حكاية الأمنيات الثلاث
في قديم الزمان كان هناك رجل وامرأته قد كبرا في السن وكانا يعيشان في بيت صغير للغاية بقرية ما نائية عن الجميع كانت الزوجة المسكينة تعاني من كسل زوجها المفرط فلا
الصورة للتوضيح فقط iStock-BraunS
يعمل منذ أن تزوجها وكانت هي المسكينة تقوم بكل الأعمال المنزلية ومن ثم تعمل في الحقل، وكانت دائما توبخه على كسله الشديد وعلى عمره الذي أفناه في الجلوس دون فعل أي شيء، وكانت دائما أيضا عندما تشيط غضبا عليه تجبره على ترك المنزل والرحيل بعيدا عنها، وهو في كل مرة يختلق الحيل المتعددة للعودة مرة أخرى للمنزل والاستمرار في الكسل والنوم.
ترك ورحيل:
وفي يوم من الأيام عانت الزوجة من التعب الشديد من أعمال المنزل وأعمال الحقل الشاقة وحينما دخلت المنزل وجدت زوجها نائما وعندما استيقظ طلب منها تجهيز الطعام له، فشاطت غضبا عليه وطرده خارج المنزل ولكنه في هذه المرة لم يستطع خلق عذر في وقت قصير وكان رأسه خاليا من الأفكار مما اضطره إلى السير في الغابة للتفكير في حيلة محكمة يستعطف بها زوجته ليعود إلى منزله من جديد وإلى سريره المريح.
قدر مفاجئ:
وأثناء سير الزوج في الغابة سمع صوت فتاة جميلة تطلب العون والمساعدة، فبحث الرجل كثيرا حتى يعثر على صاحبة الصوت، وأخيرا وبمساعدتها استطاع أن يعثر عليها وصدم مما رأت عيناه، لقد رأى فتاة صغيرة بجمال لا يستطيع آدمي وصفه تركب في عربة من الذهب الخالص تجرها أربعة خيول بيضاء اللون في غاية جمال الشكل وروعته ولأنه رجل كسول للغاية فتحجج بكبر سنه وأنه لا يستطيع المساعدة، تعجبت الفتاة إن حجمها ضئيل للغاية وليست كمثل البشر وحتى أن عربتها صغيرة للغاية، وعندما جادلت الرجل في مسألة حجمها وحجم العربة حملها الرجل على استحياء منه فما فعله كان بدافع كسله ليس إلا بين يديه الاثنين.
المكافأة:
عرضت الفتاة الجميلة نفسها ليتزوج منها ذلك الرجل العجوز جزاءا لما فعله من معروف معها، ولكنه رفض لحبه الشديد لزوجته وشكا للفتاة الجميلة منها ومن تصرفاتها معه وتسلطها الدائم وبرهن عن حبه لها بأنه متزوج بها من خمسين عام مضت وأنه لا يريد أن يتخذ زوجة غيرها في ما تبقى من عمره؛ أعجبت الفتاة كثيرا بوفاء الرجل وحبه لزوجته وأخبرته بأنها أعطت لزوجته ثلاثة أمنيات مهما كانت ستتحقق بمجرد أن تتمنى الثلاثة أمنيات.
الثلاثة أمنيات:
وعندما رجع الرجل إلى منزله أخبر زوجته العجوز عن قصة كل ما رآه ولكنها كذبته بالطبع وأخبرته بأن عليه التوقف عن خيالاته الواسعة وأنه بالتأكيد كان نائما تحت هذه الشجرة لذلك حلم بكل هذه القصة، وأنها ليست إلا قصة من نسج خياله؛ وفجأة وضعت بطنها شاعرة بالجوع الشديد وتمنت أن تأكل السجق اللذيذ، وقبل أن تنهي الكلمة امتلأت السفرة بالمنزل بالسجق اللذيذ المقرمش الطازج الشهي، لم تصدق العجوز عيناها ولكنها صدقت زوجها وأيقنت جيدا بأنه كان صادقا بكل حرف أخبرها به، ولم يقربا كل منهما على السجق وجلسا ينظرا إليه ويفكران في الأمنيتين الأخرتين، تمنى الرجل العجوز أن يصبحا ملكا وملكة ولكن زوجته اعترضت قائلة: “ملك وملكة هكذا تكون الأمنيتين ولكن أين القلعة، فالملك والمكلة بلا قلعة مثلا للشاي بلا سكر”.
وبعدها فكر الزوج في أن تتمنى أن يعودا إلى شبابهما مرة أخرى ولكنها رفضت الزوجة خوفا منه في أن يتزوج عليها من أخرى، واشترطت عليه أن يعمل بجد ولكنه عارضها بشدة وفضل بقائه عجوزا على العمل حينها شاطت غضبا عليه وتمنت غصبا عنها أن يتدلى السجق من أنفه وبالفعل حدث ذلك؛ وحاولا هما الاثنان جاهدين اقتلاع السجق من أنفه ولكنهما فشلا فكانت الزوجة من شدة خوفها على زوجها أن تستخدم الأمنية الأخيرة في إبعاد السجق عن أنف زوجها العزيز، وهكذا كانت قد استخدمت الثلاثة أمنيات في غير محلهم وباتت حزينة، وهنا وعدها زوجها بالعمل الجاد ما تبقى من حياته والعمل على راحتها دوما لتوفير كل احتياجاتها، وأصبحا كلا منهما مثالا يحتذى به لكل أهل القرية.
أرسل خبرا