حكاية الصدق يُنجي من المهالك
حدث منذ زمن بعيد أن عاش حاكم ظالم في مملكة واسعة، وكان يعيش شعبها في فساد وشقاء، وبؤس بسبب الضرائب المُرتفعة التي كانت تُجمع منهم،
صورة للتوضيح فقط - iStock-gorodenkoff
وأرغمهم على العمل بشكل مُستمر دون الحصول على قسط من الراحة لفترات طويلة جدًا، ولأن لا حيلة بيد الشعب تأقلموا على هذا النمط القاسي في التعايش، حتى هلم إلى البلدة شخص غريب ليعيش بها.
فوجد هذا الغريب الظلم الواقع على العامة وانعدام العدل والمسئولية في أفعال ذلك الحاكم الظالم، فقام بتشجيع عامة الناس ليقفوا ضده رافضين جميع أشكال الظلم الواقعة عليهم بسبب أنانية وطمع الحاكم في الجاه والأموال، وصلت الحاكم أخبار ذلك الغريب الذي يُحاول قلب الشعب ضده، فأمر رجاله بالتفتيش عنه في كل مكان وإحضاره، من ثم تطبيق حكم الإعدام عليه ليكن عِبرة لمن يعتبر، وبالتالي يزرع الخوف في نفوس العامة والقضاء على مُعارضيه.
عندما علم الغريب بأمر القبض عليه فر باحثًا عن مكان يتوارى فيه عن الأنظار حتى لا يراه حراس الملك، فلم يجد أمامه سوى مكان يعيش فيه رجل مُسن فتوسل إليه أن يُخبئه لأن حراس الملك يُطاردونه ويُريدون قتله، فوافق الرجل وطلب منه آن يختبئ خلف كومة من القش، اندهش الغريب من طلب الرجل المُسن لأن الاختباء خلف القش مكشوف جدًا وسيراه الحراس بسهولة.
وافق الغريب لأنه لا يملُك من الوقت ما يجعله يفكر في مكان أخر، وبالفعل جاء الحراس إلى المُسن وسألوه عن ما إذا رأى شابًا غريبًا قد مر من هنا، فأخبرهم المُسن “نعم، لقد رأيته” فسألوه عن مكان ذلك الشاب فأخبرهم أنه مُختبئًا وراء القش، فأعتقد الحراس أن الرجل المُسن يخدعهم فهزأوا به وذهبوا يبحثون في مكانًا أخر.
لما خرج الشاب كان يستشيط غيظًا من إفشاء الرجل المُسن لمكان اختبائه، وبدأ في لومه على ما فعله، فأجابه الرجل المُسن بكل ثقة “يا بني لو كان طريق الكذب يُنجي فطريق الصدق أنجى”.
تتلخص العِظة من تلك القصة في أن الصدق هو مفتاح حل جميع المشاكل حتى لو بَدا لنا أن الكذب هو الخَلاَص لأمر من أمورنا.
أرسل خبرا