‘صيام مرضى القصور الكلوي المزمن‘ - بقلم : د. نبيل أبو عامر
تقدر نسبة مرضى القصور الكلوي المزمن بما يقارب 10% من مجموع السكان في البلاد. ويقدر ان النسبة أعلى بكثير في المجتمع العربي بسبب تفشي السمنة,
دكتور نبيل أبو عامر
التدخين, امراض السكري وضغط الدم. فعلى سبيل المثال نسبة السمنة في المجتمع العربي اعلى بـ 1.4 من المجتمع اليهودي ونسبة مرض السكري اعلى بـ 1.6من المجتمع اليهودي. اما مرضى الغسيل الكلوي فيبلغ عددهم 6900 مريض , 23% منهم مرضى عرب.
في شهر رمضان المبارك يتكرر السؤال عن إمكانية صيام مرضى القصور الكلوي المزمن, مرضى الغسيل الكلوي ومرضى زراعة الكلى . من هنا فانه في غاية الاهمية التطرق لهذا الموضوع . والاسئلة المطروحة بشكل عام:
1. هل للصيام تأثير سيء على عمل الكلية؟
2. هل غسيل الكلى يفطر الصائم؟
كقاعدة عامة لا بد لمريض الكلى استشارة طبيب أخصائي كلى قبل الشروع في الصوم، وذلك لمعرفة إذا لم تكن هناك خطورة على الكلى تحول دون أدائه فريضة الصوم, لتنظيم جرعات الدواء الموصوفة له.
مرضى الكلى حالتهم الطبية متنوعة ومختلفة, وسنتطرق بالتفصيل الي الفئات المختلفة:
1. الفئة الأولى: مرضى القصور الكلوي المزمن
مرضى القصور الكلوي المزمن يصنفون حسب درجة المرض من درجة واحد الى خمسة وعند الحديث عن أداء الصوم، نخص بالذكر من يعانون من القصور الكلوي درجة ثلاثة أو أعلى. فقد يتسبب الصوم بنقص السوائل والأملاح مما يؤدي الى الجفاف، تدهور حالة القصور المزمن واختلال في وظائف الكلى والجسم. لذلك في غاية الأهمية ان يقوم مريض القصور الكلوي بمراجعة الطبيب الاخصائي المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع بصوم رمضان.
2. الفئة الثانية: مرضى الغسيل الكلوي
مرضى الغسيل الكلوي يخضعون على الأغلب لثلاث جلسات غسيل كلى في الاسبوع ، حيث تتم عملية تصفية الدم ومن خلالها يتم ضبط مستويات السوائل والاملاح وإزالة الشوائب والمخلفات الأخرى . اثناء الصيام قد يتعرض الجسم إلى تغيرات في السوائل والاملاح مما يؤثر بشكل كبير على عملية غسل الكلى وخاصة في حال وجود امراض مزمنة مثل مرض السكري وقصور القلب.
حسب التقارير الطبية وقرارات المجمع الفقهي الدولي التابع لمنظمة التعاون الاسلامي فأن عملية غسيل الكلى تعتبر من المفطرات التي يُمنع معها الصيام، لان السائل المستخدم في عملية غسل الكلى من السوائل المغذية الداخلة إلى جوف المريض. لذلك لا يجوز الصيام في ايام تلقي جلسات الغسيل.
اما فيما يتعلق بالأيام التي لا يوجد بها جلسات غسيل كلى, فيمكن الصوم من الناحية الطبية بعد موافقة الطبيب المعالج (اخصائي الكلى-النفرولوج) طالما كانت معطيات المريض الأساسية تحت السيطرة. أي ان الطبيب المعالج (اخصائي الكلى-النفرولوج) هو وحده القادر على تقييم الوضع الصحي لمريض الغسيل الكلوي وتحديد الحالات التي يمكن لها الصيام.
في حالة صيام مرضى الغسيل الكلوي يجب عليهم الحذر من كمية الماء التي يتناولونها بعد الإفطار بحيث لا تزيد عن لتر واحد يومياً حتى لا تحتبس المياه داخل الجسم وخاصةً في الرئتين.
3. الفئة الثالثة: مرضى زراعة الكلى
مرضى زراعة الكلى يمكنهم الصوم بعد مرو رعام من زراعة الكلى، إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد. وعليه فإن المريض يمكنه تناول أدوية تثبيط المناعة اللازمة بعد الإفطار وعند السحور مع ضرورة متابعة الطبيب المعالج.
من اجل ضمان صيام آمن لمرضى الكلى؛ يجب الالتزام بإرشادات الطبيب المعالج وكذلك بأساليب التغذية السليمة لمرضى الكلى. فعلى مريض الكلى الحرص على تنوع الاطعمة الملائمة لتلبية احتياجات الجسم وعدم إهمال وجبة السحور.
الارشادات العامة لمرضى الكلى
بالنسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن تنصح بخفض استهلاك الأطعمة التي تحتوى على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور, خاصة خلال رمضان.
الصوديوم متواجد بنسبة كبيرة فى ملح الطعام، والبوتاسيوم فى بعض الخضروات مثل (البندورة البطاطا والأوراق الخضراء) والفواكه مثل (الموز، البرتقال، التمر، المشمش، الخوخ والبطيخ)، أما الفوسفور فيوجد في بعض الاجبان, المشروبات الغازية والمكسرات.
بالنسبة للبروتينات, ينصح بتقليل الأغذية الغنية بالبروتينات, حيث يسبب الإسراف في تناولها جهداً زائداً على الكلية.
اما مرضى الغسيل الكلوي بحاجة إلى زيادة البروتينات خاصة الحيوانية، وهذا لتعويض فقدان البروتينات خلال عملية الغسيل.
بالنسبة لتناول السوائل, الكمية تتعلق بكمية البول اليومية, مستوى الصوديوم في الدم ووجود امراض قلب. فنقص السوائل قد يؤدي لجفاف وتدهور حالة القصور, اما الافراط بشرب السوائل قد يؤدي الى احتباس السوائل في الجسم وحدوث مضاعفات على القلب والرئتين.
لذلك على مرضى الكلى اتباع الحمية الملائمة لوضعهم ولدرجة القصور, بإرشاد طبيب الكلى واخصائية التغذية.
تقبل الله من الجميع الصيام والقيام.
دكتور نبيل أبو عامر
اخصائي امراض كلى وضغط دم، مستشفى تل هشومير والمدير الطبي لمركز غسيل الكلى "حبايب" في كفر قاسم
من هنا وهناك
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
-
مقال: بين أروقة المدارس ( المخفي أعظم ) - بقلم : د. محمود علي
أرسل خبرا