تصوير: المصور فؤاد أبو خضرة

تولّى مهمّة الإدارة والتّقديم، عبّود عازر ونديم الحلو، وقد افتتح الأمسية عبّود عازر، مدير مركز حنّا مويس الثّقافيّ، مستقبلا الحضور بترحاب وحفاوة، ومرحّبا بالضّيفين المكرّميّن، وبالنّقاد على المنصّة، الدّكتور أليف فرانش والدّكتورة رباب القاسم - سرحان، وأشار في كلمته إلى " أنّ العمل الوطنيّ لا يقتصر على الجوانب السياسيّة فحسب، بل يشمل أيضا الاهتمام العميق بالثّقافة ورعاية الأدباء، ودعم المبدعين في مختلف المجالات، والعناية بالشّأن الثّقافيّ، لأنّ الثّقافة هي روح الأمّة وبها تسمو المجتمعات، وتتحقّق النّهضة وتحافظ على التّراث، وتفتح آفاق الوعي والمعرفة ".

بعد ذلك، اعتلى المنصّة نديم حلو، مرحّبا بالضّيوف والحضور بأرقى عبارات التّرحيب والتّقدير، وقدّم نبذة موجزة عن المسيرة الأكاديميّة والنّقديّة للدّكتورة رباب القاسم - سرحان، وللضّيفة صباح بشير مشيدا بإصداراتها الأدبيّة وكتاباتها النّقديّة، وبجهودها وإسهاماتها القيّمة في إثراء المشهد الثّقافي والأدبيّ، ودعا الدّكتورة القاسم - سرحان لإلقاء مداخلتها النّقديّة الّتي حلّلت فيها رواية "فرصة ثانية" للكاتبة بشير بأسلوب نقديّ رصين، ثمّ قالت: " كشفت الكاتبة عن أغوار الشّخصيّة الرّوائيّة وأزماتها الحياتيّة في تخطّي المآزق والخيبات الّتي تتعرّض لها. أمّا المشاهد اليوميّة الّتي صوّرتها فتثبت أنّها تمتلك قدرة مميّزة، تمكّنها من أن تطلّ على المشهد الحياتيّ لترصده إبداعيّا. إنّ أكثر ما يشدّ القارئ إلى الرّواية هو الصّراحة في تصوير الشّخصيّات ومواقفهم، والجرأة في عرض سلوكهم وأفكارهم، والتّعبير بصدق عن قلقهم وعدم استقرارهم النّفسيّ والاجتماعيّ. بالإضافة إلى المصداقيّة في العمل والّتي تنبع من العلاقة القويّة بين صباح بشير ونصّها ".

" دعوة للجيل الجديد "
عقب ذلك، تحدّثت الكاتبة صباح بشير، مستهلّة كلمتها بتوجيه الشّكر لمركز حنّا مويس الثّقافيّ وإدارته، وللمجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ، تقديرا لجهودهم في تنظيم هذه الأمسية، وأعربت عن تقديرها وامتنانها للنّقاد والحضور جميعا، كما هنّأت نقّارة على نجاح كتابه "صيّاد.. سمكة وصنّارة"، ثمّ تحدّثت عن روايتها بإيجاز شديد.

تلاها عبّود عازر الذّي قدم د. أليف فرانش وفؤاد نقّارة، مستعرضا نبذة موجزة عن مسيرتهما الأكاديميّة والمهنيّة. ثمّ، قدّم د. فرانش مداخلة حول كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" لنقّارة، مستهلّا حديثه بقراءة مقتطفات من التّظهير الموجود على الغلاف الخلفيّ للكتاب. توقّف عند بعض النّقاط الإيجابيّة الّتي أثارت إعجابه، وانتقل إلى تحليل صفحات القسم الأوّل، مستعرضا بعض الحكايات الشّائقة ومغامرات الصيّد الّتي تضمّنتها، ركّز بشكل خاصّ على قصّة "مغامرة محفوفة بالمخاطر، ودرس في الإهمال"، رابطا ومقارنا إيّاها بإحدى نظريات الأدب الّتي وضعها الباحث جوزيف كامبل. وقد تفاعل الحضور مع مداخلته بإنصاتٍ وتمعّن، معبّرين عن إعجابهم بما قدّمه من تحليل ورؤى ثاقبة.

بعد ذلك، أخذ فؤاد نقّارة الكلمة، معربا عن شكره وتقديره لمركز حنّا مويس الثّقافيّ وللمجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ ولجميع الحضور، وفي كلمته قال: " أتمنّى أن يكون هذا الكتاب بمثابة دعوة للجيل الجديد؛ لاستكشاف الحياة البحريّة الغنيّة، وأن يلهمهم للتّعبير عن أنفسهم وأفكارهم بالكتابة، فكلّ منّا يحمل في داخله قصّة تستحقّ أن تروى ".

في الختام، قدّمت إدارة مركز حنّا مويس الثّقافيّ درعها التّقديريّ لفؤاد نقّارة وصباح بشير، عرفانا وتقديرا لإسهاماتهما الأدبيّة القيّمة وإثرائهما للمشهد الثّقافيّ، وقد أثنت الإدارة على جهود جميع المشاركين في إنجاح هذه الأمسية، مؤكّدة على أهمّية هذه الفعاليّات الثّقافيّة، وأعربت عن تطلّعها إلى تنظيم المزيد من هذه الأمسيات الّتي تجمع بين الأدباء والمفكّرين والجمهور، وتساهم في إحياء التّراث الثّقافيّ الغنيّ للمنطقة.

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ