قصة الفتى المغرور
كان هناك فتى يبلغ من العمر 15 عاما كان دائما يتفاخر بنفسه وقدراته العالية والكل كان يطلق عليه لقب المغرور، وفي يوم من الأيام قرر الفتى المغرور أن يقف في وسط المنطقة
صورة للتوضيح فقط - تصوير Imgorthand - iStock
وينظر بغرور لكل من في الشارع ويقول بأعلى صوت لديه «هل من منافس؟» فأخذ فتيان الشارع ينظرون إليه وعلى وجوههم علامات الاستفهام والاستغراب الشديد، فكرر الفتى المغرور سؤاله «هل من منافس؟» وأخذ يتجول بين الفتيان حتى وقعت عينه على واحد منهم وذهب إليه ونظر إليه نظره متعالية وسأله «هل تستطيع منافستي؟» فرد الفتى الآخر على الفور «لا لا لا أستطيع منافستك بالطبع فأنت صديقي وأنا لا أنافس الأصدقاء» رد عليه الفتى المغرور ساخرا «وماذا في ذلك؟ دعنا نرى من الأقوى» وضحك ضحكة عالية الصوت متفاخرة.
ثم استمر ضحك الفتى المغرور لفترة طويلة وظل يتمشى في الشارع بكل تفاخر وسط الفتيان الآخرين وينظر إليهم نظرة تعال وتفاخر، وذهب إلى فتى آخر ونظر إليه من أعلى إلى أسفل نظرة استحقار وتفاخر بالنفس وسأله «هل تنافسني أنت؟» فرد وقال «لا أقدر على منافستك فأمي أرسلتني لأشتري لها بعض الأغراض وطلبت مني ألا أتأخر عليها وعلي أن أمضي الآن» فبدأ الفتى المغرور بالغضب وذهب إلى فتى آخر وسأله نفس السؤال «هل تنافسني؟» فرد عليه الفتى «أنا لا أهوى المنافسات فأنا عاشق للقراءة وأنا متفرغ الآن للقراءة» فاستشاط الفتى المغرور غضبا وبدأت معالم الغضب تظهر على وجهه حتى أنه وجد بعض الحجارة في الأرض وأخذ يركلها بقدمه بكل قوة وظن أن الفتيان يسخرون منه فقرر أن يجري بسرعة كبيرة إلى المنزل.
وزادت سرعة الفتى المغرور في الركض حتى وصل إلى المنزل ولكن أثناء دخوله إلى الغرفة الخاصة به لم ير أن هناك كرة في المدخل فتعثر بها وسقط أرضا بشكل قوي على قدمه والتي أصيبت بالكسر وأمر الأطباء بضرورة تجبيسها ورفعها من على الفراش بحبل وعليه أن ينام لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع حتى يلتئم الكسر في ساقه.
بدأ الإرهاق والتعب والملل يظهران على ملامح الفتى المغرور الذي أصبح عاجز عن الحركة، واستغربت الأم أنه لم يحضر أي شخص من أصدقائه للاطمئنان عليه وعندما علمت بما حصل توجهت الأم إلى ابنها وقالت «يا ولدي إن الغرور والتفاخر الزائد عن الحد يصيب صاحبه بالوحدة والألم ومفارقة الأصحاب، فالقوة هي بالأشخاص الذين يحيطون بك ومقدار حبهم لك والضعف هو استخدام قوتك الجسدية ضد أصحابك المقربين حيث يجب أن تستخدمها في المحافظة على الخير والحق» وعندما انتهت الأم من رسالتها الهامة إلى أبنها شعر المغرور بالخجل والندم وتعلم درسا لن ينساه أبدا.
أرسل خبرا