةِ التوازنِ الناجعِ إلى الكيانِ الوطنيِّ والإنسانيِّ بقيَمِه الإيجابيّةِ الراقيةِ البنّاءةِ، فعسانا وعساهم نردّدُ دعوةَ طاغور:
    "يا ربّ، لا تجعلْني أَتَّهمُ مَن يُخالفُني الرأيَ بالخيانةِ".

 

 

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك