قصة الرجل النصاب
في أحد القرى الصغيرة كان هناك رجل يعيش مع زوجته وكان وضع العائلة المادي متردي، وكان الرجل يعمل فلاحاً ولكنه كان نصاب ويعتبر ذلك ذكاءً لتحسين وضعه المادي،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: BraunS - istock
وفي أحد الأيام اشترى الفلاح النصاب حماراً بالتقسيط ثم وضع في فمه كمية كبيرة من النقود المعدنية وبدأ يمشي به في القرية وكانت النقود تقع من فم الحمار، وبالطبع رأى الناس جميعهم الحمار وهو يمشي وتقع من فمه النقود المعدنية، فسألوا الفلاح النصاب عما يحدث؟ فأخبرهم بأن هذا الحمار لا يجد له ما يقدمه من الطعام وبأنه كلما وضع في فمه نقوداً معدنية فإنه يخرج من فمه نقوداً أكثر، وطمع أحد التجار بالحمار فأخبر الفلاح النصاب بأنه سيشتري الحمار منه ليكون مصدراً لرزقه وبالفعل اشترى هذا التاجر الحمار، وعندما أخذ التاجر الحمار لمنزله مات هذا الحمار فعاد مسرعاً إلى منزل الفلاح النصاب ولكنه لم يجده ووجد زوجته فقط فأخبرها بالقصة، فقالت الزوجة للتاجر: إن زوجي خرج ليقضي بعض الأعمال؛ ولكني أملك كلباً أخبره بما أريد ثم يذهب على الفور ويحضر ومعه زوجي! ثم نادت الزوجة على الكلب وأرسلته لينادي زوجها، وفعلاً عاد الفلاح النصاب على الفور ومعه كلب آخر يشبه كثيراً الكلب الأول، فقرر التاجر أن يشتري الكلب من الزوجة وباعته إياه.
فأخذ التاجر الكلب وذهب به إلى المنزل وعندما عادا قرر التاجر أن يختبر الكلب ثم أطلقه ولكن الكلب لم يعد إلى التاجر! ثم ذهب التاجر من جديد إلى منزل الرجل النصاب ولكنه لم يجده في المنزل وقرر أن ينتظره حتى يعود، ثم عاد الرجل النصاب إلى المنزل وأخبر زوجته بأن تُعد له الطعام ولكنها رفضت أن تصنع له الطعام فضربها بسكين حادة، وسال دمها في كل مكان مما أثار تعجب التاجر وقال للرجل النصاب كيف فعلت هذا بزوجتك؟ فقال الرجل النصاب له: لا تقلق فأنا أفعل هذا الأمر كثيراً ولكني أملك صفارة كلما أطلقتها تعود زوجتي إلى الحياة مجدداً، وبالفعل صفر الرجل النصاب وأفاقت زوجته! فقرر التاجر شراء الصافرة من الرجل النصاب، ثم عاد إلى زوجته وقام بطعنها بالسكين ثم أطلق الصافرة ولكن زوجته ماتت بالفعل ولم تعد للحياة، فحزن التاجر من فعلته وقرر أن يجتمع بالتجار وأن يخبرهم بما حدث معه من هذا الرجل النصاب، ثم قرر جميع التجار بربط هذا الرجل النصاب على شجرة ووضعوه في كيس حتى يقتلوه إلا أنهم انتظروا قليلاً حتى تمسي ويلقوه وهو مربوطاً في البحر، وفي هذه الأثناء رأى الرجل النصاب راعي أغنام ومعه الكثير من الأغنام وصاح بصوت مرتفع: إني لا أريد أن أتزوج ابنة الملك ولكني أريد أن أتزوج من حبيبتي فقط، فتعجب الراعي مما سمعه واقترب من الرجل النصاب وقال له: كيف لا تريد أن تتزوج من ابنة الملك؟ فقال الرجل النصاب له: إذا أردت أن تتزوج ابنة الملك فادخل مكاني واعطني الأغنام وأنا أرعاها لك وتزوج أنت ابنة الملك! وبالفعل فك الراعي الرجل النصاب وجلس مكانه وربطه ووضع فوقه الكيس ثم سار بالأغنام، وفي المساء عاد التجار إلى الشجرة التي ربطوا فيها الرجل النصاب وحملوا الراعي وهو داخل الكيس وألقوه في البحر، وفي صباح اليوم التالي رأى التجار الرجل النصاب وهو يسير ومعه الكثير من الأغنام فتعجبوا مما رأوه! فقالوا له كيف حدث هذا، فقال لهم: أنتم ألقيتموني في البحر ووجدت حورية البحر فأعطتني الأغنام ولكن لو تعمقتم أكثر لأعطتني أكثر وأكثر! فقرر جميع التجار أن يذهبوا إلى البحر وتعمقوا إلى القاع حتى لم يتمكنوا من السباحة والنجاة وماتوا جميعاً وبقي الفلاح في القرية وحيداً ولكنه عاش سعيداً مع زوجته لأنه أصبح ثرياً.
أرسل خبرا