ضحكات خجولة وأحلام صغيرة تأبى أن تموت .. أطفال الجولان الذي فقدوا أصحابهم أمام عيونهم في الملعب : ‘نتمنى ان نعود لنلعب كرة القدم‘
رغم قسوة المآسي التي تثقل القلوب، تستمر الحياة وكأنها تُصر على أن تُعلّمنا معنى الصمود. في الجولان، حيث طغى الحزن على وجوه الأطفال الذين
ضحكات خجولة وأحلام صغيرة تأبى أن تموت .. أطفال الجولان الذي فقدوا أصحابهم أمام عيونهم في الملعب : ‘نتمنى ان نعود لنلعب كرة القدم‘
فقدوا أصدقاءهم في لحظة مأساوية، ينبعث شعاع الأمل من ضحكات خجولة وأحلام صغيرة تأبى أن تموت.
تستمر الحياة بفضل قوة هؤلاء الأطفال الذين يجدون في كل يوم جديد فرصة لتجاوز الألم، وفي كل ذكرى أليمة دافعا لبناء مستقبل أفضل، وكأنهم يقولون للعالم إن الحياة لا تُهزم، وإن الأمل أقوى من كل الأحزان.
مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما، زار الجولان وشارك في تدشين نصب تذكاري للأطفال الذين قضوا في الملعب جراء سقوط صاروخ يوم 2024-07-27 . وهناك التقى بأطفال من الجولان ( نيل أبو صالح من مجدل شمس ورونال أبو صالح من مجدل شمس ونيشان خاطر من مسعدة )، الذين كانوا شهودا أحياء على واحدة من أكثر اللحظات المأساوية التي يمكن لطفل أن يعيشها. في ملعب كرة القدم، حيث يفترض أن تكون أصوات الضحك والهتاف هي السائدة، تبددت هذه الأحلام البريئة عندما سقط صاروخ أودى بحياة 12 طفلا، معظمهم من أصدقائهم المقربين.
ضحايا الصاروخ
يذكر ان الأطفال الذين قتلوا نتيجة الصاروخ في الملعب هم : فجر ليث ابو صالح (16 سنة)، أمير ربيع أبو صالح (16 سنة) حازم أكرم ابو صالح (15 سنة) جوني وديع إبراهيم (13 سنة) إيزيل نشأت ايوب (12 سنة) فينيس أدهم صفدي (11 سنة) يزن نايف ابو صالح (12 سنة) ألما أيمن فخر الدين (11 سنة) ناجي طاهر حلبي (11 سنة) ميلار معضاد الشعار (10 سنوات) ناظم فاخر صعب (من عين قينيا).
"حتى الان لا أستطيع ان اصدّق ما حصل"
وقال نيل أبو صالح في حديثه لمراسل موقع بانيت وقناة هلا حول الحادثة التي غيرت مجرى حياته: "لقد قضيت خمسة أيام في المستشفى، وكانت إصابتي في ظهري، والحمد لله أنا الآن بخير وعُدت إلى المدرسة. ما حدث في الملعب هو انني كنت ألعب مع أصدقائي، وفجأة سمعت صفارة الإنذار، فتوجهت لأخذ حقيبتي، وعندما وصلت إلى منتصف الملعب سمعت صوتًا قويا، بعدها شعرت بشيء في ظهري. نظرت حولي ورأيت دخانًا، فظننت أنه قد وقع شيء في الملعب بالقرب منا، ولم أفكر كثيرًا، حيث توجهت بسرعة إلى المجمع، وهناك قابلت شخصًا لا أذكر اسمه، قام بسحبي إلى المجمع بينما كنت أركض، وأخذني إلى مكان آمن، حيث حاولوا معالجتي، وانتظرنا وصول الإسعاف، وعندما وصل، نقلونا إلى المستشفى بالطائرة. كنت في حالة من التوتر الشديد ولم أستطع استيعاب ما حدث. بعد يومين، علمت أنني فقدت أصدقائي، وحتى الآن لا أستطيع تصديق ذلك".
وأكمل، والدموع تملأ عينيه: "أشتاق كثيرًا لأصدقائي، فقدت 12 صديقًا، ومن بين المصابون أيضا أصدقاء لي، واليوم حالتهم أفضل. عدت للعب كرة القدم بشكل متقطع، وصديقي الذي كان قريبًا مني من جيلي، يزن الذي فقدته، قمت بعمل له إسوارة باسمه، كما جلبت طبلة لأنه كان يحب العزف عليها. أحتفظ بها في غرفتي لتظل ذكرى حية معي، رغم أنني لا أحب الموسيقى كثيرًا ولكن لكي اتذكره فهو كان يحبها".
وأضاف: "أما بالنسبة لتحصيلي الدراسي، فلم يتأثر كثيرًا، لكن أصعب شيء كان رحيل يزن. أحيانًا وأنا أدرس، يتبادر إلى ذهني أصدقائي، خصوصًا في الأيام الأولى بعد الحادث، لكن أهلي دائمًا يشجعونني."
واختتم موجها كلمة لأصدقائه الذين فقدهم: "الله يرحمهم، وإن شاء الله نلتقي في الجنة. أفتقدهم كثيرًا، وإن شاء الله تعود حياتنا إلى طبيعتها ونعود للعب كرة القدم".
"بقيت في المستشفى لمدة أربعة أشهر"
من جانبه، قال الفتى رونال أبو صالح مستذكراً ما حصل في ذلك اليوم: "كنت أقود دراجتي وتوجهت إلى الملعب. عندما وصلت، وجدت أصدقائي هناك، فسلمت عليهم. لم أكن أنوي لعب كرة القدم حينها. وبعد أن سلمت عليهم، انطلقت صفارة الإنذار، فأخبرتهم أنني سأعود إلى المنزل. ولكن بمجرد أن هممت بالمغادرة، سقط صاروخ في الملعب. أُصبت حينها في قدمي ويدي ورقبتي، وبقيت في المستشفى لمدة أربعة أشهر. كان الأمر صعبًا للغاية، وكنت أشتاق إلى أصدقائي وإلى العودة للعب كرة القدم، وكذلك إلى البيت. بعض أصدقائي أُصيبوا أيضًا، وهناك أشخاص من الذين توفوا كنت أعرفهم، مثل فينيس، التي كانت عائلتها صديقة لعائلتنا، وجوني".
ومضى قائلاً: "كنت أحلم بأن أصبح نجمًا كبيرًا في كرة القدم على مستوى العالم، لكن حاليًا لا أستطيع لعب كرة القدم، وعليّ الانتظار لمدة ثلاثة أشهر حتى أتعافى تمامًا وأتمكن من العودة إلى الملاعب دون بذل جهد على قدمي. أشتاق كثيرًا للعودة إلى اللعب والملاعب."
"لم أتمكن من استيعاب ما حدث بسبب الصدمة والخوف"
من ناحيته، قال نيشان خاطر من مسعدة: " أنا عمري 15 سنة، أدرس في الصف العاشر. في ذلك اليوم كنت في طريقي إلى بيت جدتي، وعندما وصلت إلى الملعب بدأت أنتظر أصدقائي. بمجرد وصولهم، لعبنا كرة القدم لمدة نصف ساعة تقريبًا، وبعدها حدث ما لم يكن في الحسبان. أتذكر أننا كنا نلعب وفجأة سمعنا صوت صفارة الإنذار. نحن معتادون على سماعها دون أن يحدث شيء، فغالبًا ما تنفجر القذائف في السماء، لكن هذه المرة كان الوضع مختلفًا تمامًا. سقط الصاروخ في الملعب، وأُصبت بشظايا في فكي وفي كلتا قدميّ. ورغم الإصابة، ما زلت أستطيع لعب كرة القدم، وقد بقيت في المستشفى لمدة يومين". وتابع قائلا: "المشاهد التي رأيتها في تلك اللحظة كانت سريعة، لم أتمكن من استيعاب ما حدث بسبب الصدمة والخوف. كل ما كنت أفكر فيه هو أن أخرج بسرعة من المكان. قاموا بتقديم الإسعافات الأولية لي، وغطوا وجهي لأنني كنت أنزف بشدة".
وأكد نيشان "أن هذا الحادث ترك أثرًا كبيرًا في نفسي ما زلت أشعر به حتى اليوم. الحزن الذي أحمله في قلبي وفي قلوب أصدقائي لا يمكن وصفه، خصوصًا بعدما فقدت أربعة من أعز أصدقائي: ناظم أبو صالح، حازم أبو صالح، أمير أبو صالح، وفجر أبو صالح. الفقد كان صعبًا للغاية، وما زلت أشتاق لهم كثيرًا".
واختتم قائلاً: "بعد شهر ونصف أو شهرين من الحادث، عدت إلى الملعب، وكان شعور العودة لا يوصف. قررت تعلم الموسيقى، شعرت أن هذا سيمنحني القوة لتجاوز مشاعري والتعبير عنها. نحن بحاجة إلى السلام، ليس فقط لأنفسنا، بل بين جميع شعوب العالم".
من هنا وهناك
-
مصرع سائق دراجة نارية بحادث طرق على شارع 4
-
(ممول) مشاركون بحفل اشهار كتاب ‘من عرين الأسد‘ لرئيس مجلس دير الأسد يتحدثون لقناة هلا
-
أصحاب أراض من كفر ياسيف وأبو سنان يتقدمون بالتماس ضد مخطط توسيع شارع عابر إسرائيل – ويطالبون: ‘التعويض يجب أن يكون على مبدأ أرض مقابل أرض‘
-
مكتب رئيس الحكومة: ترامب دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض في 4 فبراير
-
اندلاع حريق بمنزل في باقة الغربية دون وقوع اصابات
-
تخليص عامل جراء انهيار جدار خلال ترميم مبنى في القدس
-
عمليات انعاش لطفل اثر تعرضه للدهس في القدس
-
الشرطة: اعتقال شاب من الناصرة ضُبط متلبسا وهو يخبئ مسدسا في سرواله
-
وزير الأمن يسرائيل كاتس في قمة جبل الشيخ: ‘سنظل هنا لفترة غير محدودة‘
-
سقوط عاملين في بئر بعمق 12 مترا في تل أبيب يافا
أرسل خبرا