(Photo by LOUAI BESHARA/AFP via Getty Images)

بوسط البلاد وسيطرة الأكراد على كبرى مدن الشرق في أكبر تحد لحكم الرئيس بشار الأسد.
ومن شأن استيلاء المعارضة على حمص قطع العاصمة دمشق عن الساحل السوري، حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ويوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وقاعدة جوية.

وقالت ثلاثة مصادر سورية لرويترز يوم الجمعة إن الأسد تعرض لانتكاسة أخرى بعد أن سيطر تحالف تدعمه الولايات المتحدة ويقوده مقاتلون أكراد سوريون على مدينة دير الزور، وهي نقطة ارتكاز رئيسية للحكومة في المناطق الصحراوية شرقي البلاد.

وهذه ثالث مدينة كبرى يفقد الأسد السيطرة عليها خلال أسبوع، بعد حلب في الشمال الغربي وحماة في وسط البلاد.

وقال مصدر أمني عراقي إن قوات سوريا الديمقراطية تتقدم أيضا في اتجاه مدينة البوكمال السورية الواقعة على الحدود مع العراق، وقد تسيطر عليها خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.

وبعد سنوات من البقاء خلف خطوط المواجهة المتجمدة، انطلقت قوات المعارضة من معقلها في إدلب شمال غرب سوريا لتحقق أسرع تقدم في المعركة من أي من الجانبين منذ أن تحولت الاحتجاجات ضد الأسد إلى حرب أهلية قبل 13 عاما.

وكانت قوات الحكومة السورية قد استعادت السيطرة على معظم أنحاء البلاد بدعم من حلفاء الأسد الرئيسيين روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية. لكن تركيز هؤلاء الحلفاء تحول تماما إلى أزمات أخرى في الآونة الأخيرة، مما أعطى لقوات المعارضة فرصة لاستئناف القتال.

وقال أبو محمد الجولاني زعيم (هيئة تحرير الشام) التي تقود الهجوم الشامل ضد القوات الحكومية في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) إن جماعته تهدف إلى "بناء مؤسسة حكم" في سوريا وإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم من لبنان وأوروبا.

والمقابلة هي الأولى للجولاني منذ بدأت هيئة تحرير الشام في 27 نوفمبر تشرين الثاني في انتزاع السيطرة على مناطق من قوات الحكومة. وتمكنت قوات المعارضة حتى الآن من السيطرة على مدينتين رئيسيتين وتتقدم الآن باتجاه حمص.

وانفصلت هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة في 2016 وتقول إنها لا تشكل تهديدا للغرب، وقضت سنوات في محاولة تحسين صورتها، وتقديم نفسها بديلا ممكنا للأسد.

هجوم خاطف

الهجوم الخاطف لجماعات المعارضة المسلحة فاجأ المنطقة وشجع معارضي الأسد الآخرين. وحث حسن عبد الغني، وهو من قادة جماعات المعارضة المسلحة، في كلمة مصورة يوم الجمعة كبار قادة الجيش على الانشقاق.

وقالت وزارة الداخلية الأردنية يوم الجمعة إن الأردن أغلق معبره الحدودي الوحيد مع سوريا أمام حركة الأفراد والتجارة. وقال مصدر بالجيش السوري لرويترز إن جماعات مسلحة تطلق النار على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.
وينصب تركيز إيران على التوتر مع إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال المسؤول الإيراني الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه "من المرجح أن تحتاج طهران إلى إرسال معدات عسكرية وصواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا... اتخذت طهران كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا ونشر قوات". وأضاف "تقدم طهران حاليا الدعم الاستخباراتي والدعم عبر الأقمار الصناعية لسوريا".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعزز قواته الجوية والبرية في هضبة الجولان المحتلة في جنوب غرب سوريا، وإنه مستعد لجميع السيناريوهات.
وقال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لرويترز إن حزب الله أرسل ليل الخميس عددا صغيرا من "القوات المشرفة" من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص.

وتلقى حزب الله ضربات موجعة في حربه مع إسرائيل التي قتلت بعضا من كبار قادته ودمرت بنيته التحتية. وفي الوقت نفسه، قالت هيئة تحرير الشام إنها سيطرت على بلدتي تلبيسة والرستن، مما جعلها على بعد كيلومترات من حمص.

وقال الجيش السوري إنه لا صحة للتقارير التي تفيد بانسحابه من حمص، وأضاف في بيان أنه "موجود في حمص وريفها وينتشر على خطوط دفاعية ثابتة ومتينة وتم تعزيزها بقوات ضخمة إضافية".

وقال أحد سكان حمص في وقت سابق إن مقرات المؤسسات الأمنية الرئيسية في سوريا هناك صارت فارغة، إذ غادر أعضاؤها المدينة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الوضع في سوريا ومقره بريطانيا، أن آلاف الأشخاص بدأوا في الفرار من حمص مساء يوم الخميس باتجاه اللاذقية وطرطوس على ساحل البحر المتوسط وهما من معاقل الحكومة.
وذكر أحد سكان المناطق الساحلية أن آلاف الأشخاص بدأوا في الوصول إلى هناك من حمص، خوفا من التقدم السريع للمعارضة.
وقال وسيم مروح، أحد سكان مدينة حمص الذي قرر عدم المغادرة، إن معظم الشوارع التجارية الرئيسية صارت خالية مع وجود مجموعات مسلحة موالية للحكومة تجوب الشوارع.

تنظيم الدولة الإسلامية

في تطور آخر مثير للقلق بالنسبة للأسد، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة مظلوم عبدي يوم الجمعة إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على بعض المناطق في شرق البلاد. وحكم التنظيم مساحات شاسعة من العراق وسوريا حتى هزمه تحالف تقوده واشنطن في عام 2017.

وذكر عبدي في مؤتمر صحفي "بسبب أحدث التطورات، هناك تحركات متزايدة لمرتزقة الدولة الإسلامية في البادية السورية وفي جنوب وغرب دير الزور وريف الرقة"، وهي مناطق في شرق سوريا. وسعت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى الاستفادة من السيطرة السريعة على حلب في الشمال وحماة في غرب وسط سوريا لتتقدم إلى حمص على بعد 40 كيلومترا جنوبا.

ودعت غرفة عمليات قوات المعارضة، والتي تعرف باسم إدارة العمليات العسكرية، في منشور على الإنترنت سكان حمص إلى انتفاضة.
وذكر أحد أفراد الجيش السوري لرويترز أن قصفا روسيا ليل الخميس دمر أيضا جسرا على طريق إم.5 الرئيسي إلى حمص لمنع قوات المعارضة من استخدامه. وأضاف أن القوات الحكومية تستقدم تعزيزات إلى مواقع في أطراف المدينة.

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ