‘ روسيا وأمريكا وأوكرانيا ‘ - بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
الأحداث الدائرة على حدود أوكرانيا تنذر بحرب عالمية جديدة علماً بأن أوكرانيا كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفيتي مثل الشيشان وبيلاروسيا والقرم وغيرها،
محمد فؤاد زيد الكيلاني - صورة شخصية
لكن التدخل الأمريكي في هذه الفترة بمحاولة إقناع أوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بدعم أمريكي كان سبباً في إشعال أزمة كبيرة بين دولتين كبيرتين مثل روسيا وأمريكا على الأراضي الأوكرانية.
في هذه الفترة العالم يحبس أنفاسه خوفاً من اندلاع حرباً لا نهاية لها، ومن الممكن أن تكون نووية (ويمكن استبعاد هذا الخيار)، ستكون حرباً قصيرة ومحدودة على ارض أوكرانيا لفرض معادلة ردع جديدة بين اكبر دولتين في العالم، فالإستراتيجية الروسية بان تبقى دول الاتحاد السوفيتي السابق تحت إمرتها ومراقبتها، ولا تسمح بأي دولة أن تتدخل في إدارتها، لكن أمريكا تريد فرض معادلة جديدة بعد انسحابها من الشرق الأوسط والتمركز بالقرب من روسيا لإضعافها وإعادة الهيمنة الأمريكية على العالم بعد مجموعة الإنهزامات التي ألمت بها في أفغانستان على سبيل المثال أو إيران أو العراق وغيرها.
روسيا بإدارة الرئيس بوتين ترفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو وقامت بحشداً عسكرياً كبيراً واستعراض لصناعات عسكرية بحرية وجوية وبرية لا مثيل له، وهناك مخاوف مؤكدة وغير مؤكدة بغزو أوكرانيا من قبل الجيش الروسي، وهذا ما تنفيه روسيا وتؤكده الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ارض الواقع كما يتناقل وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزة الحياة في أوكرانيا أكثر من عادية والحياة تسير على طبيعتها المعتادة بشكل يومي.
أوكرانيا ضعفت أمام الإغراءات الأمريكية والأوروبية، بان تقوم بدعمها بكل الوسائل، وبدأت توريد السلاح إلى أوكرانيا من مختلف أنواع الأسلحة القتالية لكي تدافع عن نفسها في حال قامت موسكو بغزوها.
فهناك دولاً أوروبية تقوم بالوساطة لحل هذا الخلاف مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم، وبنفس الوقت تقدم الميزات لأوكرانيا في حال انضمت إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر يقلق روسيا وتحديداً بوتين ويرفض الفكرة جملة وتفصيلاً.
هذه الأزمة ظهرت بعد التحالف الروسي الصيني الإيراني والمناورات التي قامت بها هذه الدول، وهذا الأمر الذي أزعج أمريكا وقامت بتحريك أوكرانيا وإقناعها بالانضمام إلى الناتو بدعم أمريكا أوروبي، وهذا ما قامت به أوكرانيا فعلاً بطلب الانضمام.
باعتقادي بان هذه مناورة عالمية بين دولتين كبيرتين ربما أصبحت حرب عقول وإرادة أكثر منها حرباً عسكرية أو غزواً وخلافه، أمريكا تريد إضعاف روسيا وإعادة سيطرتها على العالم كما كانت في السابق.
ربما هذا الوضع سنجده بعد هذه المناورة بين الصين وتايون، ستطالب الأخيرة بان تكون دولة مستقلة بعيدة عن الاستعمار الصيني، بدعم أمريكي عسكري لمحاربة الصين ومحاولة إضعافها بسبب الاقتصاد الصيني المتصاعد وهدم الطريق التجاري المسمى بـ (الحزام والطريق) أو (طريق الحرير) الذي تسعى الصين إلى إعادة تسويق بضائعها من خلال إلى جميع دول العالم.
من هنا وهناك
-
مقال: أثر أنشطة العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المهارات المعرفية
-
د. ميساء الصح تكتب : توجيهات لأهالي طلّاب الصفوف الثالثة
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب: الخيار بين ‘أرض اسرائيل الكبرى‘ وبين ‘المغامرة بالخطر الوجودي‘ !
-
خالد خوري من كفر ياسيف يكتب : رسالة لمديري المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد
-
مقال : القراءة الناقدة للإعلام - بقلم : د. غزال أبو ريا
-
مقال: ملاحظات على أبواب السنة الدراسية الجديدة - بقلم : المحامي علي أحمد حيدر
-
قراءة لرواية ‘فرصة ثانية‘ للأديبة صباح بشير | بقلم سلمى جبران
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - الانحراف المعياري
-
المحامي زكي كمال يكتب : الفارق الخطير بين إدارة الأزمات والإدارة بواسطة الأزمات
-
المربية منال غانم من طمرة تكتب : استقبال السنة الدراسية الجديدة - التفاؤل كمسؤولية مشتركة
أرسل خبرا