كيف نضمن صياما آمنا في رمضان؟
يعرف مرض السكري على أنه ارتفاع في مستوى السكر في الدم لأسباب وراثية أو بيئية كزيادة الوزن وقلة مزاولة النشاط البدني وعوامل أخرى. في السنوات الأخيرة
الصورة للتوضيح فقط - تصوير simpson33 iStock
ثمة ارتفاع ملحوظ في نسبة مرضى السكري في العالم بشكل عام وفي المجتمع العربي بشكل خاص، اذ تقدر نسبة مرضى السكري بحوالي 10% من البالغين. يعتبر صيام شهر رمضان تحديا كبيرا لمرضى السكري وللطاقم المعالج. الصيام من جهة أحد أركان الإسلام التي يحرص كل مسلم على أدائها ومن جهة أخرى أثبتت أبحاث عديدة أن الصيام قد يهدد صحة فئات معينة من مرضى السكري ويعرضهم لمخاطر عدة.
من هم مرضى السكري المعرضون لمخاطر الصيام في رمضان؟
لا بد من التأكيد أن معظم مرضى السكري من النوع الثاني يستطيعون الصيام بأمان في رمضان شرط تلقي الارشاد اللازم قبل وأثناء فترة الصيام. الا أن ثمة فئة من مرضى السكري لا يمكنها الصيام في رمضان. لذا تم تصنيف مرضى السكري الى أربع فئات:
الفئة الأولى: هم المصابون بالسكري ذوو الاحتمالات الكبيرة جدا للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة مثل: الذين عانوا من حدوث هبوط السكر الشديد أو المتكرر أو فقدان الحس بنقص السكر (خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان)، حدوث الغيبوبة السكرية او الحماض الكيتوني خلال الاشهر الثلاثة التي تسبق رمضان. الذين يمارسون مضطرين أعمالا بدنية شاقة والذين يجرى لهم غسل الكلى والنساء الحوامل.
الفئة الثانية: وجود احتمال كبير لحدوث مضاعفات نتيجة الصيام والتي يرجح الأطباء حدوثها وتشمل: ارتفاع السكر اغلب الوقت فوق 200 ملغم / دسل او مخزون السكر التراكمي أكثر من 10% ، قصور كلوي ، اعتلال القلب والشرايين الكبيرة ، الذين يسكنون بمفردهم، كبار السن المصابون بأمراض أخرى، الذين يتلقون علاجات تؤثر على العقل.
في هاتين الفئتين المذكورتين اعلاه تم البت من قبل مجمع الفقه الإسلامي في سنة 2010 بأنه " يتعين شرعاً على المريض ان يفطر ولا يجوز له الصيام، درءً للضرر عن نفسه".
أما مرضى السكري المنتمون للفئة الثالثة والرابعة فهم ذوو الاحتمالات المتوسطة والمنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام ويشمل ذلك المصابين بالسكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمساعدة الحمية أو بتناول الأدوية. هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام في رمضان شرط تلقي ارشاد لصيام آمن.
ما هي التوصيات اللازم اتباعها لصيام آمن في رمضان؟
من المهم أن نؤكد على ضرورة الرجوع للطبيب المعالج، والاستفسار عن إمكانية مواصلة العلاج خلال شهر رمضان، أو الامتناع نهائيا عن الصيام. وفي حالة موافقة الطبيب على الصيام، يقوم الطبيب بإرشاد المريض حول أوقات تناول الادوية وتغيير كمية الجرعات اذا تطلب ذلك.
ما هي أهم النصائح التي تساعد المريض على موازنة نسبة السكر في الجسم؟
*فحص نسبة السكر بانتظام هي من الخطوات الهامة جدا خلال شهر رمضان، حيث ينصح بإجراء الفحص الذاتي للسكر بوتيرة عالية، ومن المحبذ القيام بالفحص قبل كل وجبة فطور وما بعدها، وبعد السحور وأثناء الصيام ولدى الشعور بأعراض هبوط السكر والتي تشمل: تعرق، ازدياد خفقان القلب، رعشة في الأطراف، تشويش وعدم وضوح الكلام.
يجب كسر الصيام في الحالات التالية:
إذا كان السكر أقل من 60 ، إذا كان السكر أقل من 70 في الساعات الأولى للصيام، إذا كان السكر أكثر من 300 وفي أيام المرض أو الشعور بالوهن أو الضعف الشديد.
تعتبر التغذية السليمة عاملا مهما في التخفيف من معاناة الصائمين وسلامتهم حيث نوصي بضرورة الالتزام بوجبة السحور وننصح بتناول وجبات فطور صغيرة ومتعددة. وتجنب الاطعمة المالحة والتقليل من الحلويات والأغذية الدسمة. كذلك شرب السوائل بكثرة حيث نوصي شرب من 8-10 أكواب من الماء يوميا (بعد الفطور)، وتجنب المشروبات التي ترفع مستويات السكر في الدم مثل العصير، المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الساخنة المحلاة بالسكر. كذلك تجنب ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام.
العلاج الدوائي للسكري في شهر رمضان
لا أريد أن أفصل التغييرات اللازمة للعلاج قبيل شهر رمضان ولكن لا بد من التنويه أنه تتوفر الكثير من الأدوية التي أثبتت الأبحاث نجاعتها وسلامة استعمالها في رمضان. لذلك، ننوه بضرورة استشارة الطبيب قبل شهر رمضان بالنسبة لتغير العلاج الدوائي حتى نضمن صياما خاليا من المخاطر. ومن المهم أن اشدد على ضرورة تلقي الارشاد من قبل الطاقم المعالج قبل وأثناء شهر رمضان لأن الصيام الآمن يستوجب تغذية سليمة وقياس متكرر لمستوى السكر وتغيير في العلاج من قبل الطبيب المختص. علاوة على ذلك فقد يشكل شهر رمضان فرصة ذهبية لتحسين توازن السكر في الدم لما يعود بالفائدة على جميع الصائمين خلال وبعد شهر رمضان إذا تم الالتزام بهذه التعليمات. بالمقابل، يتوافق الدين والعلم على ضرورة تجنّب فئات معينة من مرضى السكري الصيام ولذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل الاقدام على الصيام في شهر رمضان.
وفي سياق متصل قال بروفيسور نعيم شحادة، رئيس الجمعية الإسرائيلية للسكري ومدير مشروع "سفيرا" السكري في الجليل: " هذا المقال هو انطلاقة للفعالية التوعوية الأولى لمشروع "سفيرا" السكري في الجليل بمناسبة الشهر الفضيل.
يعتبر هذا المشروع بشرى سارة لمنطقة الشمال والجليل والمجتمع العربي الذي يشكل غالبية سكانه، وبدأ تنفيذه في خمس بلدات وهي: الناصرة، شفاعمرو، سخنين، نوف هجليل وصفد وتستخدم فيه كل الأدوات المتاحة من أجل تقليص عدد من ينتقلون من مرحلة "ما قبل السكري" الى مرض السكري بنسبة 50%". وأضاف: " هذا المشروع على اسم راسل بيري، تقوده كلية الطب على اسم عزريئيلي في جامعة بار إيلان في صفد وهو مشروع شمولي، يدمج ويربط بين البحث العلمي وعلاج مرض السكري والمجتمع والميدان، ويهدف الى تقليص معدلات الموت والاصابة المرتفعة في الجليل بمرض السكري ومضاعفاته ومنعها والوقاية منها. يعالج المشروع، الذي يمتد على مدار عشر سنوات، التحديات والعوامل متعددة المجالات، التي تؤثر على معدّلات الإصابة بمرض السكري وموازنته. كذلك بناء شراكات مع السلطات المحلية، صناديق المرضى والمراكز الطبية في الجليل، المكاتب الحكومية، مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الاهلية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. وعلى سبيل المثال سيتم العمل مع السلطات المحلية لخلق بنية تحتية متطورة تعزّز نمط الحياة الصحي، مثل مسارات المشي، ودوريات الفحص السريع للسكري بالإضافة الى بحث أكاديمي ومسح ميداني شامل يمّكن تطبيق التكنولوجيات الطبيّة المستقبلية والمتطورة على أرض الواقع".
من هنا وهناك
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
-
مقال: بين أروقة المدارس ( المخفي أعظم ) - بقلم : د. محمود علي
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - ستشرق الشمس
-
المحامي زكي كمال يكتب : الحروب الآنيّة بين الاعتبارات العسكريّة وهوس الكرامة القوميّة
أرسل خبرا