العلاج الهرموني وطريقة تطبيقه في علاج السرطان
عاملُ الخطر، هو أي شيءٍ يزيد من فرصِ إصابتك بمرضٍ مثل السرطان، لكنْ وجودُ هذا العامل، أو حتى عواملَ أخرى كثيرةٍ، لا يعني التأكُّد من الإصابةِ بالمرض. في المقابل لا يمكن تغييرُ بعض عواملِ خطرِ
صوره للتوضيح فقط تصوير: Jo Panuwat D-shutterstock
الإصابةِ بسرطان الثدي.
لا توجد طريقةٌ مؤكَّدةٌ للوقايةِ من سرطان الثدي، لكنْ هناك أمورٌ، يمكنكِ فعلها قد تقلِّل من مخاطره. يمكن أن يكون هذا مفيداً بشكلٍ خاصٍّ للنساءِ اللاتي لديهن عواملُ خطرٍ معيَّنةٌ للإصابةِ بسرطان الثدي مثل وجودِ تاريخٍ عائلي، أو تغييراتٍ جينيَّةٍ موروثةٍ. إليكِ ما يجب معرفته عن العلاجِ الهرموني لسرطانِ الثدي.
إعداد: زينة برجاوي
تشير المعلوماتُ المذكورةُ على صفحةِ جمعيَّة السرطان الأمريكيَّة، وهي منظَّمةٌ رائدةٌ في مكافحةِ السرطان، إلى أن أنواعاً من سرطان الثدي، تتأثَّر بالهرمونات مثل الأستروجين، والبروجسترون. تحتوي خلايا سرطانِ الثدي على مُستَقبِلاتٍ )بروتينات(، ترتبطُ بالأستروجين، والبروجسترون، ما يساعدها في النمو، وتُسمَّى العلاجاتُ التي تمنع هذه الهرمونات من الالتصاقِ بالمُستَقبِلات العلاجَ الهرموني، أو علاجَ الغددِ الصمَّاء.
يمكن أن يصل العلاجُ الهرموني إلى الخلايا السرطانيَّة في أي مكانٍ تقريباً من الجسم، وليس فقط الثدي، ويوصى به للنساءِ المصاباتِ بأورامٍ إيجابيَّةٍ لمُستَقبِلات الهرمونات. في حين، لا يساعدُ النساءَ اللاتي لا تحتوي أورامهن على مُستَقبِلاتٍ هرمونيَّةٍ (تُسمَّى هذه الأورامُ مُستَقبِلات هرموناتٍ سلبيَّةٍ).
متى يستخدم هذا العلاج؟
غالباً ما يُستَخدم العلاجُ الهرموني بعد الجراحة بوصفه علاجاً مُساعداً، إذ يسهم في تقليلِ خطرِ عودة السرطان. في بعض الأحيانِ، يبدأ قبل الجراحةِ بوصفه علاجاً مساعداً جديداً.
يستدعي العلاجُ فترةً لا تقلُّ عن خمسةِ أعوامٍ. قد يتمُّ تقديمُ علاجٍ أطول من المدَّة المذكورةِ للنساءِ اللاتي لديهن فرصةٌ أكبر لعودةِ السرطان إليهن. يمكن استخدامُ اختبارٍ، يُسمَّى «مؤشِّر سرطان الثدي»، للمساعدةِ في تحديدِ إذا ما كانت المرأةُ ستستفيدُ من أكثر من خمسةِ أعوامٍ من العلاج الهرموني.
يمكن أيضاً استخدامُ العلاجِ الهرموني في علاجِ السرطان الذي عاد بعد الشفاء، أو الذي انتشرَ إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم.
كيف يعمل؟
نحو اثنين من أصل ثلاثة أنواعٍ من سرطاناتِ الثدي الإيجابيَّة لمُستَقبِلات الهرمونات، تحتوي الخلايا فيها على مُستَقبِلات بروتيناتٍ للأستروجين، تساعد الخلايا السرطانيَّة في النمو والانتشار.
هناك أنواعٌ عدة من العلاجِ الهرموني لسرطانِ الثدي، ومعظمها إما تُخفِّض مستوياتِ هرمون الأستروجين في الجسم، أو تمنع الأستروجين من مساعدةِ خلايا سرطانِ الثدي في النمو.
الأدوية التي تمنع مستقبلات هرمون الأستروجين
تعمل بعضُ الأدويةِ عن طريقِ منعِ هرمون الأستروجين من تغذيةِ خلايا سرطانِ الثدي للنمو، إذ تمنع هذا الهرمون من الاتِّصالِ بالخلايا السرطانيَّة، وإخبارها بالنموِّ والانقسام. وفي حين أن لها تأثيراتٍ مضادةً للأستروجين في خلايا الثدي، لكنَّها تعملُ مثل الأستروجين في الأنسجةِ الأخرى مثل الرحمِ، والعظام.
من بين هذه الأدوية الشائعة للعلاج الهرموني لسرطان الثدي:
تاموكسيفين Tamoxifen: يمكن استخدامُ عقارِ تاموكسيفين لعلاجِ النساء المصاباتِ بسرطان الثدي اللاتي عانين، أو لم يمررن بانقطاعِ الطمث. ويُستَخدم هذا الدواءُ بطرقٍ عدة:
•للنساءِ المعرَّضات لخطرِ الإصابةِ بسرطان الثدي، يمكن استخدامُ عقارِ تاموكسيفين للمساعدةِ في تقليل خطرِ الإصابة بهذا المرض.
للنساء اللاتي تمَّ معالجتهن بجراحةِ الحفاظِ على الثدي لسرطانِ الأقنية الموضعي DCIS الإيجابي لمُستَقبلِات الهرمونات، يقلِّل تناول عقارِ تاموكسيفين لمدَّة خمسةِ أعوامٍ من فرصةِ عودةِ سرطان القنواتِ الموضعي في الثدي نفسه، كما يقلِّل من فرصةِ الإصابةِ بسرطان الثدي الغازي، أو سرطانِ القنواتِ الموضعي مرةً أخرى في كلا الثديين.
للنساءِ المصاباتِ بسرطان الثدي الغازي الإيجابي لمُستَقبِلات الهرمونات، واللاتي يُعالجن بالجراحة، قد يساعد عقارُ تاموكسيفين في تقليلِ عودة السرطان، وتحسينِ فرصةِ العيش فترةً أطول. يمكن أن يقلِّل أيضاً من خطرِ الإصابة بسرطانٍ جديدٍ في الثدي الآخر. يؤخذ تاموكسيفين إما بعد الجراحةِ «العلاج المساعد»، أو قبل الجراحة «العلاج المساعد الجديد»، وعندما يُعطى بعد الجراحةِ عادةً ما يؤخذ لمدَّةٍ تتراوح بين خمسة وعشرةِ أعوامٍ.
للنساءِ المصاباتِ بسرطانِ الثدي الإيجابي للهرمونات الذي انتشرَ إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، يمكن أن يساعد عقارُ تاموكسيفين في كثيرٍ من الأحيان في إبطاءِ، أو إيقافِ نموِّ السرطان، وقد يقلِّص بعض الأورام.
وجهة نظر طبيب مختص
البروفيسور جورج شاهين، اختصاصي أمراض الدم والسرطان في مستشفى أوتيل ديو اللبناني، يشرحُ لـ «سيدتي» أكثر حول هذا العلاج، وطريقةِ تطبيقه.
يقولُ البروفيسور شاهين: «70% من النساءِ اللاتي يعانين من سرطانِ الثدي لديهن مُستَقبِلات هرمون الأستروجين على الورم، وعلاجُ الهرمون ينطبقُ عليهن فقط، وليس على كلِّ أورامِ السرطان». ومن أنواعِ السرطان التي تستفيدُ من العلاجِ الهرموني، يذكر شاهين، إضافةً إلى سرطان الثدي، البروستات، والغدَّة الدرقيَّة، ويبيِّن أن هناك شقَّين للعلاجِ الهرموني، هما:
الشقُّ الوقائي: إذا كانت المريضةُ مصابةً بسرطانِ الثدي، وخضعت لعمليَّة استئصالٍ، وتحتاج إلى العلاجِ الكيميائي، أو أي علاجٍ آخر، ونتيجةُ الأستروجين إيجابيَّةٌ، فيمكنها تناولُ حبَّةٍ من دواءِ علاجِ الهرمون لمنع الإصابةِ بالمرضِ من جديدٍ.
الشقُّ العلاجي: يمكن للمريضةِ التي تعاني من السرطانِ المتنقِّل، وهي واحدةٌ من نسبةِ الـ 70% من السيداتِ اللاتي يعانين من سرطانِ الثدي، ولديهن مُستَقبِلات هرمون الأستروجين على الورم، الاستفادةُ من العلاجِ الهرموني، إذ يزيد من فرصِ إطالةِ عمرها.
ويرى شاهين، أن العلاجَ الهرموني ناجحٌ، وهو شائعٌ منذ 50 عاماً، ووظيفته أن يتجاوبَ مع هرموناتِ الجسم.
ويعدُّ عقارَ تاموكسيفين الأكثر فاعليَّةً على الرغمِ من بعض الآثارِ الجانبيَّة التي يتركها على المريضةِ مثل الشعورِ بهبَّاتٍ ساخنةٍ، وارتفاعِ ضغطِ الدم، والغثيان، والصداعِ، والاكتئاب، وألم نزيفٍ أو إفرازاتٍ مهبليَّةٍ.
وينصحُ البروفيسور شاهين بضرورةِ إجراء فحصِ رحمٍ كلَّ ستَّةِ أشهرٍ للتأكُّد من عدم حصولِ سماكةٍ فيه بسبب تناولِ الدواءِ المذكور، المتوفِّر في جميعِ الصيدليات بكلفةٍ غير عاليةٍ، مبيناً أن من أهمِّ وظائفه تخفيضُ تعرُّض الثدي الآخر للسرطانِ بنسبة 30%.
ويقولُ: "هناك أيضاً عددٌ من الأدوية التي تعدُّ أكثر تطوُّراً، وتمَّ إطلاقها في التسعينيات، وهي للحالاتِ السرطانيَّة الأكثر تقدُّماً".
ويضيفُ: «لا يمكن أخذُ العلاجِ الهرموني مع علاجِ الأشعَّة بالوقتِ نفسه لأن الهرمونات تعملُ على إبقاءِ الخلايا السرطانيَّة نائمةً، بينما تجعلها الأشعَّةُ تتكاثر، وفي حال عاد المرضُ بعد العلاجِ الهرموني، يستوجبُ ذلك تغييرَ الهرمون خلال العلاجِ الجديد»
وحول ارتفاعِ نسبةِ سرطان الثدي عالمياً، يؤكِّد شاهين: «المرضُ يتزايد، لأن التشخيصَ يحصل بطريقةٍ أكثر دقَّةً من قبل. الأطباءُ ينصحون المصاباتِ بسرطان الثدي في لبنان بإجراء الفحصِ في سنِّ الأربعين، أمَّا في أوروبا والدولِ المتقدِّمة، فإن المرأة تخضع للفحصِ في عمر الخمسين. كذلك يُحذِّر الأطباءُ المصاباتِ في الشرق الأوسط باستبدالِ اللحمِ الأحمر بالأبيض، والابتعادِ عن الطعامِ الدسم، واعتمادِ نظامٍ غذائي صحي، وممارسةِ التمارين الرياضيَّة».يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
لقاح مكافحة الخلايا السرطانيّة
كشفت تجاربُ أوَّليَّةٌ على لقاحٍ، يهدفُ إلى تدريبِ الجسم على التعرُّف على الخلايا السرطانيَّة ومكافحتها عن نتائجَ واعدةٍ في تحفيزِ الجهاز المناعي على التعاملِ مع المرض بشكلٍ أفضل.
ويستهدف اللقاحُ، المعروفُ باسم RNA-4359 من تطوير شركة «مودرنا»، المصابين بسرطانِ الجلد المتقدِّم، وسرطانِ الرئة، وسرطاناتِ الأورامِ الصلبة الأخرى.من جهته، لفت البروفيسور شاهين إلى أن لقاحَ RNA نسخةٌ من لقاحِ DNA، لكنَّه لا يزالُ ضمن الدراسة، ولم يُعتَمد بعد في كلِّ الدول، ولا يُطبَّق على جميعِ الحالات، وصُمِّم لتحضيرِ الجسم للتعرُّف على الخلايا السرطانيَّة ومحاربتها، وأظهر فاعليَّةً في تحفيز الجهازِ المناعي للمساعدة في علاجِ المرض، وفقاً لنتائجِ تجربةٍ مبكِّرةٍ.
من هنا وهناك
-
العلاج الهرموني وطريقة تطبيقه في علاج السرطان
-
طرق لمحاربة التعب والشعور بالاسترخاء قبل موعد الزفاف
-
كيفية دمج الفواكه والخضروات في نظامكِ الغذائي اليومي بطرق مبتكرة
-
لقاح الإنفلونزا يُنقذ الحياة: باشروا إلى تلقّيه على الفور
-
فوائد البروتين للجسم لا تقدر بثمن بحسب اختصاصية تغذية
-
تجربة مع تناول البيض يومياً تستحق التطبيق
-
كيفية استخدام الكركم كمضاد طبيعي للالتهابات وفق طبيبة
-
لتفادي الإجهاض .. احذري من زيادة الوزن خلال الحمل
-
فوائد الأغذية الغنية بالألياف في الوقاية من الأمراض المزمنة
-
أهمية الكيوي في تحسين صحة الجهاز الهضمي ومحاربة الأمراض
أرسل خبرا