د. فارس سلامة: ‘مع الأدوية البيولوجية - يمكن التغلب على الصدفية بالكامل تقريبًا ! ‘
الصدفية هي مرض جلدي إلتهابي مزمن يتميز بلويحات إلتهابية حمراء ذات قشور بيضاء فضية. ويمكن أن يصيب المرض أي شخص، فما هو وكيف يتم نعالجه؟
صورة للتوضيح فقط - تصوير : wisely shutterstock
الدكتور فارس سلامة – أخصائي طب الأمراض الجلدية والجنسية، مدير وحدة الأمراض الجلدية والتجميل، مستشفى العائلة المقدسة - الناصرة، يوضح: "الصدفية هي مرض جلدي إلتهابي مزمن غير معدي ويتميز بطفح جلدي أحمر مع قشور فضية قد تتسبب بالحكة في أحيان. من حيث مواقع ظهور المرض، عادة ما يشمل المرض منطقة المرفقين والركبتين وأسفل الظهر والأطراف. ولكن يمكن العثور عليها أيضًا في مواقع أخرى، بعضها حساسة، مثل الفخذين، اليدين، القدمين والإبطين تحت الصدر، وحتى الأظافر".
ويستطرد قائلًا: "نسبة الإصابة بالمرض تراوح بين 2-4% من السكان، ومن دواعي سرورنا أن مُعظم المصابون يعانون من مرض خفيف. ولكن نحو 35% يعانون من مرض بدرجة متوسطة إلى شديدة، والمرض يصيب الرجال والنساء بالتساوي. على الرغم من أن المرض يمكن أن يظهر في أي عمر، إلا أن متوسط الأعمار الأكثر شيوعًا هو نحو 30 عامًا. ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بالمرض في سن أكبر أعلى، خاصة في سن 50-60. ولا بد من ذكر أن المرض مزمن ويتميز بجولات من التحسّن أو التفاقم غير المتوقعة. يعيش في البلاد نحو 240 ألف حالة من مرضى الصدفية. ما يوازي نحو 4,000 حالة سنويًا في البلاد".
أما في شأن خطورة وصعوبة المرض، يؤكد الدكتور سلامة أن هناك عدة درجات من صعوبة المرض: خفيفة، متوسطة، شديدة. ويضيف "يتم تحديد شدة المرض بموجب حجم منطقة الجسم المغطاة بالبُقع أو الطفح الجلدي، وسمك البُقع الصدفية ومدى انتشارها إلى المناطق الحساسة".
" أمراض مرافقة "
لكن الصدفية ليست مجرد مرض جلدي، كما يوضح الدكتور سلامة، إذ أنه "غالبًا ما يكون لها مظاهر نظامية وأمراض مرافقة. أحد المظاهر الشائعة هو صدفية المفاصل، حيث أن نحو 20-30% من المرضى يصابون بالتهاب المفاصل الصدفي. ومن الأمراض المرافقة قد يكون متلازمة التمثيل الغذائي التي تتميز بالسُمنة والسكري وضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، هناك إرتفاع في معدل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الانسدادية، أمراض الأمعاء الالتهابية، والحالات النفسية السلبية مثل الاكتئاب والقلق. يميل الأشخاص المصابون بالصدفية إلى العزلة، ومن المحتمل أن يتجنبوا المشاركة في المناسبات الاجتماعية بسبب المرض".
ولكن، ما الذي يسبب تفشي المرض؟ وفقًا للدكتور فارس، "تشمل أسباب أو محفزات تفشي المرض: الإجهاد والتوتر النفسي، التعب، الالتهابات الجلدية، أدوية معيّنة، والعوامل الجسدية (إصابة، جراحة، وشم، أو حروق شمسية)، عوامل كيميائية (الحروق الكيميائية، التسمم)، العلاجات الدوائية المحلية، والعوامل الوراثية. على سبيل المثال، الشخص الذي يعاني أحد والديه من الصدفية فيوجد احتمال بنسبة 16% أن يصاب بالصدفية بنفسه، ويرتفع هذا الاحتمال إلى 50% حينما يكون كلا الوالدين مصابين بالصدفية".
وكيف يؤثر المرض على جودة الحياة؟ يشير الدكتور سلامة إلى وجود صلة مباشرة بين صعوبة وشدة الصدفية وتأثيرها على جودة حياة المريض في مختلف المجالات، من بين أمور أخرى، يؤثر المرض على الحياة الزوجية، العلاقات الاجتماعية، الصحة العقلية، ويمكن أن يسبب الاكتئاب، ويؤثر أيضًا على العمل.
ويوضح "عندما يكون هناك طفح جلدي واسع الانتشار على الجلد، يشعر المرضى بالخجل والإحراج عند كشف أجسادهم. ويتجنبون التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الحميمة. عندما يتميّز الطفح الجلدي بالحكة، هناك صعوبة في العمل اليوميّ وتتضرر جودة النوم إلى حدٍ كبير. مرضى الصدفية الذين لا يتلقون علاجًا لائقًا قد يفقدون أيام عمل، ومن المحتمل أن شكلوا عبئًا على جهاز الصحة".
بعض المعطيات المهم ايرادها حول الأدبيات البحثية فيما يتعلق بتأثير الصدفية على حياة المرضى:
- أفاد 23% من المرضى أن حياتهم الاجتماعية كانت ضئيلة، وهي نسبة عالية جدًا مقارنة بـ 8% ممن لا يعانون من الصدفية.
- الأشخاص الذين لا يعانون من الصدفية، سواء كانوا على استعداد للدخول في علاقة مع مرضى الصدفية، أجاب 78% منهم على الأرجح لا. ويرجع ذلك، في جملة أمور، إلى أفكار مسبقة معينة.
- على الصعيد النفسي، 38% من مرضى الصدفية يعانون من مشكلة نفسية. يتم تشخيص ما يقرب من 25% بالقلق، و24% بالاكتئاب.
علاج المرض
يوضح دكتور سلامة أن العلاج عادة ما يتم تحديده بحسب صعوبة وشدة المرض. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض خفيف - عادة ما يعتمد العلاج على المراهم والمستحضرات الموضعية. في حالات المرض المتوسط والشديد أو عندما يكون العلاج الموضعي غير كافٍ - سيتم توفير العلاجات النظامية (الحبوب أو الحقن) والعلاج بالأشعة فوق البنفسجية في المعاهد المُتخصصة أو في البحر الميت.
وفقًا لتعليمات السلة الصحية، عند استنفاد علاجين نظاميين أو علاج نظامي وعلاج بالأشعة فوق البنفسجية - من الممكن التحول إلى العلاجات البيولوجية.
العلاجات البيولوجية
تم تطبيق العلاجات البيولوجية للصدفية منذ أكثر من 15 عامًا وتبين أنها آمنة وناجعة للغاية في علاج المرض. وفقًا للدكتور سلامة، "هناك عدد من العلاجات البيولوجية في البلاد اليوم والتي يمكن تقسيمها إلى عائلات بحسب آلية العمل. بعض العلاجات قديمة جدًا وبعضها من الجيل الجديد يعتبر أكثر نجاعة. يتم إعطاء العلاجات في الحقن بتواتر متفاوت اعتمادًا على نوع الدواء، بدءًا من مرة واحدة في الأسبوع إلى مرة واحدة كل 12 أسبوعًا، بعد فترة التحميل".
تُشير دراسات وأبحاث جديدة إلى أنه كلما بدأ تطبيق العلاج البيولوجي في وقت مبكر أكثر، كلما تحققت نتائج أفضل.
ويضيف الدكتور سلامة: "هناك أشخاص يبدأون العلاجات البيولوجية بعد عام أو عامين من ظهور المرض. تُشير دراسات وأبحاث جديدة إلى أن بدء العلاج البيولوجي في وقت مبكر بعد تشخيص المرض يؤدي إلى نتائج أفضل. بالنسبة لصدفية المفاصل، فمن شأن العلاج المبكر أن يفي من أضرار لا رجعة فيها والتي قد تتطوّر مع تطوّر المرض. يستطيع طبيب الأمراض الجلدية توفير العلاج البيولوجي، أو طبيب الروماتيزم عندما يكون المرض مرضًا روماتزميًا، يشمل المفاصل".
ويوضح فيما يتعلق بالعلاجات "تشمل العلاجات البيولوجية مثبطات TNF ، ومثبطات IL 12/23، ومثبطات IL17، ومثبطات IL، والمزيد. بعض الأدوية البيولوجية لها مؤشرات إضافية في مجال الأمراض الجلدية ولكن ليس فحسب. إذ أنها تعالج أمراض الأمعاء الالتهابية، والمفاصل والعينين".
كما يؤكد دكتور سلامة أن "مثبطات الإنترلوكين 23- هي أحدث عائلة من عوائل العلاجات البيولوجية في السوق المستخدمة لعلاج الصدفية، ويوجد حاليًا 3 أدوية تنتمي إلى هذه العائلة التي تمتع بمستوى نجاعة وسلامة عاليين".
وفقًا للدكتور سلامة، فقد تغيّر الهدف العلاجي على مر السنين مع تطور العلاجات البيولوجية، "لقد تغيّر الهدف العلاجي وتم تكييفه مع قدرة الأدوية على توفير حلول لبشرة خالية أو شبه خالية من الصدفية. وعليه، إذا كان هدف العلاج المقبول قبل 15 عامًا نحو 50-75% من مظهر الصدفية، فإن هدف العلاج المقبول اليوم هو 90% حتى 100%. أي بشرة خالية من البُقع أو القشور".
ويختتم: "تختلف طريقة ووتيرة (تواتر) إعطاء الأدوية البيولوجية اليوم من دواء لآخر، فهناك أدوية يتم تناولها مرة واحدة كل أسبوعين، وأخرى مرة واحدة في الشهر، وغيرها مرة واحدة كل شهرين، وحتى مرة واحدة كل ثلاثة أشهر (4 حقن فقط في السنة)، يتم إعطاء العلاج في حقن سهلة الاستخدام لتخفيف ألم الحقن إلى الحد الأدنى".
في الختام يؤكد د. سلامة "لا تساوموا على جودة حياتكم وعلى جلدكم، أمامكم فرصة للعيش أفضل مع جلدٍ خالٍ من الصدفية. توجهوا لطبيبكم لأجل شخصنة العلاج المناسب لكم".
من هنا وهناك
-
تأثير اليوغا ودورها في تخفيف الآلام المزمنة على قدرٍ من الفعالية
-
فوائد الرمان في الوقاية من السرطان وتعزيز المناعة
-
روتين رياضي يومي للنساء المبتدئات
-
كيفية حماية النساء من الإصابة بالسكري من النوع 2؟
-
تعرفوا على فوائد لبن الكفير أو الفطر الهندي
-
مكملات غذائية تحتاجها كل عروس قبل الزفاف
-
النظام الغذائي النباتي: هكذا تجعلينه صحياً
-
فوائد عسل الأكاسيا للمعدة خارقة في علاج الأمراض
-
طرق الوقاية من ضغط الدم المرتفع عند النساء لتجنّب التبعات الصحية الخطيرة
-
كيفية حماية النساء من الإصابة بالسكري من النوع 2
التعقيبات