سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه
السؤال : هل المرأة مطالبة شرعا، ومأمورة للسعي نحو طلب الرزق(المال)، كالرجل ؟
صورة للتوضيح فقط - تصوير: yogendrasingh.in-shutterstock
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فلا يجب على المرأة السعي لطلب الرزق، إلا إن عدمت من ينفق عليها؛ كالزوج، إن كانت ذات زوج، وإلا فالوالد، والولد، والأخ، والعم، وغيرهم من عصبتها، فإن عدمت من تجب عليه نفقتها، وجب عليها أن تكتسب لنفسها، بحسب قدرتها، وحالها، بخلاف الرجل، فإنه إن كان فقيرا، يجب عليه السعي لطلب الرزق لنفسه، ولمن تلزمه نفقتهم.
قال السرخسي في (المبسوط) في شرح كتاب (الكسب) لمحمد بن الحسن الشيباني: طلب الكسب فريضة على كل مسلم، كما أن طلب العلم فريضة ... ثم الكسب على مراتب، فمقدار ما لا بد لكل أحد منه يعني ما يقيم به صلبه، يفترض على كل أحد اكتسابه عينا؛ لأنه لا يتوصل إلى إقامة الفرائض إلا به، وما يتوصل به إلى إقامة الفرائض يكون فرضا، فإن لم يكتسب زيادة على ذلك، فهو في سعة من ذلك ... وهذا إذا لم يكن عليه دين، فإن كان عليه دين فالاكتساب بقدر ما يقضي به دينه فرض عليه؛ لأن قضاء الدين مستحق عليه عينا ... وكذا إن كان له عيال من زوجة، وأولاد، فإنه يفترض عليه الكسب بقدر كفايتهم عينا؛ لأن الانفاق على زوجته مستحق عليه، قال الله -تعالى- {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم} [الطلاق: 6] معناه، فأنفقوا عليهن من وجدكم .. وقال -جل وعلا- {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن} [البقرة: 233] الآية، وقال -عز وجل- {ومن قدر عليه رزقه فلينفق} [الطلاق: 7] الآية. وإنما يتوصل إلى إيفاء هذا المستحق بالكسب، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يمون"، فالتحرز عن ارتكاب المآثم فرض. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن لنفسك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه"، ولكن هذا في الفرضية دون الأول؛ لقوله عليه السلام: "ثم من تعول". اهـ.
من هنا وهناك
-
باب التوبة مفتوح لكل من يريد الدخول
-
حكم حج من اقترض للحج ويرفض رد القرض لصاحبه
-
سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه
-
واجب من باع الرهن من غير إذن
-
متى يكون فعل المُحَرَّم عقوقًا للوالدين؟
-
ما حكم من وزع ميراثه في حياته بين أولاده؟
-
أحكام من نذر ذبيحة ولم يحدد مصرفها
-
المفاضلة بين الأذكار
-
أفضل صيغة للصلاة على النبي
-
ما حكم إقامة الجمعة في المستشفيات ؟
أرسل خبرا