موجة إنفلونزا شديدة: مستشفى أول في إسرائيل يعيد استخدام الكمامات
تواجه دول عديدة حول العالم ، من بينها إسرائيل موجة إصابات حادة أُطلق عليها اسم “الإنفلونزا الخارقة”. وأعلنت البروفيسور ميغانا بانديت، المديرة الطبية لجهاز الصحة الوطني البريطاني NHS، ظهر اليوم (الخميس)،
كيف تحمين نفسك من الإنفلونزا مع تقلبات الطقس؟ إليكِ الطرق الفاعلة
أن “موجة الإنفلونزا غير المسبوقة هذه تضع الـNHS أمام السيناريو الأسوأ في هذه الفترة من السنة”.
وفي إسرائيل أيضا، تستمر العدوى بالارتفاع وتُصنّف بأنها “شديدة”، وقد توفي حتى الآن ثلاثة أطفال أصحاء. معظم الحالات الخطيرة غير مُطعّمة.
بعد إنجلترا وإسبانيا ومناطق في شمال أميركا، طلب مستشفى إسرائيلي لأول مرة اليوم من طاقمه العودة إلى استخدام الكمامات. فمنذ الصباح، يعمل طاقم قسم الأطفال في مستشفى “فولفسون” وهو يرتدي الكمامات لمنع انتقال الفيروس المتفشي. وأوضح مدير قسم الأطفال في المستشفى، البروفيسور إيلان دلال، الذي يرأس أيضا اتحاد أطباء الأطفال في إسرائيل وصاحب هذه المبادرة، منطق القرار قائلا: “اللقاحات جيدة ومن المهم جدا تلقّي لقاح الإنفلونزا، لكن في مرحلة تكون فيها العدوى بين الأطفال واسعة جدا، فإن فائدة اللقاح ستكون أساسا بتقليل العدوى المستقبلية لدى البالغين”.
ويضيف البروفيسور دلال: “لذلك، من الضروري اتخاذ خطوات فورية في مجال الوقاية، مثل استخدام الكمامات. إذا كان شخص ما يسعل بجانبك في مصعد أو قطار مغلق، وكان كل منكما يرتدي كمامة، فغالبًا لن تُصاب بالعدوى”.
وبحسب المعطيات الأخيرة التي نشرها اليوم NHS England، فقد أُدخل الأسبوع الماضي 2,660 مريضا يوميا في المتوسط للعلاج بسبب الإنفلونزا وهو أعلى رقم يُسجَّل في هذا الوقت من العام، وارتفاع بنسبة 55% عن الأسبوع السابق. وقالت البروفيسور بانديت إن “الأخطر هو أن الأرقام ما تزال ترتفع ولا يظهر أي أفق لبلوغ الذروة، ما يجعل الأسابيع المقبلة صعبة للغاية على الـNHS”. وأضافت أن الطواقم الطبية “تعمل بأقصى طاقتها لتقديم أفضل رعاية للمرضى”.
المعطيات تُظهر أيضا أن 106 مرضى بالإنفلونزا نُقلوا للعناية المركزة الأسبوع الماضي في إنجلترا ارتفاعا من 69 في الأسبوع الذي سبقه، وهو رقم قياسي لهذا الموسم. وفي أقسام الطوارئ البريطانية، انتظر 25.8% من المراجعين أكثر من الهدف المحدد بأربع ساعات، بينما اضطر أكثر من 50 ألف مريض إلى انتظار أكثر من 12 ساعة على النقالات – مشاهد لم تكن مألوفة قبل جائحة كورونا.
وحذّرت البروفيسور بانديت من أن “الإنفلونزا الخارقة” تأتي “في وقت يشهد طلبا مرتفعا على غرف الطوارئ وسيارات الإسعاف، ومع إضراب أطباء يلوح في الأفق”. ودعت كل من يحقّ له تلقّي اللقاح إلى “تعيين موعد أو الحضور دون انتظار في أقرب وقت ممكن”، إذ لم يتبقَّ سوى أسبوع لضمان حماية قصوى قبل عيد الميلاد.
وفي إسرائيل، تستمر الإنفلونزا في الانتشار بقوة غير معتادة. ويُظهر تقرير الإنفلونزا الأسبوعي لوزارة الصحة الصادر أمس ويغطي الأسبوع المنتهي في 6 كانون الأول أن العدوى التنفسية تواصل الارتفاع ولم تبلغ ذروتها بعد.
الفيروس السائد في إسرائيل هو H3N2 من نوع K، وهو ينتشر عالميا. وبحسب بيانات المستشفيات وصناديق المرضى، شُخّصت مئات الحالات الجديدة داخل المستشفيات. وقد بلغت شدة نشاط الإنفلونزا في إسرائيل مستوى “عالٍ”. كما تجاوز معدل التوجّه إلى عيادات "مكابي" بسبب التهاب الرئة المعدل السنوي العام. 34% من المنوّمين بسبب الإنفلونزا هم أطفال، إضافة إلى إصابة 18 امرأة حامل ووالدة بالفيروس.
“سلالة متحوّرة تسبب مرضًا شديدًا”
تأتي هذه البيانات في ظل توقعات الخبراء بأن تكون الإنفلونزا هذا الموسم شديدة بشكل خاص بسبب سلالة فيروسية متحوّرة جديدة منتشرة عالميا: H3N2 (نوع K)، وهو أحد فيروسات الإنفلونزا A الموسمية. ولم يتعرض الناس لها كثيرا في السنوات الأخيرة، ما يعني أن المناعة المتراكمة ضدها أقل.
يراقب العلماء تطور فيروسات الإنفلونزا لأنها تتحوّل باستمرار، ويجب تحديث اللقاح السنوي لمواكبة هذه التغييرات. وتحدث هذه التطورات بحسب آلية "الانجراف والانزياح" (shift and drift)، حيث تكون معظم التغييرات طفيفة، لكن أحيانا يحدث “انزياح” كبير ومفاجئ بسبب طفرة واسعة وهو ما حدث مع سلالة H3N2.
ينتشر هذا الفيروس شديد العدوى بسرعة في أوروبا والولايات المتحدة، مسبّبا ضغطا كبيرا على أنظمة الصحة. وقد وصلت العدوى إلى مستوى وبائي في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا.
وأُغلقت مدارس عديدة خلال الأيام الماضية بسبب انتشار الفيروس بين الطلاب والمعلمين. وفي محاولة للحد من انتشاره، فرضت مستشفيات عدة في دول مختلفة ارتداء الكمامات على الطواقم الطبية والتمريضية. وآخر المنضمّين، حتى الآن، هو إقليم كتالونيا في إسبانيا، حيث فُرض استخدام الكمامات في المستشفيات والعيادات ودور رعاية المسنين بعد ارتفاع عدد الإصابات هذا الأسبوع بمعدل 2.5 ضعف مقارنة بالأسبوع الماضي.
"الكمامة وسيلة بسيطة وسهلة وتوفر حماية عالية مقابل جهد قليل"
أما في إسرائيل، فما زال النقاش قائما حول اتخاذ إجراءات مشابهة، خاصة في ظل الرفض الشعبي الواسع الذي ارتبط بتجارب جائحة كورونا، لكن بعض الأطباء كما هو الحال في فولفسون قرروا عدم انتظار تعليمات رسمية. وقال البروفيسور دلال: “في قسم الأطفال، منع انتشار العدوى أساس عملنا. خصوصا الآن، مع هذا التفشي الكبير جدا، فإن الكمامة وسيلة بسيطة وسهلة وتوفر حماية عالية مقابل جهد قليل. إنها تعليمات منطقية تهدف إلى حماية الطاقم ومرضانا وعائلاتهم. لا أرى سببًا لمعارضتها”.
من هنا وهناك
-
وفاة طفلة (10 سنوات) إثر اصابتها بالرشح
-
خبر علمي سارّ: إيقاف نوبات الصرع عبر رصد إشارات الدماغ
-
وزارة الخارجية الإسرائيلية تُحذّر السياح في البرازيل: ‘رشفة واحدة من كحول مزيّف قد تكون قاتلة‘
-
وزارة الصحة: وفاة طفل (عام ونصف) غير مُطعَّم ضدّ الحصبة بعد وصوله إلى المستشفى بحالة حرجة
-
الجري أثناء الحمل هل هو آمن؟ إليك نصائح لسلامتك
-
فوائد الحليب ومنتجات الألبان لصحة العظام والأسنان القوية والمتينة
-
هل النوم بعد الأكل يسبّب السِمنة؟ إليكِ الحقيقة العلمية
-
وزارة الصحة تصدر أمر اغلاق فرع لشبكة ‘رامي ليفي‘ في حيفا بسبب مكاره صحية: فضلات فئران وأوساخ متراكمة
-
علاج الحساسية الصدرية بالأعشاب وبتغيير نمط الحياة
-
هل كثرة شرب الماء تَضُرّ الجسم؟.. تابعوا الإجابة الصادمة





أرسل خبرا