حكاية الحطاب والشجرة العجوز
في قديم الزمان ، عاش حطاب فقير لا يملك قوت يومه ،وكانت له ابنة شابة جميلة وأربعة من الأبناء ووالدته العجوز التي تقيم معه وكل يوم يجلس الحطاب وزوجته
صورة للتوضيح فقط - تصوير: SeventyFour - istock
حزينان حزنا شديدا لأنهم لا يستطيعون اطعام أطفالهم .
كان الحطاب رجلا رحيم القلب يحب الطيور والحيوانات والنبات حبا شديدا حتى أنه إذا ذهب الى الغابة ليحتطب اخذته بالشجر رحمة فيتوقف غير قادر على اقتطاعها بالفأس
وفي يوم من ذات الايام خرج الحطاب الى الغابة ومعه البلطة يدعو الله أن يرزقه وقبل اطفاله وهم يودعونه مبتسمين يطلبون الطعام والملابس وهو يلوح لهم بيديه حتى اختفى عن نظرهم .
سار الحطاب في الغابة وعندما اقترب من شجرة عجوز كبيرة ضربها بالبلطة خيل اليه ان الشجرة تبكي من الألم وتتوسل اليه أن يتركها فترك الفأس على الفور وجلس بجانبها حزين لأن قلبه لا يطاوعه على كسرها .
جلس الرجل تحت الشجرة العجوز ولما اشتد به الكرب قال لنفسه بعد تفكير عميق .
– إنني عاجز عن اطعام اطفالي ومن الأفضل أن أرحل بعيدا عنهم حتى لا ينفطر قلبي حزنا عليهم.
وقبل ان يقوم من مقامه رأى الحطاب عصفورا ترك عشه فوق الشجرة وأخذ يبحث عن طعامه نظر إلى العصفور خلسه من مكانه فوجده يحفر في الارض بصبر وهمة ولما لم يجد شيئا ترك العصفور المكان وأخذ يحفر في مكان آخر غير يائسا يبحث عن طعامه دون كلل حتى وجد بعض فتات الخبز في الارض فأخذها في منقاره وطار يطعم صغاره الذين كانوا يفتحون افواههم جوعا … كان المنظر جميلا .
خجل الرجل من نفسه وعادت إليه ثقته في رزق الله وأحس بندم وخجل شديدين وقام عائدا إلى منزله وهو يستغفر الله.
فجأة رأى شيئا يلمع تحت الشجرة العجوز فانحنى يأخذه ووجده قلادة من الياقوت الجميل محفور عليها اسم صاحبها كانت القلادة تخص أميرا غنيا في الضاحية كان الحطاب يمر على قصره كل يوم يتخيل ما بداخل القصر من طعام ورفاهية في العيش ولكن لم يكن ابدا يجرؤ على دخول القصر .
عاد الحطاب الى منزله وظل الحطاب يفكر في أمر القلادة وقال لنفسه هذا رزق أتاك الله به أبيعها في السوق بنقود كثيرة وأطعم أطفالي الجوعى لكن هذا الخاطر لم يستمر كثيرا
نظر الى الأطفال طويلا ، كان الأطفال يمرحون في ثقة واطمئنان فخشى عليهم من الرزق الحرام .
وضع الحطاب القلادة في جيبه وسار إلى القصر . وعندما رآه الأمير يسير خائفا بجانب سور القصر قال له : ماذا تريد أيها الرجل الفقير .. أنت لست لصا .
قال الحطاب : لا يا مولاي لقد وجدت هذه القلادة وعرفت إنها لك فأتيت لأسلمك اياها .
نظر الأمير إلى ثياب الحطاب القديمة في دهشة وقال :
إنها قلادة ذكرى من والدتي وهي لا تقدر عندي بمال أن من الممكن ان تأخذها فهي غالية الثمن ولكنك رجل أمين فأليك مكافأتك .
نادى الأمير على الحراس فوضعوا امام الحطاب صندوقا مملؤا بالمجوهرات
قال الحطاب :
– يا مولاي انا رجل فقير لي اطفال لا استطيع اطعامهم فأنا لا آخذ نقودا على أمانتي ولكن لو استطعت ايجاد عمل لي في قصرك سأبقى عاجزا عن رد الجميل .
ضحك الامير وقال : عينتك في قصري حارسا على خزائن القصر، فهي محتاجة الى رجل أمين مثلك
وتزوج الامير من ابنة الحطاب وعاش الحطاب وزوجته واولاده عيشة هنية بجانب الامير وزوجته وكلما مر الحطاب على الشجرة العجوز خيل اليه انها تبتسم له وتقول له لقد رددت لك الجميل .
أرسل خبرا