قصة عن الأم المريضة وأبنها
سيدة في الأربعين من عمرها مات زوجها وترك لها أثنان من الأبناء ، الأول في المرحلة الثانوية والثاني في المرحلة الابتدائية ،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: iStock-SbytovaMN
لأنها تعرف الله حق المعرفة وترضي بقضاء الله وقدرة صبرت صبراً جميل وتحملت مسؤولية تربية أبنائها رغم الفقر الذي تعاني منه .
وكان أبنها الأكبر قرر بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية الا يدخل الجامعة وأن يسافر خارج البلاد للعمل والأنفاق علي أمه وأخية الأصغر .
وبعد سفر الأبن مباشرتاً أصيبت الأم بمرض السرطان فكان أحد الجيران يأخذها بسيارته متبرعً ويذهب بها الي المستشفى لعمل التحاليل والجلسات ثم العودة بها ثم يقوم بشراء العلاج علي نفقته أيضاً ، وعندما كانت تشعر الأم بالحرج من جارها وترفض الذهاب معه كان يذكر لها حديث النبي ( ﷺ ) قَالَ: { مَنْ نَفَّس عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً منْ كُرب الدُّنْيا نفَّس اللَّه عنْه كُرْبةً منْ كُرَب يومِ الْقِيامَةِ، ومَنْ يسَّرَ عَلَى مُعْسرٍ يسَّرَ اللَّه عليْهِ في الدُّنْيَا والآخِرةِ، ومَنْ سَتَر مُسْلِمًا سَترهُ اللَّه فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، واللَّه فِي عَوْنِ العبْدِ مَا كانَ العبْدُ في عَوْن أَخيهِ، ومَنْ سَلَكَ طَريقًا يلْتَمسُ فيهِ عِلْمًا سهَّل اللَّه لهُ به طَريقًا إِلَى الجنَّة. وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بيْتٍ منْ بُيُوتِ اللَّه تعالَى، يتْلُون كِتَابَ اللَّه، ويَتَدارسُونهُ بيْنَهُمْ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينةُ، وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمةُ، وحفَّتْهُمُ الملائكَةُ، وذكَرهُمُ اللَّه فيمَنْ عِندَهُ. ومَنْ بَطَّأَ بِهِ عَملُهُ لَمْ يُسرعْ به نَسَبُهُ } رواه مسلم .
كان كل هم الأم عدم أخبار أبنها المسافر بمرضها حتي لا يحزن أو يعود ويترك عمله هناك ليطمئن عليها وكان الأبن يرسل مبلغ بسيط يكفي لأنفاق عليها وعلي أخيه دون علمه بتكلفة علاج أمه .
ظل الأبن في غربته 5 سنوات ثم عاد ومعه ثروة كبيرة وسيارة فاخرة فحزن حزناً شديداً بعد معرفته مرض أمه ومعناتها وذهب الي جارة ليشكره ويقدم له مبلغ كبير من المال جزاء ما قام به مع أمه ، فرفض جارة أخذ المبلغ من الأبن وأخبره بأن هذا واجب عليه وكان أي شخص مكاني سيفعل ما فعلت ورفض أخذ المال .
وبعد يوم تعرض الشقيق الأصغر الي حادث مروري وأصبح يجلس علي كرسي متحرك فحزن الأبن الأكبر علي أخية ولكنه تحمل المسؤولية وقرر الوقوف بجانب أخية ومعالجته كما قرر أن يساعد مرضي السرطان علي طريقته من خلال توصيلهم الي المكان الذي يتعالجون فيه والعودة بهم الي منازلهم دون علي الحصول علي أي مقابل مادي بخلاف تخصيص مكتبة صغيرة في سياته تحتوي علي قصص الأنبياء وقصص أخري بهدف تخفيف المعاناة علي المرضي وكان في أحيان كثيرة يتصدق بشراء العلاج للمرضي .
وبعد أقل من عام تم شفاء شقيقة الأصغر وشفيه أمه تماماً أيضاً من مرضها وسط ذهول الأطباء من هذا الحدث الذي لا يعرفون له تفسير وحمدت الأم ربها حمداً كثيراً علي الشفاء لها ولأبنها الأصغر ، وقالت لأبنها الأكبر : ربما كان فعلك للخير واخراج الصدقات كانت سبيل لشفائنا بحمد الله .
ووسط فرحت الأسرة عرضة الأم علي أبنها أن يتزوج أبنت جارهم الذي كان نعم الجار والأخ في غيابه ، وافق الأبن وذهب الي جارهم بأمه وأخية ، فرحب الجار وفرح كثيراً وبالأخص عندما سمع موافقة أبنته .
وأستمر الأبن بتوصيل المرضي الي المستشفيات والعودة بهم لمنازلهم وهو سعيد ، طالب بهذا العمل رضا الله عليه وعلي أسرته.
أرسل خبرا