قصة الحمامة والنملة
في يوم من أيّام الصيف الجميلة كانتْ هناك نملةٌ تمشي على إحدى أغصان الأشجار باحثةً عن الطعام، وفجأة اختلف الجوّ، وهبّت رياحٌ قوية جعلتْ النملة تفقد التوازن وتسقط من على غصن الشجرة في النهر،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: FamVeld - istock
كانت على الغصن المجاور لغصن النملة حمامة بيضاء، عندما سمعت الحمامة صوت استغاثةِ النملة آتيًا من النهر التقطت الحمامة ورقة من الشجرة وألقتها في البركة، وصاحت على النملة: "تسلقي إلى غصن الشجرة".
أمسكت النملة بالغصن، وعلى الفور سحبتْ الحمامة الغصن بمنقارها إلى شاطئ النهر، جلست النملة في ظل شجرة وهي متعبةٌ تمامًا، ولا تكاد تصدق كيف نجت من الموت بفضل الحمامة الطيبة. تركتها الحمامة وذهبت لتحضر لها بعض الثمار والفواكه لتستعيد قوتها، شكرت النملةُ الحمامةَ قائلةً: شكرًا لكِ أيَّتها الحمامة الطيبة فقد أنقذتِ حياتي، أنا مَدينةٌ لكِ، ألقت عليها الحمامة التحية وتمنتْ لها السلامة، وطارتْ بعيدًا.
هل لديك أي سؤال حول هذا الموضوع؟ اسأل هنا عادتْ النملة للمشي في الغابة باحثةً عن الطعام، عندما شاهدت صيادًا يتجوّلُ في الغابة، ويبحث عن صيد ما، خافتْ النملة على نفسها من الصياد، ولكنها تذكرت أنَّ الصيادين لا يصطادون النمل، وفزعت عندما تذكرت أنَّ الصياد ربما يلحقُ الأذى بالحمامة التي أنقذتْ حياتها، فوقفت تراقبُ الصياد لتعلم من هي ضحيته. وفي تلك اللحظة، جاءت الحمامة تطيرُ من بعيد، وشاهدتها النملة، وقد كانت صديقتها نفسها، ركضتْ النملة نحو الصياد مسرعةً وعضته من قدمه قبل أن يطلق الرصاصة على الحمامة المسكينة، فانحرفت بندقية الصياد، ودخلت الرصاصة في جذع الشجرة، وأدركت الحمامة الأمر فطارت بعيدًا، وعندما رأت النملةُ الحمامةَ وقد هربتْ تنفست الصعداء.
لم تدري الحمامة أنَّ النملة هي مَن قام بإنقاذها من رصاصة الصياد، لكنها عادت بعد أن شاهدت الصياد وقد جلس على الأرض يتألم، فنادتها النملة: "أنا هنا يا صديقتي على قدم الصياد، أردتْ أن أردَّ لك الجميل، وأحمد الله أنَّكِ لم تصابي بأيِّ أذى"، فشكرتْ الحمامةُ النملةَ على إنقاذها لها، وعدم نسيانها المعروف الذي قدمتْهُ لها الحمامة قبل ذلك، وحملتْ الحمامة النملة على ظهرها وأخذتها في نزهة قصيرة في أرجاء الغابة الجميلة.
نتعلّم من قصة الحمامة والنملة أنَّه على الانسان ألا ينسى معروفًا قد قدمه أحدهم إليهِ يومًا ما، وأن يساعده إذا استطاع ذلك بكلِّ ما يملك من القوة، وفي قصة الحمامة والنملة أيضًا عبرةٌ هي ألّا يقلل أحدٌ من شأن أحدٍ مهما كان بسيطًا وضعيفًا؛ فلكلٍّ دورُه في الحياة.
أرسل خبرا