مقال | كل ما يلزم ‘بيان مشترك‘ لتحسن فرص النجاح !
قرأ الكثيرون مقالة الكاتب يورام يوفال في صحيفة هأرتس " 400 باص مدينة من الخيم ويومين كل ما يلزم لنكبة جديدة ".
هاني نجم - تصوير موقع بانيت
جزء بسيط جدا من أبناء مجتمعنا الافاضل خافوا من السناريو المطروح، وجزء بسيط اخر استغله لمحاولة حث الناس على منع " النكبة المرتقبة " حسب سيناريو المقال، وذلك من خلال حث الناس على التصويت.
لكن الغالبية العظمى رفضت المقالة، وكتبت وعلقت ضد الأسلوب والسيناريو غير المنطقي وغير الواقعي والديماغوغي والذي يريدنا ان نتصرف من خلال منطق الخوف والرعب، وتحت التهديد وليس من خلال العقلانية، والمنطق وجذورنا الثابته في الأرض، ولا اريد ان اطيل عن ذلك اكثر .
" العمل الوحدوي "
شخصيا انتمي لمشروع وفكر يطرح شعار " العمل الوحدوي وقوة المجموعة " ذلك العمل الذي يحترم الجميع من أبناء مجتمعه حتى لو اختلف معهم بالرأي في بعض المواقف او الأفعال، والذي يؤمن بالقوة الاستراتيجية الكبيرة التي يمكن تشكيلها وتنظيمها وتفعيلها من خلال تحديد رؤية واهداف واضحة تكون البوصلة المشتركة لكل الفئات ومن خلال تطبيق الحكمة التي تقول " من يعرف الطريق سيصل الى الهدف ".
ويتم ذلك من خلال توزيع المسؤوليات والمهام وخطط العمل المنسقة بين الجميع ليعمل كل طرف بموقعه، ادواته، ونهجه للتوجه نحو تلك الرؤية المشتركة، واذا كان الامر ممكننا من خلال حصوله على دعم من الفئات الأخرى المجتمعية او السياسية الموجودة في حال لا يكون لها مشكلة مع النهج في القضية العينية المطروحة.
" تطوير الذات "
ان المجموعات التي تبحث عن تطوير ذاتها تعتبر تعدد الآراء المواقف والأفكار فرصة، الهدف منها تداول ونقاش المواقف المختلفة بقلوب مفتوحة وعقول صاغية من اجل محاولة بلورة صيغة جديدة، معززة ومحسنة لم تطرحها أي من المجموعات على انفراد، وهي تعتمد على تبني جزئيات مختلفة من اجتهادات مختلفة مع الاخذ بالحسبان التعامل مع الملاحظات التي قدمت حول كل جزئية لتقليص المخاطر وزيادة فرص النجاح .
ولتبسيط الأمور، وجهات النظر المختلفه كالألوان المغايرة، وهي ليست فقط اسود او ابيض، هي مجموعة كبيرة من الالوان يمكن دمجها بتركيبات مختلفة، والحصول على ما لا نهاية من الالوان الجديدة، السؤال الأهم ما هو اللون او مجموعة الالوان المناسبة لكل موقف ؟ ولكل حاجة؟
" فتح قنوات الحوار "
مجتمع يريد التطور ملزم بفتح قنوات الحوار الجريئة والموسعة والشاملة، الخوف من النقاشات البناءة باساليب محترمة يدل على ضعف الحجة لدي الذي يخاف، المقتنع برايه ووجهة نظره لا يخشى الآراء الأخرى .
النقاشات لا تكون فقط بتقديم الانتقادات مع أهميتها، لكنها يجب ان تشمل اقتراحات وبرامج منطقية وعملية لطروحات أخرى. النقاشات هدفها ليس الانتصار على الاخرين والاثبات اننا الاصح وهم المخطئون، النقاش أساسه يجب ان يكون بناء شيء جديد من خلال تشكيل صورة او منظومة مغايرة عما اعتقده الجميع، وذلك باستعمال اقسام مختلفة من الطروحات المختلفة، ويمكن تشبيه الامر بقطع " ليجو " مختلفة، كل طرف يعتقد ان ما لديه هو الأفضل ويمكنه تشكيل افضل واضخم بناء، لكن في الحقيقة ان تعاونهم مع بعض سيشكل حتما بناء وهيكلا اضخم اقوى وافضل من هذه البنايات المشكلة من القطع المتفرقة لكل مجموعة على انفراد.
" سيرورة التطبيق "
لنفرض جدلا وافقت الأطراف الفاعلة سياسيا واجتماعيا في مجتمعنا العربي على ما طرحته أعلاه، هل هذا يكفي ؟ الاجابة لا، لانه ما دام في اطار التنظير وعدم ضمان سيرورة تطبيق، فسيبقى مجرد كلام اقرب للمثالية والخيال، وستعود الأمور لما كانت عليه من مناكفات تخوين، تكفير، تقزيم والبحث عن نجومية فردية او فئوية على حساب الصالح العام.
لذلك المطلوب التزام واضح دون تأتأة ببرامج عملية وبخطوات عملية مستقبلية، أساسها المبادئ المذكورة أعلاه وبالتعاون مع الجميع من يشارك ومن يقاطع ومن يحمل أفكارا مغايرة، ومع الجميع لايجاد القواسم المشتركة والتقدم معا كل بموقعه وادواته من اجل الوصول للرؤية المشتركة التي نريد.
احترم جدا كل المواقف من الانتخابات المصوتة والمقاطعة، وشخصيا حتى هذه اللحظة لا اجد أحدا يطرح فكرا وحدويا ويحمل مشروعا لعملا مشتركا يتعامل مع الجميع بتواضع ويلتزم ببناء مؤسسات اجتماعية اقتصادية وشعبية تكون المرجعية والسند للكثير من القضايا.
احترم واتبنى جزءا من المواقف والخطوات لدى البعض وانتقد بشكل بناء ومصحح جزءا اخر منها، واعتقد ان هناك فئة مجتمعية كبيرة جدا موجودة في وضعية مشابهة لي .
تخيلوا ان قيادات المجتمع العربي - اكبر عدد منهم - يوافقون على التوقيع ونشر البيان التالي :-
1. كقيادات وأبناء المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل وبسبب استمرار التدهور في مناح حياتية مختلفة وعدم النجاح في الوصول لانجازات كبيرة بحجم التحديات المطروحة، وجزءا من ذلك نابع من عدم نجاحنا كقيادات، نشطاء ومسؤولين، في تنظيم أساليب عمل جماعية وحدوية وشعبية، وفشلنا في ضمان أساليب حوار نقاش وثقافة بناءة، فاننا نعتذر للجمهور وأبناء المجتمع ونتعهد ان نرتقي بافعالنا ومواقفنا ونلتزم بما يطرح في البيان الحالي .
2. نلتزم التعاون المستقبلي مع كل مبادرة اجتماعية واقتصادية وتنظيمية تهدف الى التشبيك، التنسيق وتوحيد الطاقات في المجتمع العربي من اجل ضمان برامج تنموية في المجالات المختلفة .
3. نلتزم العمل على أساس قواعد الادارة السليمة الكاملة وتطبيق قواعد هامة مثل الشفافية، المكاشفة، إعطاء حق الرقابة، التصحيح والتوجيه، في الجوانب المالية والإدارية.
4. نلتزم ان نسعى لحوارات بناءة محترمة بين جميع أطياف أبناء مجتمعنا، وان نبذل كافة الجهود المطلوبة لمنع مناكفات وهجومات من أية مجموعة نشطاء ضد أي طرف اخر، طبعا مع حق كل مجموعة الكامل بطرح فكرها الخاص وبرامجها وادواتها ومواقفها وكذلك انتقادها، لكن بشكل بناء دون تقزيم ودون تجريح .
وبنود اضافيه يوقع عليها فقط القيادات التي تعتقد ان الكنيست منبرا تمثيليا هاما لتحقيق الأهداف :-
1. البرلمان والتواجد في الكنيست، ليس الأهم، بناء المؤسسات والتنظيمات المجتمعية هو الأهم .
2. عضو البرلمان هو موظف لدى الجمهور، يحاول من خلال الأدوات المعطاة له، تحقيق نجاحات لخدمة الجمهور .
3. نوافق على انشاء لجنة تمثيلية من شخصيات اعتبارية من المجتمع العربي، تجتمع على الأقل مرة كل شهرين وتعمل بشكل تطوعي، لديها الحق بمساءلة أعضاء الكنيست، بطلب التوضيحات وبتقديم الانتقادات، والحق بنشر المعطيات للجمهور العام .
4. بعد الانتخابات، يلتزم الجميع بالعمل بشكل موضوعي في القضايا المختلفة، والابتعاد عن مظاهر التهريج والاحراج .
5. تلتزم كافة الأحزاب المشاركة في انتخابات 2022 ان تعمل مستقبلا لتأسيس قائمة وحدوية تقنية بين جميع الأطراف المشاركة حاليا او غير المشاركة حاليا حسب البنود التالية:
5.1 في اول 20 مقعد للقائمة التقنية الوحدوية المستقبلية يكون هناك 10 مقاعد للقوائم المشاركة اليوم بشكل نسبي حسب الأصوات التي تحصل عليها كل مجموعة ( النسبية لتقسيم الـ 10 مقاعد بين الجميع وليس لتوزيع اكثر من 10 مقاعد بيهم ) .
5.2 في رئاسة القائمة تكون شخصية اعتبارية مهنية من خارج الأحزاب يتم اختيارها من خلال استفتاء عام او من خلال التعاون مع لجان تمثيلية ممكن ان تكون ضمن مشروع بناء المؤسسات .
5.3 المقاعد 2 حتى 11 للقوائم المشاركة اليوم في الانتخابات .
5.4 المقاعد 12-16 (والمقعد الأول) تخصص لمهنيين ومختصين في مجالات مختلفة: قانون، اقتصاد، تربية، رياضة، تخطيط وبناء، والمقاعد من 17-20 تخصص لقطاعات جغرافية او ديمغرافيه لم يتم شملها ضمن الـ 16 مقعدا الأوائل .
اختيار هذه الشخصيات يتم بطريقه مشابهة لاختيار رئيس القائمة حسب الشرح أعلاه .
5.5 أعضاء الأحزاب مرجعيتهم وميزانيتهم لاحزابهم، باقي الممثلين الجدد مرجعيتهم وميزانيتهم تحول لهيئة سياسية خاصة يبدأ تشكيلها بعد الانتخابات الحاليى، وإقرار دستورها وأساليب عملها .
ما يلزم للخروج من منطقة الخطر الذاتي الذي تتواجد به الأحزاب هو " بيان مشترك " يحمل المفاهيم أعلاه، طبعا مع قابلية للتصحيح والاضافة، قيادات لديها نوايا حقيقية لبناء مؤسسات وعمل وحدوي وواقعية تدرك مستوى الخطر الذي تتواجد به، لا يجب ان تخشى من التوقيع على البيان .
وجهة نظر، حلم، خيال وتمني، بمبادرة ابنكم واخوكم من السواد الأعظم من مجتمعنا "هاني نجم " الناصرة .
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected] .
من هنا وهناك
-
مقال: هل أمريكا العظمى في طريق الانهيار مثل الاتحاد السوفيتيّ ؟ بقلم : المحامي زكي كمال
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب في بانيت : حتى نلتقي - ممالك وجمهوريات
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
أرسل خبرا