علامات تطور الأطفال في سنواتهم الأولى من عمر سنة وحتى 10 سنوات
في السنوات العشر الأولى من حياة الطفل، تحدث تغييرات جوهرية تعيد تشكيل جسمه وعقله وعواطفه بشكل مذهل، وهذه السنوات لا تعد فترة من التقدم الطبيعي لنمو الطفل، بل هي مرحلة استثنائية
صورة للتوضيح فقط تصوير: Yavdat-shutterstock
تتطلب مراقبة دقيقة ودعماً فعالاً من الوالدين؛ لأنها تضع حجر الأساس لشخصية الطفل ومهاراته المستقبلية.
في هذا التقرير يستعرض الدكتور وائل الزيات، أستاذ طب الأطفال، بالتفصيل أهم العلامات التي تشير إلى تطور الأطفال من عمر عام إلى عشرة أعوام، ونتعرف على كيفية دعم الآباء لهذه الرحلة المليئة بالاكتشاف والتعلم للطفل.
الطفل من 1-10 سنوات
تمثل السنوات العشر الأولى من حياة الطفل رحلة رائعة مليئة بالتعلم والاكتشاف، من خطواته الأولى بالمشي، إلى تطور مهاراته الاجتماعية والأكاديمية، كل لحظة تحمل معها مؤشرات تطور تحتاج إلى رعاية ودعم من الوالدين، وفهم هذه المراحل يساعد الأهل على تقديم أفضل دعم لأطفالهم لمواجهة العالم بثقة وقوة.
الطفل في العام الأول: خطوات صغيرة نحو العالم الكبير
النمو الجسدي: عند بلوغ الطفل عامه الأول، يكون قد حقق إنجازات جسدية مثيرة للإعجاب، ويبدأ غالباً باتخاذ خطواته الأولى، والتي تعتبر علامة فارقة في تطوره، إذ يتمكن من الوقوف بثبات ومحاولة المشي دون مساعدة، استخدام اليدين للإمساك بالأشياء الصغيرة بدقة، مثل المكعبات أو الألعاب الصغيرة، زيادة التناسق بين اليد والعين عند التقاط الأشياء أو تحريكها.
التطور العقلي: عقل الطفل في هذا العمر يشبه الإسفنج، يمتص كل ما يدور حوله، يبدأ بفهم بعض الكلمات والإشارات البسيطة، ومن العلامات الملحوظة، الاستجابة لاسمه عندما يُنادى عليه، ومحاولة تقليد الأصوات أو الحركات التي يراها، وإظهار الفضول تجاه الأشياء الجديدة في بيئته.
التواصل الاجتماعي والعاطفي: يظهر الطفل أول ملامح شخصيته العاطفية، مثل الضحك عند الشعور بالسعادة، أو البكاء عند الإحباط، كما يعبر عن احتياجاته باستخدام الإشارات أو الكلمات البسيطة مثل "بابا" و"ماما".
من عامين إلى ثلاثة أعوام: مرحلة الاكتشاف والتمرد
الاستقلالية المبكرة: يبدأ الطفل في هذا العمر بالسعي نحو الاستقلالية، وهو ما يظهر في رغبته القوية للقيام بالأشياء بنفسه؛ مثل تناول الطعام أو ارتداء الملابس.
علامات التطور: تتمثل في زيادة القدرة على المشي والجري بحرية وثقة، استخدام الأدوات البسيطة مثل الملعقة أو الفرشاة، القدرة على الإمساك بالأقلام وأقلام التلوين ورسم خطوط بسيطة.
التطور اللغوي: يحدث تطور هائل في مهارات اللغة، حيث يبدأ الطفل في تكوين جمل قصيرة للتعبير عن رغباته وأفكاره، ومن العلامات الملحوظة، زيادة المفردات لتصل إلى 200 كلمة أو أكثر، القدرة على تسمية الأشياء المحيطة به، مثل سيارة وتفاحة، استخدام الضمائر مثل "أنا" و"أنت" بشكل صحيح.
اللعب التخيلي والإبداعي: يحب الأطفال في هذا العمر الألعاب التخيّلية، مثل تمثيل دور الأم أو الطباخ، يظهرون شغفاً بتقليد الكبار وتقليد أنشطتهم اليومية.
من أربع إلى خمس سنوات: القفزة الكبرى نحو التعليم
التطور المعرفي والأكاديمي: في هذه المرحلة، يبدأ الأطفال في استكشاف عالم الحروف والأرقام استعداداً للدخول إلى المدرسة، ومن علامات التطور في هذا العمر، القدرة على التعرف على الحروف الأبجدية وأرقام بسيطة، حفظ الأناشيد أو الأغاني القصيرة،
رسم أشكال بسيطة مثل الدائرة والمربع
النمو الاجتماعي والعاطفي: يصبح الطفل أكثر إدراكاً لمشاعر الآخرين، مثل الفرح أو الحزن، يتعلم التفاعل مع أقرانه في الأنشطة الجماعية، مثل اللعب في الحديقة أو المشاركة في الألعاب الجماعية.
تنمية الخيال والإبداع: يظهر الأطفال حباً للإبداع في الرسم والتلوين، يحكون قصصاً خيالية بسيطة تعكس مخيلتهم النشطة.
من ستة إلى سبعة أعوام: الخطوة الأولى في المدرسة
التطور الأكاديمي: مع دخول الطفل إلى المدرسة، تظهر مهاراته الأكاديمية بشكل أوضح، ومن العلامات البارزة: تعلم القراءة والكتابة بمستوى أساسي، القدرة على فهم التعليمات واتباعها بدقة، حل المسائل الرياضية البسيطة مثل الجمع والطرح.
النمو البدني: يصبح الطفل أكثر رشاقة وقدرة على ممارسة الرياضة، مثل الجري أو ركوب الدراجة، يتحسن التحكم في العضلات الدقيقة، ما يساعده على الكتابة بوضوح وربط الحذاء.
الذكاء العاطفي: يظهر الطفل تعاطفاً مع الآخرين، مثل مواساة صديق يشعر بالحزن، يبدأ في تعلم كيفية التحكم بمشاعره في المواقف المختلفة.
من ثمانية إلى عشرة أعوام: الاستقلالية والابتكار
الاستقلال الاجتماعي: ويبدأ الطفل في هذا العمر بتكوين صداقات أكثر استقراراً وطويلة الأمد، ومن العلامات الملحوظة : فهم قواعد الألعاب والعمل الجماعي، إظهار القدرة على التفاوض وحل الخلافات مع الأصدقاء، الشعور بالمسؤولية تجاه واجباته المدرسية أو المنزلية.
التطور الفكري والإبداعي: يصبح الطفل قادراً على التفكير النقدي، مثل طرح الأسئلة ومحاولة فهم العالم من حوله، يظهر شغفاً بتعلم مهارات جديدة، مثل: العزف على آلة موسيقية أو ممارسة رياضة محددة.
تعزيز الثقة بالنفس: يبدأ الطفل بالشعور بالإنجاز عند تحقيق أهداف محددة، مثل الفوز في مسابقة رياضية أو تقديم عرض مدرسي
متى يجب القلق بشأن التطور؟
رغم أن تطور الأطفال يختلف من طفل لآخر، فإن هناك علامات تستدعي استشارة مختص، مثل:
عدم القدرة على المشي بعد عمر السنتين.
عدم نطق أي كلمات بحلول عمر الثلاث سنوات.
صعوبة في التفاعل الاجتماعي مع الأقران أو العائلة.
تأخر في تطوير المهارات الأكاديمية الأساسية عند دخول المدرسة.
دور الآباء في دعم تطور أطفالهم
تشجيع الاكتشاف والتعلم، بتوفير بيئة مليئة بالألعاب التعليمية والكتب المصورة، وطرح الأسئلة لتحفيز تفكيره وتوسيع مداركه.
التواصل الإيجابي، تحدث مع طفلك عن يومه وشجعه على التعبير عن مشاعره، واستمع له باهتمام واحترم آراءه.
تقديم الدعم العاطفي، قدم له التشجيع عند تحقيق أي إنجاز، مهما كان صغيراً، وساعده في التغلب على التحديات بصبر وحب.
المشاركة الفعالة، خصص وقتاً للعب أو القراءة معه، وشاركه الأنشطة التي يحبها، مثل الرسم أو الرياضة.
من هنا وهناك
-
هل تتساوى تربية البنات مع تربية الأولاد؟ 3 طرق للتعامل مع الفروق
-
إليك أنشطة لتعزيز المهارات الحركية لطفلك
-
هل كثرة حركة الطفل دلالة على الذكاء.. أم إشارة لانخفاضه؟
-
طرق تعليم الأطفال الانضباط الذاتي من دون استخدام العقاب البدني
-
التغيرات الهرمونية للحامل وكيفية التغلب على تقلبات المزاج
-
أسباب السمنة عند الأطفال والوقاية منها بأسلوب صحي.. وانتبهي لأسلوب تغذيتك!
-
أسباب ألم الظهر عند الأطفال منها حمل الحقيبة المدرسية
-
لا داعي للقلق فهذا هو سبب حركة الجنين الزائدة
-
8 خطوات لتنمية مهارات طفلك الاجتماعية تبدأ من الروضة وتستمر
-
كيفية غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال في الحياة اليومية
أرسل خبرا