بلدان
فئات

14.11.2025

°
09:53
الصحفي نظير مجلي للمرشح لرئاسة المتابعة سائد عيسى: ‘تريد ان تصبح رئيسا للمتابعة وتقول ان هذا ليس طموحك.. هذا استخفاف بالناس‘ | فيديو
09:39
مكتب نتنياهو يعلن استكمال تشخيص هوية الجثة التي سلمتها حماس الليلة الماضية
09:36
أنباء أولية حول اختطاف سفينة محملة بالبترول واقتيادها نحو المياه الاقليمية الايرانية
09:18
اعتقال 4 أشقاء من كفر قاسم بشبهة الضلوع بجريمة قتل شقيقتهم تهليل عامر
08:31
طلاب مدرسة أوريت الثانوية في الناصرة يزورون نادي المسنين البلدي ‘الحي الداعم‘
08:20
الشرطة: ‘جباية ديون بقيمة عشرات آلاف الشواكل بحملة في منطقة الفريديس‘
08:09
جبهة الطيبة: ‘نستنكر بشدة محاولة حرق سيارة مديرة مدرسة ابن رشد‘
07:59
إصابة شاب بجراح خطيرة بحادثة عنف قرب زيمر
07:54
الشرطة: اعتقال مشتبهيْن من يافة الناصرة ونوف هجليل داخل مركبة مسروقة ضبطت بحوزتهما أقنعة وجه وقفازات وزجاجة بنزين
07:44
الشرطة: اعتقال خلية بشبهة سرقة سيارات تجارية في هرتسليا
07:24
روسيا تقترح مشروع قرار بشأن غزة في تحد لمسودة أمريكية
07:22
الديوك إلى المونديال مجددا .. فرنسا تتأهل لكأس العالم للمرة الثامنة تواليا
07:11
أمسية فنية عكّاوية تُضيء سماء أم الفحم: لقاء بين البحر والجبل في احتفال بالثقافة الفلسطينية
07:10
حالة الطقس : أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية
07:10
مقتل تهليل عامر في كفر قاسم رميا بالنار
22:54
عمليات انعاش لشابة مصابة بحالة حرجة في كفر قاسم
22:32
مصاب بحالة خطيرة بحادث عنف في أم الفحم
22:22
لا تغيير في خريطة الكتل السياسية : سموتريتش وغانتس لا يزالان تحت نسبة الحسم | استطلاع
21:03
الجيش الإسرائيلي: انهيار جندي ووفاته في قاعدة عسكرية جنوب البلاد
20:52
صيادو غزة يكافحون لكسب لقمة العيش وسط القيود المستمرة وارتفاع الأسعار
أسعار العملات
دينار اردني 4.6
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.34
فرنك سويسري 4.1
كيتر سويدي 0.35
يورو 3.8
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.33
كيتر دنماركي 0.51
دولار كندي 2.33
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.14
دولار امريكي 3.26
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-11-10
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.29
دينار أردني / شيكل 4.64
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.81
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.14
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.8
اخر تحديث 2025-10-29
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
كوكتيل
مقالات
حالة الطقس

قصة بعنوان ‘جسر الامل‘ - بقلم: الكاتبة اسماء الياس من البعنة

29-09-2025 11:55:01 اخر تحديث: 04-10-2025 23:21:00

الجو في قاعة المؤتمر كان رسمياً وثقيلاً، لكن بعيداً عن المنصة، وفي ركن هادئ قرب نافذة كبيرة، كان اللقاء مختلفاً. جلست سعاد وهيثم على كرسيين متقابلين. لم يكن حديثهما عن السياسة، بل عن تفاصيل صغيرة ومؤلمة.

الكاتبة اسماء الياس - صورة شخصية

بدأت سعاد الحديث بهدوء، عيناها تراقب حبات المطر وهي تنزلق على الزجاج: لا حدود لدولتي، ولا عملة... نحن نعيش على ذاكرة أرض.

هيثم، الذي كان يمثل دولته بكل فخر، شعر بنوع من الحيرة. أجاب: "الحدود ضرورية، والعملة تمنح الاستقلالية". كان صوته يحمل ثقة المقتنع برواية بلاده.

قالت سعاد بصوت حزين: لكن هذه الحدود وهذه الاستقلالية هي ما أخذت مني بيتي، وأرض جدودي... وأخذت منكم أنتم أصدقاءكم وأبناءكم.

ساد الصمت لبرهة. كانت كلماتها أعمق من أي نقاش سياسي. هيثم تذكر صديقه الذي فقده في إحدى المعارك. تذكر كيف كان يضحك معه وكيف أصبح الآن مجرد صورة في هاتفه.

رفع رأسه ونظر إلى سعاد. لم ير فيها الآن ممثلة عن العدو، بل رأى فتاة تشاركه نفس الألم.

قال بصوت خافت: أنا آسف... لا أحد يريد أن يفقد صديقاً.

ابتسمت سعاد بأسى وقالت: أعلم... وهذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن نتفق عليه. كلانا يدفع ثمن حرب لم نخترها.

وفي تلك اللحظة، لم يعدا ممثلين لدولتين. أصبحا شخصين عاديين، يجمع بينهما ألم مشترك، ورغبة صامتة في إيجاد طريق أفضل. كان هذا هو الشرخ الذي ستبدأ منه سعاد محاولة بناء جسر من التفاهم.

بعد أن بدأت حركتهما في النمو، لم يعد بإمكان الأنظمة الحاكمة تجاهلهما. لقد أصبحت أصواتهما وأصوات الشباب المؤيد لهما تهديداً حقيقياً للروايات الرسمية التي تبرر النزاع.

بعد أن يواجه كل من سعاد وهيثم ضغوطات هائلة، لن يستسلما. على العكس، سيقرران أن الوقت قد حان لمواجهة أكبر. سيتحدان بشكل علني، ليس فقط عبر الإنترنت، بل جسدياً.

سيعمل كل من سعاد وهيثم على بناء جسور داخل مجتمعيهما. سيبدأ هيثم بالوصول إلى الشباب الذين يعانون من اليأس والإحباط بسبب الحرب، بينما ستتواصل سعاد مع المؤثرين والمثقفين الذين يؤمنون بضرورة التغيير.

بعد أن وحّدا الصفوف بفضل الوسيط الموثوق، قرر هيثم وسعاد أن يبدآ بأول مهمة سرية. لم تكن هذه المهمة عسكرية أو سياسية، بل كانت إنسانية بحتة تهدف إلى كسر الحواجز النفسية.

كل عضو في مجموعتهما السرية، من كلا الجانبين، سيوثق قصة من حياته أو حياة عائلته، قصة تروي كيف أثرت الحرب عليهم.

لا يريدون قصصًا عن القتال أو السياسة، بل عن اللحظات الصغيرة التي تلمس القلب: طفل فقد لعبته المفضلة بسبب القصف، أب لم يستطع رؤية ابنته تتخرج بسبب إغلاق الطرق، أو صديقين فرّق بينهما خط الحدود.

الهدف هو إظهار أن الألم مشترك، وأن العدو ليس وحشًا بلا مشاعر، بل هو إنسان يعاني نفس المعاناة.

سيتم جمع هذه القصص وتداولها في مجموعتهم السرية، لتكون بمثابة دليل حي على أن السلم هو الحل الوحيد الممكن. هذه الخطوة ستعزز من قناعة أعضاء المجموعة، وتُجهزهم للخطوات القادمة الأكثر جرأة.

يبتكرون طرقًا مبتكرة لإيصال رسالتهم، مثل إنشاء مدونة سرية أو إذاعة صوتية تبث بشكل غير منتظم، مما يجعل من الصعب على السلطات تعقبهم.

تنظيم فعاليات صغيرة: قد يقومان بتنظيم فعاليات بسيطة، مثل لقاءات في أماكن عامة تحت شعار "قهوة وصداقة"، حيث يمكن للشباب من كلا الجانبين أن يلتقوا ويتحدثوا بحرية.

كل خطوة صغيرة نحو السلام هي انتصار. هذه الأعمال السرية ستُشعل شرارة الأمل لدى المزيد من الناس، وتُظهر أن الأفراد قادرون على إحداث تغيير كبير.

بعد محاولات القبض عليهم، يصبح المشهد الرئيسي في القصة هو المحكمة. سيتم اتهام سعاد وهيثم ورفاقهم بتهم خطيرة مثل التآمر والتخابر. هنا، يبرز دور المحامي الجريء.

بسبب إيمانه العميق، لن يكتفي المحامي بالدفاع عن المتهمين في قاعة المحكمة. بل سيستخدم كل الأدوات المتاحة له لإثبات أن ما قام به الشباب هو عمل سلمي مشروع.

سيقوم المحامي باستدعاء شهود من كلا الجانبين، ليس ليتحدثوا عن السياسة، بل عن معاناتهم الشخصية وتأثير الحرب على حياتهم. سيُقدم شهادة هيثم وسعاد كدليل على أن التواصل بينهما لم يكن تجسسًا، بل كان بحثًا عن قواسم مشتركة إنسانية.

سيُجادل المحامي بأن قوانين الدولة لا يمكن أن تُجرم التواصل الإنساني. سيُثبت أن التهم الموجهة إليهم لا تستند إلى وقائع، بل إلى افتراضات سياسية. سيُحول المحكمة إلى منبر عام يكشف فيه التناقضات بين شعارات الدولة عن العدالة وبين ممارساتها القمعية.

ستجذب القضية انتباه وسائل الإعلام الدولية، وهذا ما سيستغله المحامي. سيتأكد من أن كل جلسة محاكمة تُغطى بشكل كامل، ليُظهر للعالم أن هذه القضية لا تتعلق بمتهمين، بل بقضية سلام وحرية.

بفضل إصراره، سيُقدم المحامي حُججًا لا يمكن دحضها، وسينجح في إفشال خطط السلطة، ولكن بطريقة غير متوقعة.

الحكم بالبراءة لن يكون مجرد نهاية للمحاكمة، بل هو بداية لمرحلة جديدة.

ستُحدث البراءة صدى واسعًا. الشباب الذين كانوا يدعمونهم سراً سيخرجون إلى العلن للاحتفال. ستُصبح قصة سعاد وهيثم رمزًا للأمل، وستُلهم المزيد من الناس حول العالم.

هذا الحكم سيُشكل ضربة قوية للسلطة. لن تتمكن من تجاهل حركة السلام بعد الآن. قد تحاول اللجوء إلى أساليب أخرى للتضييق، ولكن ستكون جهودها أضعف من ذي قبل.

سيكتشف العالم أخيراً دور الوسيط والمحامي في مساعدة سعاد وهيثم، وسيحظيان باحترام وتقدير كبيرين.

بعد الحكم بالبراءة، ستختفي سعاد وهيثم عن الأنظار. لن يتوقفا عن العمل، لكنهما سيغيران استراتيجيتهما. الآن لديهما شبكة من الشباب المخلصين، لكنهما يحتاجان إلى أكثر من ذلك.

الآن وقد عرف هيثم وسعاد طبيعة هذه القوة، بدآ العمل على إيجادها. لم يكن الأمر سهلاً. كانا يعتمدان على شبكتهما السرية، وقصص الشباب التي جمعوها، لتكون بمثابة "مفتاح" الدخول. كان كل عضو في مجموعتهما يعمل على إيصال قصة أو معلومة إلى شخص موثوق به، على أمل أن تصل في النهاية إلى أذن المنظمة.

بعد شهور من العمل السري، تلقى الوسيط الموثوق به رسالة غامضة. لم تكن تحمل توقيعاً، بل مجرد إحداثيات وموعد للقاء في مدينة أوروبية محايدة. كانت هذه هي الإشارة التي ينتظرونها.

سافر هيثم وسعاد إلى المكان المحدد، ليجدا نفسيهما في غرفة بسيطة، ينتظرهما فيها رجل وامرأة يبدوان عاديين تماماً. لم يقدما نفسيهما، بل بدآ باستجوابهما مباشرة.

لماذا تعتقدون أن قصتكم تستحق اهتمامنا؟ سأل الرجل بصوت هادئ.

قدم هيثم وسعاد القصص التي جمعوها. لم يتحدثا عن السياسة أو الحدود، بل عن الألم المشترك، والدموع التي سالت على خدود الأمهات من الجانبين، وعن الأحلام التي ماتت تحت الركام. كانت قصصًا عن الإنسانية، وليست عن الحرب.

نحن لا نبحث عن حل سياسي، قالت سعاد بحزم، بل عن حل إنساني. الحل لا يكمن في اتفاقيات يوقعها السياسيون، بل في قلوب يفتحها الأفراد. نحن نملك الشارع، وقلوب الشباب. هذا ما لا تملكه الأنظمة، وهذا ما لا تستطيعون الحصول عليه بدوننا.

أصغى الرجل والمرأة باهتمام. لم يكونا مجرد ممثلين، بل كانا يختبران إيمانهما وعزيمتهما. كانت هذه هي اللحظة الحاسمة في القصة.

كان قرارهم بالتحالف معهما بمثابة شهادة على قوة قصتهما. لم تكن المنظمة تبحث عن عملاء، بل عن شركاء يؤمنون بالسلام، وهذا ما وجدوه في سعاد وهيثم.

في نهاية اللقاء، قال الرجل الذي كان يستجوبهما: القصص التي قدمتماها لا يمكن أن تُصنع في مختبر سياسي. إنها حقيقية، وهذا ما يجعلها سلاحاً أقوى من أي جيش. نحن معكم.

وهكذا، تحولت رحلتهما الفردية إلى جزء من حركة دولية.

أول مهمة مشتركة بينهما وبين المنظمة كانت رمزية بقدر ما هي عملية. لم تكن مجرد مشروع، بل رسالة قوية للعالم كله.

اقترحت المنظمة فكرة بناء جسر على الحدود المتنازع عليها. ليس جسراً للسيارات، بل جسرًا ثقافيًّا. سيكون هذا الجسر مكاناً يجمع الشباب من كلا الجانبين لإقامة ورش عمل فنية، وفعاليات ثقافية، ومعارض مشتركة. سيكون هذا الجسر بمثابة منطقة حرة لا تخضع لأي سلطة عسكرية، مكانًا حيث يمكن للأشخاص أن يتصالحوا وجهاً لوجه.

كانت مهمة سعاد وهيثم هي قيادة هذا المشروع من على الأرض، وتعبئة الشباب من شبكتهم السرية، والتأكد من أن هذا الجسر يصبح رمزاً حقيقياً للأمل.

كان هذا المشروع يمثل كل ما كانا يؤمنان به: السلام لا يحل المشاكل الكبيرة بالرصاص، بل بالخطوات الصغيرة التي تبني جسوراً من التفاهم.

قرر هيثم وسعاد أن يكون الإعلان عن مشروعهما "جسر الأمل" حدثًا تاريخيًا. بدعم من المنظمة، تم الترتيب لمؤتمر صحفي ضخم في مدينة دولية محايدة. لم يكن مجرد مؤتمر، بل كان بيانًا للسلام.

في ذلك اليوم، وقف هيثم وسعاد أمام كاميرات العالم. لم يرتديا أزياء رسمية، بل ملابس بسيطة. تحدث هيثم أولاً، وقص حكايته وكيف كان يؤمن بالرواية الرسمية لدولته قبل أن يلتقي بسعاد.

ثم جاء دور سعاد. بصوت ثابت وواثق، تحدثت عن معاناة شعبها وكيف أثرت الحرب على حياتهم. كشفت عن التفاصيل التي جمعوها من الشباب في كلا الجانبين، مؤكدة أن الألم مشترك وأن العدو ليس سوى صورة زائفة صنعتها السياسة.

وقدما معًا مشروع "جسر الأمل"، موضحين أنه ليس مجرد بناء، بل رمز حي للسلام والتصالح.

انقسمت الآراء. فئة كبيرة من الشباب احتفت بهما واعتبرتهما بطلين. لكن في المقابل، شن الإعلام الرسمي حملة ضارية ضدهما، متهمًا إياهما بالخيانة والعمالة.

حاز المؤتمر على اهتمام عالمي واسع، وأشاد الكثيرون بشجاعتهما، واعتبروهما نموذجًا يحتذى به في السعي للسلام.

هذه المواجهة العلنية هي البداية الحقيقية لرحلة السلام. الآن، لم يعد الأمر سريًا، وهناك الكثير على المحك.

بعد أن رضخت الدولتان، تم إعطاء الضوء الأخضر لمشروع جسر الأمل. لم يكن مجرد بناء، بل كان احتفالاً بالسلام. تدفق الشباب من كلا الجانبين إلى المنطقة الحدودية، التي تحولت من منطقة عسكرية إلى موقع بناء.

تحت إشراف سعاد وهيثم، بدأ الشباب العمل يداً بيد لأول مرة. لم يكن هناك حديث عن السياسة، بل عن الفن والهندسة والثقافة. كان كل حجر يُوضع في مكانه وكل قطعة تُلحم في الأخرى تروي قصة عن الأمل المشترك.

أصبحت المنطقة ملتقى ثقافياً حقيقياً، حيث كانت ورش العمل الفنية تقام إلى جانب مواقع البناء، وكانت الموسيقى تعزف في الخلفية. تحولت العداوة إلى تعاون، وتحولت الكراهية إلى صداقة.

لم يكن هذا الجسر مجرد ممر، بل كان رمزاً حياً يثبت أن الحوار السلمي قادر على إنجاز ما فشلت فيه الحروب. لقد أثبت هيثم وسعاد أن السلام لا يُبنى بالرصاص، بل بالإرادة.

لم يكن الأثر ماديًا فقط، بل كان إنسانيًا عميقًا. بدأ الناس من المنطقتين يعبرون الجسر ليس فقط للمشاركة في الفعاليات، بل لزيارة بعضهم البعض. أصبح من الطبيعي رؤية العائلات تتبادل الزيارات، والأطفال يلعبون معًا دون معرفة ما هي الحدود.

أصبح الجسر رمزًا للتسامح. كان كبار السن يجلسون على أطرافه يتبادلون القصص عن الماضي، ويتذكرون كيف كانت الحياة قبل أن تفرق بينهم السياسة. وكان الشباب يلتقطون الصور التذكارية معًا، يضحكون، ويحلمون بمستقبل خالٍ من النزاع.

لقد غيرت قصة سعاد وهيثم كل شيء. لم يعد السلام مجرد كلمة، بل أصبح واقعًا ملموسًا بناه الشباب بأنفسهم. لم يأتِ الحل من أعلى، بل نبع من إرادة الناس في إيجاد صيغة للتفاهم. وأصبح الجسر هو الدليل الأبدي على أن الإيمان بالحوار أقوى من الرصاص.

انتهت قصة هيثم وسعاد من صفحات المحاكم والنزاعات، لتصبح جزءاً من تاريخ جديد يكتبه الشباب. في يوم افتتاح "جسر الأمل"، لم تكن الكلمات هي ما يملأ الأجواء، بل الابتسامات والدموع الصادقة. وقف هيثم وسعاد على منتصف الجسر، يراقبان الأمهات وهنّ يعانقن أمهات الطرف الآخر، والأطفال وهم يتبادلون الألعاب.

كان الجسر يمثل أكثر من مجرد بناء. كان يمثل عهدًا جديدًا، يذكّر الأجيال القادمة بأن الحوار والتسامح قادران على بناء ما دمرته الحروب. لم يتصالح الفريقان بسبب قرار سياسي، بل لأنهما وجدا أنفسهما في عيون بعضهما البعض.

وفي النهاية، كان الانتصار الأكبر هو أن السلام لم يصبح حُكماً مفروضاً، بل خياراً نابعاً من القلب. لقد أثبتا أن التغيير يبدأ دائمًا بقصة، وأن قصة حب للسلام يمكن أن تصبح حقيقة على أرض الواقع.

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

التعقيبات
  1. كم سعدت بما سطره قلم الادييه اسماء لانها تحدثت الى قلوب الناس جميعا فلها الف الف شكر
    سهام الحسري 2025-10-08 22:29:01
عرض المزيد من التعليقات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك