لكن ماذا عن التبعات النفسية والتربوية لتسريب امتحان كهذا يخضع له طلاب في المرحلة الابتدائية؟ وكيف يجب التعامل مع الموضوع سواء من طرف الأهل أو الطواقم التدريسية ؟ هذه الأسئلة وغيرها يجبي عنها الاخصائي النفسي د. زاهر عكرية ..

وقال الاخصائي النفسي د. زاهر عكرية في حديثه لقناة هلا : " باعتقادي أن امتحان الموهوبين اذا تم التعامل معه وفقا للأصول وبحسب شروط الموهبة فهو جيد ، ولكن ما يحدث أننا نبدل المفاهيم بحيث يتحول امتحان الموهوبين الى امتحان بسيخومتري مصغر للصغار ، وهذه مشكلة كبيرة ، لأنه باعتقادي أن كل طفل لا يخلو من موهبة يجب البحث عنها أو ايجادها . ولكن التركز في امتحان الموهوبين على الجانب الادراكي المعرفي والذهني وتجاوز باقي المجالات ، وهذا ما يحدث في امتحان الموهوبين ، حيث ان التركيز هو تركيز معرفي بحت ، وأبعد من ذلك أن بعض المدارس يحضروا ويدرسوا الطلاب على نماذج مشابهة لامتحان الموهوبين ، وهذا أمر ممنوع " .

وأضاف د. زاهر عكرية لقناة هلا : " ما حدث في عملية التسريب برهن للجميع أن هناك ايادٍ خفية معنية بانجاح مركز او معلم أو مدرسة او مرشد أو بانجاح بعض الطلبة ، ونخلق الموهوب المزيف أو المصنع " .

وحول تأثير تسريب الامتحان على الطلاب ، قال د. زاهر عكرية بالقول لقناة هلا : " اخبار الطالب ابن صف ثالث على سبيل المثال ، بأن الامتحان تم الغاؤه بسبب تسريبه يعني اننا قلنا لهذا الطالب بأنه لا توجد نزاهة واستقامة ومصداقية ، وهذا بالفعل قابل للتبلديل والتغيير والتحويل ، بما معناه أنك ممكن أن تزيف حقائق وانت ليس من المفترض ان تكون بالفعل موهوبا وانما ممكن أن نعمل منك موهوبا .

وقد أجريت بعض المقابلات مع بعض الأشخاص حول هذا الموضوع وأخبرني أحد الاباء بأن ابنته التي تقدمت للامتحان بأنه تم تسليمها استمارة عليها إجابات فاخبرت الطالبة المراقب بأن الاستمارة محلولة فأخبرها المراقب أن تمسح الإجابات وأن تجيب على الاستمارة " .