صورة نشرتها الفنانة على صفحتها الانستغرام - بدون كريديت 

تواصل رحمة رياض رسم ملامح هويتها الخاصة بثباتٍ وصدقٍ لا يشبه سواها. في هذا اللقاء، تفتح الفنانة العراقية قلبها لتحدّثنا عن الشغف والمسؤولية، عن الحبّ الذي يُنضجها، وعن التوازن الذي تحاول أن تحققه بين «رحمة الإنسانة» و»رحمة الفنانة».

جلسة التصوير الأخيرة مع Miu Miu لم تكن مجرّد تعاون فني، بل مساحة جديدة عبّرت فيها رحمة عن شخصيتها الجريئة والأنثوية، وعن نظرتها للموضة كامتداد للفنّ. وبين حديثها عن النجاح، الأمومة، والهوية العراقية التي تحملها معها إلى كل مسرح، كانت كلماتها تنبض بالوعي، بالثقة، وبالصدق الذي يصنع الفنان الحقيقي.

هنا، نرافق رحمة رياض في حوارٍ يعكس ملامح رحلتها، وأحلامها التي لا تزال تنمو مع كل خطوة على طريق الفنّ والحياة.

ما رأيكِ بجلسة التصوير اليوم مع Miu Miu؟
التعاون كان مميزاً بالنسبة إليّ، لأنه يجمع بين عالمَين أحبّهما كثيراً: الفن والموضة. وهذا ليس التعاون الأول الذي يجمعني بعلامة Miu Miu، فاختياري سابقاً لأكون جزءاً من مبادرة Miu Miu Select كان شرفاً كبيراً لي، خاصة أن هذه الدار تمتلك هوية قوية وشخصية جريئة تشبه الكثير من ملامح شخصيتي الفنية.

أما اليوم، فكانت جلسة التصوير تجربة مفعمة بالطاقة والجمال. أحببتُ روح الدار وجرأتها في تقديم تفاصيل تعكس قوة المرأة وأناقتها في الوقت نفسه. شعرت بأن الإطلالات قريبة جداً من شخصيتي، وهذا ما جعل الجلسة ممتعة وسلسة إلى حدّ كبير.

- كيف تصفين العلاقة بين «رحمة الإنسانة» و «رحمة الفنانة» اليوم؟
أرى أن العلاقة بينهما أصبحت أكثر انسجاماً وتوازناً. فالفنانة تستمدّ عمقها من الإنسانة، والإنسانة تستفيد من قوّة الفنانة. وهذا التوازن بدأ ينعكس بوضوح في أعمالي وتعاوناتي الفنية الأخيرة.

- هل تشعرين أن النجاح غيّركِ، أم كشف لكِ حقيقتك؟
أعتقد أن النجاح لم يغيّرني بمقدار ما كشف لي حقيقتي. النجاح عرّفني بحدودي، وبقدرتي على الصبر وتحمّل المسؤولية... كان بمثابة مرآة جعلتني أرى نفسي بوضوح أكبر.

- ما التجربة التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتك؟
من أهم المحطات التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتي، مشاركتي في فعاليات كأس العالم. تلك اللحظة لم تكن مجرد ظهور على مسرح عالمي، بل تجربة كشفت لي حجم المسؤولية التي يحملها الفنان حين يخاطب جمهوراً من ثقافات مختلفة. شعرت بأن صوتي لا يصل فقط إلى جمهوري المعتاد، بل إلى العالم أجمع، وهذا منحني دافعاً أكبر لأطوّر نفسي وأقدّم أعمالاً تليق بالمكانة التي بدأتُ الوصول إليها. تلك التجربة غيّرت نظرتي للفن، وجعلتني أؤمن أكثر بأن الحلم، مهما بدا كبيراً، يمكن أن يتحقّق بالصبر والإصرار.

- ما الذي أدركتِه اليوم عن الفن، ولم تكوني تعرفينه في بداياتك؟
أدركتُ أن الموهبة وحدها لا تكفي. الالتزام، والانضباط، والتعلّم المستمر أهم بكثير مما كنت أتخيّله في بداياتي. اليوم أرى الصورة من منظور أوسع وأكثر نضجاً.

- كيف تتعاملين مع المسؤولية تجاه المواهب الجديدة في The Voice؟
أشعر أنني أرى جزءاً من «رحمة المبتدئة» في كل موهبة صادقة. أحاول أن أكون صريحة، لكن لطيفة، واقعية ومُشجّعة. أريد لكل موهبة أن تدخل هذا العالم وهي تعرف قيمتها، وتتعلّم كيف تحافظ على هويتها الفنية.

- كيف تواجهين ضغط النجومية وسط عالم السوشيال ميديا؟
بالهدوء. أحاول دائماً أن أتذكّر أن جوهر الفنان هو فنه، وليس الضجة التي تحيط به. السوشيال ميديا سلاح ذو حدّين، لذلك أتعامل معها كوسيلة تواصل مع الجمهور، لا كمقياس لقيمتي أو فنّي.

- ما الذي يخيفك اليوم أكثر: خسارة الجمهور أم فقدان الشغف؟
كلاهما صعب، ولا يمكن التقليل من شأن أيٍّ منهما.

فقدان الشغف مؤلم، لأن الشغف هو الشرارة التي تعيد بناء كل شيء.

أما خسارة الجمهور فهي تجربة موجِعة بطبيعتها، لأن الفنان يعيش على هذه العلاقة المتبادَلة من الحب والثقة. الجمهور هو البوصلة، وهو الذي يرافق الفنان في كل خطوة. التفكير بخسارته يشبه خسارة جزء من الذات.

 ما الذي غيّره الحُبّ فيكِ كامرأة وكفنانة؟
الحُبّ جعلني أكثر هدوءاً ونضجاً، ومنحني قدرة أكبر على التركيز وفهم نفسي. كفنانة، علّمني الحُبّ أن أقدّر التفاصيل الصغيرة التي تصنع لحظات كبيرة.

- ما القيم التي ترغبين أن تتعلّمها ابنتك من تجربتك في الفن والحياة؟
أريدها أن تعرف أن الطيبة ليست ضعفاً، وأن الإصرار ليس عناداً. أريدها أن تؤمن بأن الصدق مع النفس هو أساس كل نجاح.

- هل يمكن المرأة أن تكون فنانة وزوجة وأمّاً متوازنة؟
نعم، يمكن ذلك بالتأكيد، لكن الأمر ليس سهلاً. هناك دائماً تكلفة، لكنها تكلفة تستحق ما دامت المرأة تعرف أولوياتها وتمنح كل دور حقّه من دون أن تهمل نفسها.

- كيف تصفين أسلوبك في الموضة بثلاث كلمات؟
أنثوي، عصري، وراقٍ.

- هل تمنحك الأناقة ثقة إضافية على المسرح أو أمام الكاميرا؟
نعم، بالتأكيد. الإطلالة المناسبة تُكمل الحالة الفنية، فهي ليست مجرد ملابس، بل لغة صامتة تعبّر عنكِ قبل أن تتحدّثي أنتِ.

- هل الموضة بالنسبة إليكِ وسيلة للتعبير أم جزء من أداء الفنانة؟
هي الاثنان معاً. أستخدمها للتعبير عن مزاجي وهوّيتي، وفي الوقت نفسه أراها جزءاً من الصورة الكاملة التي أقدّمها للجمهور.

- كيف تحافظين على العلاقة القريبة مع جمهورك؟
بالصدق. الجمهور يشعر بالحقيقة دائماً. أحاول أن أكون قريبة، بسيطة، وألاّ أضع حواجز بيني وبينهم.

- ما هو دورك في إيصال الصوت العراقي إلى الوطن العربي؟
أحاول أن أقدّم الأغنية العراقية بروحها الأصلية ولكن بلمسة عصرية تجعلها أقرب للجميع. وأسعد كثيراً عندما أسمع أن الناس خارج العراق يتفاعلون مع هذا اللون ويشعرون بروحه.

وأودّ أن أستفيد من هذه اللحظة للتنويه بالفنّ العراقي الأصيل الذي قدّمه والدي، الفنان رياض أحمد، فقد كان له الدور الأكبر في تشكيل ذوقي الفني، وغرس احترام التراث وحسّ المسؤولية تجاه الأغنية العراقية في داخلي.

أنا اليوم أُكمل الطريق الذي بدأه والدي، وأحمل معي محبّته للفن وإيمانه بأن الصوت العراقي يستحق أن يصل إلى كل مكان في العالم.

- ما فلسفتك في صناعة الفن الذي يبقى؟
الصدق والوقت. العمل الذي يُصنع بصدق، ويأخذ وقته لينضج، هو العمل الذي يبقى مهما تغيّر الزمن.

- ما هو الحلم الذي لا يزال يؤرقك؟
أن أقدّم عملاً فنياً أشعر بأنه يلخّص رحلتي كلها، ويدوم لسنوات طويلة.

- ما الرسالة التي كنتِ ستوجّهينها لنفسك في بداياتك؟
لا تخافي. الطريق صعب، لكنه يستحق. ثقي دائماً بصوتك، لأنه سيأخذك إلى المكان الصحيح.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حالياً على موسيقى جديدة تحمل روحاً مختلفة وتوجّهاً أكثر نضجاً. كما أنني في صدد التحضير لألبوم جديد أضع فيه الكثير من قلبي وتجربتي، وأسعى لأن يكون مميّزاً في مضمونه وهويته الموسيقية.

 صورة نشرتها الفنانة على صفحتها الانستغرام - بدون كريديت 

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ