مقال: ‘من لا بيت له‘ - بقلم: الأستاذ محمد حسن الشغري
من المعلوم انه في حالات الكوارث والطوارئ والأزمات على اختلاف أنواعها كالفيضانات والهزات الارضية ، تكون للحكومة في كل دولة برامج وخطط لمعالجة اية مشكلة وأزمة يواجهها السكان
صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_PaeGAG
في هذه الدولة او تلك لسَد الحاجة وقضاء ما يلزم من تأمين المباني المؤقتة والخيمَ ، حيث يأوي اليها من هم بقوا دون منزل او مأوى يعودون اليه ليستمروا في استمرارية العيش الى حين تحل الازمة وتزول المسببات لما هم عليه .
وعليه فاننا نرى الخيام نصبت والأماكن للمبيت جهزَت ووسائل أخرى لحالات الطوارئ وضعت تحت تصرَف من هم بلا مأوى وبيت ومنزل يعودون اليه، ونشاهد أيضا لدى الدول المتقدمة والحضارية ونحن من بين هذه الدول تقوم بواجبها في مثل هذه الازمات على عكس ما نحن هنا في بلادنا عندما يتعلق الامر بالمواطن العربي في هذه البلاد والسبب واضح لأننا مواطنون عرب فلسطينيون في هذه البلاد ومغروسون فيها قبل وصول أي قادم جديد اليها حتى قبل مائة عام ، ونحن بالنسبة لمختلف الحكومات مواطنون من الدرجة ؟ لا ندري ربما الثانية أو الثالثة أو الرابعة،لكننا نقول لهم:نحن أهل هذه البلاد مواطنوها وسكانها منذ أمدَ بعيد وسكانها الاصليون هنا أراضينا وبيوتنا وأملاكنا الخ...
على الرغم من التمييز بحقنا كمواطنين مضطهدين مهمشين في مختلف المجالات والنواحي،لكن تذكروا عدد الأطباء والصيادلة وأصحاب المهن الطبية المختلفة ورجال القانون والمهندسين على اختلاف تخصصاتهم ومهندسو الكمبيوتر ورجال التربية والتعليم ومنَا من هو بمناصب رفيعة من مدير مشفى في صفد والجليل الغربي ومئير وو...وغيرنا ولولا التمييز بحقنا لوصلنا الى منصب رئيس وزراء وانظروا من هم الذين يديرون اقساما مختلفة في المستشفيات وعيادات المرضى، فاين ما تذهب تجد الخريج العربي في وجهك بقدم العون والمساعدة لكل متوجه طالبا هذه الخدمة وبحاجة اليها، لكن التمييز متوفر الى جانب ذلك ولماذا هذا الاستمرار ؟ فقط لأننا عرب وعليه قامت جرافات هذه الحكومة بهدم خمسة بيوت لعائلة الغول في النقب الأسبوع المنصرم، وقبل ذلك سبعة منازل في النقب وابقت نحو 200 مواطن دون مأوى ناموا في العراء وبين السماء والطارق ولم تراع هذه الحكومة الأوضاع كيف بإمكانها ان تترك هؤلاء دون بيت ينامون فيه؟؟!!
هؤلاء المواطنون في النقب اقاموا منازلهم كما هو الامر على الأراضي التي تخصهم وجاءت إدارة أراضي الدولة وقررت بان هذه الأراضي هي ليست بملكيتهم وان هؤلاء اقاموا هذه المنازل على أراضي ليست لهم وهي لاراضي الدولة !!!يا سلام اين عاش هؤلاء سابقا ؟اليس على هذه الأراضي؟ من هو الذي اشترى هذه الأراضي قبل ان تقام عليها هذه البيوت؟؟!فعرب النقب أو بدو النقب هم الذين اقاموا هذه البيوت على أراضيهم التي يعرفونها منذ عشرات السنين وقبل عام النكبة ومما لا شك فيه ان بحوزته ما يثيت ذلك، لكن السياسة المنتهجة بحقنا نحن المواطنون العرب هي تمييزية فلا يكفي اننا محرومون من القروض السكنية كما يحظى غيرنا من اليهود ولا نحظى بتوفير قطع ارض لاقامة المنازل عليها ولا ولا..فالقوانين التي تسنها الحكومة وليست فقط هذه الحكومة اليمينية المتطرفة زيادة بحقنا والتي سلبتنا الأراضي والممتلكات الأخرى بشتى الحجج ومنذ عام 1948 وحتى اليوم دائما هنالك قوانين لمصادرة ما تبقى لنا من أملاك واراض (وبالمناسبة هنالك بعض رؤساء مجالس محلية عربية ضاقت بهم وجود أراض بملكية فردية وقرروا مصادرة قسم من هذه الأراضي مثلهم كمثل الحكومات الإسرائيلية).
المواطن العربي سواء كان في النقب أو في الجليلين أو أينما كان فهو عرضة للتمييز والاضطهاد وعدم المساواة في شتى الميادين والنواحي وفي كل شيء في هذه البلاد وعليه كانت هنالك تظاهرات واحتجاجات ومعارضة ونضال شمل مختلف المواطنين بصورة او باخرى لكن هذه الحكومة مثلها مثل الحكومات التي سبقت لا تعيرنا أي اهتمام وعليه يتوجب علينا العمل الجدي لتغيير الوضع والضغط على الحكومة والوزراء وكل من يستطيع مناصرة حق المواطن العربي في العيش بامن وبسلام وبراحة بال كغيره من المواطنين اليهود وان يحظى بما يحظى به اليهودي من قطع ارض للبناء والقروض للبناء، وجميع التسهيلات التي يحصلون عليها للبناء والاعمار ويكفي الاستمرار في سياسة التمييز وهدم البيوت بمختلف الحجج بانها أقيمت دون ترخيص، الا يكفي المماطلة في المصادقة على الخرائط لتوسيع رقعة البناء في هذه البلدة او تلك وتوفير قطع ارض هي بالأساس كانت ملكا للفلسطينيين الذي هَجروا من بيوتهم واراضيهم وشردوا واصبحوا لاجئين في وطن ليس لهم،يكفي الاستمرار في سياسة الهدم بل في التفكير في سياسة البناء للجميع يهودا وعربا والتوقف فورا عن سياسة هدم بيوت المواطن العربي في النقب والتفتيش عن البرامج والخطط للعيش الآمن للجميع فسياسة العنف لا تجدي بل الكلمة الطيبة والسياسة الحكيمة والتي لا تفرَق بين هذا المواطن أو ذاك فكلنا بشر ونمت الى الإنسانية واخبروني ما هي الفائدة من هدم المنازل في النقب وفي غيرها؟يجب وضع خطة لمعالجة الاكتظاظ في القرى والبلدات العربية وبناء المساكن وبيعها بأسعار معقولة تتيح المجال امام كل من يريد شراء المنزل وانتهاج سياسة المساواة وعدم التمييز والتفرقة بين جميع مواطني الدولة فكلنا سواسية ونتطلع الى مستقبل افضل مستقبل خيَر آمن يسوده السلام والاستقرار المحبة والتعاون بين الجميع ويتوجب على منتخبينا العمل سويا ومع غيرهم ممن هو مستعد والتفكير بوسائل وطرق نضالية وبالتعاون المشترك العربي- اليهودي ووقف سياسة هدم البيوت والمنازل في المجتمع العربي.
من هنا وهناك
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب في بانيت : حتى نلتقي - ممالك وجمهوريات
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
أرسل خبرا