ويقول والده في حديث لقناة هلا وموقع بانيت أن ابنه أمضى يومه بشكل طبيعي بين العمل والمنزل، خرج في نزهة قصيرة كما اعتاد في كلّ عطلة، قبل أن تتلقّى أسرته اتصالاً صادماً يُبلغهم بالخبر المؤلم.

وتصف العائلة ابنها الراحل بأنه "شاب خلوق ومحبوب، معروف بين أبناء الحيّ بسلوكه الطيّب وهدوئه، لا يؤذي أحداً ولا يختلط كثيراً بالناس، وكان يعيش حياة بسيطة خالية من المشكلات. إلا أنّ رصاص الشرطة أنهى حياته فجأة". 

وتقول الشرطة بان المرحوم "لم يمتثل لتعليمات الشرطة بالتوقف ولاذ بالفرار من المكان". من جانبها، تُحمّل أسرة مهدي الشرطة المسؤولية الكاملة عن الحادث، معتبرة ما جرى فعلاً لا يمكن تبريره، "خاصة أنّ الشرطي كان قادراً على السيطرة على الموقف بوسائل أخرى دون اللجوء إلى إطلاق النار مباشرة على جسده". ويطالب الوالد الثاكل بتحقيق عادل وشفاف، وبإنزال أشدّ العقوبات بحق من تسبب في مقتل ابنه، ليُنصفهم القانون وتتحقق العدالة.

آخر ساعات من حياة مهدي 

يستذكر والد الشاب المرحوم مهدي سلامة تفاصيل اليوم الأخير من حياة ابنه: "بعد صلاة الجمعة عدنا إلى البيت وعملنا داخله، ثم تناولنا الغداء وتابعنا العمل. بعدها قال مهدي إنه يريد أن يخرج في ‘لفة قصيرة’ ويعود، فخرج، ثم تلقّينا اتصالاً أبلغونا فيه بالخبر المؤلم. لم نعرف ماذا حدث، ولا كيف حدث."

"حتى لو هرب منهم مش حرام يقتلوا؟" 

وأضاف قائلا لموقع بانيت وقناة هلا: "الحمد لله، هو لا يؤذي أحداً، ولا يمسّ أحداً بسوء، ولا يخرج من البيت كثيراً. جميع أبناء الحيّ والبلدة يعرفونه، فقد كان إنساناً خلوقاً، مؤدّباً، لا يختلط كثيراً بالناس." وتابع بمرارة: "تفاصيل الحادث غير واضحة، لكن الشرطة تقول إنه ‘هرب منهم’. حتى لو كان ذلك صحيحاً، وحتى لو ‘فعل ما فعل’، أليس من الحرام أن يطلقوا النار عليه؟ أليس من الظلم أن يُقتل بهذه الطريقة؟". 

وتابع والد مهدي بعينين دامعتين: "نحن نطالب بكلّ حقّنا ممّن أطلق النار عليه، ونريد أن يُعاقب بأشدّ العقوبات. كان مهدي يحبّ أصدقاءه، وفي كلّ يوم سبت يخرج في ‘لفة’ قريبة من البلدة، ثم يعود إلى البيت ويلعب على الحاسوب، ولم يكن أحد يذمّه." واختتم بحزن عميق: "له شقيقان.. وآخر حديث دار بيننا كان أمس، حين كنّا نعمل معاً في البيت. نحمّل الشرطة المسؤولية الكاملة عمّا جرى، وواضح أنّ الحادث كان متعمّداً، لأنّ الشرطي الذي أطلق النار كان يقود درّاجة نارية، وكان بإمكانه أن يلحق به أو أن يطلق النار على الإطار بدلاً من جسده. ونطالب بأن يُعاقب بالسجن ثلاثين أو أربعين عاماً، حتى يُنصفنا القانون ويُعاد لنا حقّنا." إلى هنا اقوال الوالد. 

الشرطة: "الشاب رفض الانصياع لتعليمات الشرطة"

من جانبها، أعلنت الشرطة في بيان، إنها أطلقت النار على راكب "تراكتورون"، رفض الانصياع للتعليمات في منطقة وادي عارة. وقال بيان الشرطة: "سائق التراكتورون، أدرك أن الحديث يدور عن قوة شرطية، لم يمتثل لتعليمات أفراد الشرطة بالتوقف، وبدأ بالفرار بطريقة متهورة عرّضت مستخدمي الطريق للخطر، بما في ذلك قطع إشارات مرور حمراء. أفراد الشرطة واصلوا المطاردة، وخلالها استخدموا إطلاق النار وتمكنوا من تحييد راكب التراكتورون".

والد الشاب المرحوم مهدي سلامة

المرحوم الشاب مهدي سلامة - صورة شخصية

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ