قصة ‘الجاران والحديقتان‘
كان هناك جاران لكل منهما حديقة في منزله يحاول الاعتناء بها وبنباتاتها، ولكن أحدهما قام بعمله في البداية بإصلاح التربة وزرع النباتات والعناية بها من الخارج،
صورة للتوضيح فقط - iStock-lostinbids
بما يسمح لجذورها بشق طريقها في التربة بشكل قوي وثابت، وكان في ذات الوقت يمارس حياته الأخرى بشكل طبيعي.
بينما الجار الآخر كان اهتمامه زائدا عن الحد بتلك النباتات، حتى أنه كان يمهد الأرض من الداخل لكي تنمو بشكل أسرع وأسهل، وبالفعل كانت تلك النباتات في حديثة الجار النشيط تنمو بشكل أسرع وأكبر من تلك الموجودة في حديقة جاره الآخر وكان يتباهى بذلك.
إلا أنه في إحدى الليالي قامت عاصفة قوية، وفي الصباح اندهش الجار النشيط عندما وجد أن العاصفة اقتلعت نباتاته، بينما تلك الموجود في حديقة جاره الآخر كانت ثابتة وما زالت في الأرض، ولم يدرك الجار النشيط أنه ساعد النباتات بشق الأرض لها لكي تنمو جذورها بسرعة، وهو ما جعل تلك الجذور ضعيفة وليست قوية بشكل كاف لمواجهة المصاعب.
بينما الجار الآخر مهد الطريق من الخارج ووفر البيئة الصالحة لبداية نمو النباتات، ولكنه لم يتدخل فيما يحدث في باطن الأرض فهذا من شأن الله عز وجل وأن سبحانه وتعالى قد أعطى للنباتات القدرة على النمو بطبيعتها داخل الأرض، مما يوفر لها الجذور القوية والحماية الكافية من العواصف.
ومما يجعل تلك القصة غريبة هو أن البعض يعتقد أن الرعاية الشديدة والعناية الزائدة عن الحد، والمساعدة للأطفال في كل شيء هو أمر واجب على الآباء والأمهات، ولكن في الواقع الأمر غير ذلك تماماً لأن هذا سوف يجعل من أطفالهم بعد أن يكبرون ضعفاء في مواجهة الحياة وغير قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم.
أرسل خبرا