طريق الأمل.. جمعية ‘لنا‘ في النقب تقود جهود دعم ذوي الهمم وسط تحديات كبيرة
في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع البدوي في النقب، تنشط جمعية "لَنا" كمؤسسة اجتماعية غير ربحية، تسعى إلى تمكين الفئات المستضعفة داخل المجتمع المحلي،مع
الاء أبو غليون من بئر السبع تتحدث عن نشاطات جمعية ‘لنا‘ في النقب
تركيز خاص على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم. من خلال برامج مهنية وتربوية وعلاجية، تعمل الجمعية على خلق فرص متكافئة وتقديم استجابات ملائمة ثقافيًا ولغويًا.
للحديث اكثر حول عمل الجمعية، رؤيتها، الفئات التي تستهدفها، والميدان الذي لا يخلو من التحديات، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر الاء أبو غليون من بئر السبع وهي نائب المدير العام في الجمعية . وقالت الاء أبو غليون في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا حول الجمعية: "جمعية لنا تأسست في عام 2011، كأول جمعية من نوعها في المجتمع العربي النقباوي في الجنوب، تُعنى بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم وعائلاتهم. كما نساعد أيضًا كل ما يتعلق بالفئات المستضعفة، من مسنين ومسنات، وشباب وفتيات في ضائقة. هذه هي الشرائح الأساسية التي تُعنى جمعية لنا بدعمها من خلال عملها. كما ذكرت، تأسست الجمعية عام 2011 على يد يوسف العمور، وهو المدير العام للجمعية. واليوم تعمل الجمعية في عدة أماكن وبلدات وقرى في المجتمع العربي النقباوي، ولكن في الآونة الأخيرة توسّع نشاطها ليشمل بعض القرى في الشمال أيضًا".
ومضت قائلة: "أود أن أوضح أن الجمعية تعمل في خمسة مجالات: التربية والتعليم، الصحة، الرفاه، التشغيل، والحصانة. وفي كل واحد من هذه المجالات، لدينا كوادر مهنية وبرامج عمل تهدف إلى تحسين أوضاع مجتمعنا. رؤية جمعية "لنا" تقوم على خلق مجتمع متكافئ، تُمنح فيه الفرص لكل ذوي الهمم ليشعروا بأنهم أفراد متساوين في هذا المجتمع، بحيث تُتاح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، وأن يكونوا جزءًا فاعلًا ونشطًا فيه. هذه هي الرؤية الأساسية التي نحملها جميعًا كأفراد ناشطين وعاملين في الجمعية، ونعمل وفقًا لها."
"تحديات كثيرة"
وأشارت آلاء أبو غليون إلى أنه "من الطبيعي، كأي جمعية موجودة في المنطقة، أن نتعامل مع تحديات يمكن وصفها بالتحديات العامة التي تواجهها معظم الجمعيات. جزء من هذه التحديات يتعلق بالموقع الجغرافي الذي نعيش فيه، وهو منطقة النقب، حيث نتحدث عن قرى معترف بها وأخرى غير معترف بها، تعاني من شح في البنى التحتية، ما يصعّب الوصول إليها. ونحن في الجمعية نسعى حقًا للوصول إلى كل بيت وكل شخص بحاجة إلينا، وهذا بحد ذاته تحدٍ ملموس، خاصة خلال فترة الحرب الأخيرة، حيث اعتمدنا بشكل أساسي على التواصل الهاتفي وعبر الإنترنت لتنفيذ أنشطة الطوارئ، وأردنا بالفعل أن نصل للجميع".
وتابعت: "تحدٍ آخر نواجهه، وهو تحدٍ مركزي، يتعلق بتجنيد أو توظيف كوادر مهنية. نحن في الجمعية نؤمن بضرورة العمل وفق مبادئ ومعايير مهنية عالية، لكن للأسف نواجه شحًا عامًا في الكوادر المهنية، خصوصًا في المجالات العلاجية والتأهيلية. ويهمنا جدًا أن يكون العاملون معنا على مستوى عالٍ من المهنية، وهذا يشكل تحديًا آخر أمامنا".
وأضافت: "كما أود أن أتطرق إلى تحدٍ إضافي يتعلق بالميزانيات والتمويل؛ فنحن جمعية غير ربحية، ولا نعمل لأهداف ربحية. ومثلنا مثل باقي الجمعيات، نواجه صعوبات في الحصول على تمويل، سواء من خلال التوجه إلى ممولين، أو صناديق تمويل، أو جمع التبرعات من مصادر متعددة. هذه هي أبرز التحديات التي نواجهها، والتي يرتبط جزء منها بوجودنا وعملنا في المنطقة النقباوية، فيما يُعتبر الجزء الآخر تحديات عامة تواجهها معظم الجمعيات."
"التحدي الأكبر ليس مع ذوي الهمم أنفسهم، وإنما مع المجتمع"
وأكدت أبو غليون على "أن التحدي الأكبر ليس مع ذوي الهمم أنفسهم، وإنما مع المجتمع، لأن مجتمعنا – كغيره من المجتمعات – ينظر في العادة إلى ذوي الهمم على أنهم أشخاص محدودي القدرات، يصعب عليهم العمل، ويصعب علينا أن نتفهمهم أو ندمجهم في مجالات حياتنا المختلفة، سواء في العمل أو التعليم. وهذا بحد ذاته يشكل تحديًا حقيقيًا. نحن نسعى لأن نثبت أنه بالإمكان خلق فرص متساوية ومتكافئة لذوي الهمم، ليتمكنوا من الاندماج وأن يكونوا جزءًا فاعلًا بيننا. وهذا ليس مجرد شعار نرفعه، بل هو تحدٍّ نعمل من أجله ليل نهار في الجمعية."
"وجدنا أنفسنا تقريبًا الجمعية الوحيدة التي تُعنى وتعالج كل ما يتعلق بذوي الهمم في وقت الحرب"
وحول عمل الجمعية في فترة الحرب، قالت الاء أبو غليون: "في السنوات الأخيرة، قررت الجمعية أن تسلّط الضوء بشكل أكبر على فئة ذوي الهمم ضمن مجالات عملها، وبالفعل، خلال الفترة الأخيرة، وخصوصًا خلال فترة الحرب، وجدنا أنفسنا تقريبًا الجمعية الوحيدة التي تُعنى وتعالج كل ما يتعلق بذوي الهمم، لا سيما في مجال الحصانة النفسية. وقد تلقينا العديد من التوجهات من أشخاص مهنيين وعائلات، طلبوا استشارات في كل ما يخص الوالدية والتعامل مع ذوي الهمم وعائلاتهم خلال هذه الفترة العصيبة والمليئة بالتوتر وعدم الاستقرار. واستجابةً لهذا الواقع، فعّلنا خط طوارئ بشكل فوري، وتلقينا من خلاله الكثير من الاتصالات لطلب المساعدة والاستشارة. وأنا لا أتحدث فقط عن المساعدات المادية، فبمجتمعنا الكثير من الأشخاص يهبّون للمساعدة في أوقات الطوارئ، إنما أتحدث عن نوع مختلف من الدعم، وهو الدعم المهني والاستشاري: كيف نتعامل مع الوضع؟ ما الخطوات التي يجب اتخاذها؟ إلى من نتوجّه؟ وغيرها.
ومن خلال هذه التوجهات، وُلدت منصة نعتز بها كثيرًا في جمعية "لنا"، وهي منصة "مساحة لنا". هذه المنصة انطلقت خلال فترة الحرب، وكان هدفها أن تصل إلى كل بيت وكل فرد، سواء كان مهنيًا أو غير مهني، يعرف شخصًا من ذوي الهمم أو من عائلاتهم، أو حتى يبحث عن استشارة أو حديث عام.
"موضوع الحصانة النفسية أساسي"
وأضافت: "لقد تبين لنا أن موضوع الحصانة النفسية، سواء في أوقات الأزمات أو حتى في فترات الروتين، هو موضوع أساسي جدًا لم يُعالج في السابق بالقدر الكافي من المهنية والاهتمام، وخاصة فيما يتعلق بفئة ذوي الهمم. ولذلك، أصبح هذا الأمر أحد الأهداف الرئيسية التي نعمل عليها كجمعية ضمن خطة العمل لما تبقى من عام 2025، وكذلك لعام 2026."
"نحن جمعية تتكوّن من طاقم مهني يحلم ويعمل على تنفيذ هذه الأحلام"
واختتمت حديثها، قائلة: "نحن جمعية تتكوّن من طاقم مهني يحلم ويعمل على تنفيذ هذه الأحلام، وهذا ما يسعدنا ويفخر به كل فرد منّا، لأننا جميعًا متفقون على أننا اجتمعنا وتكاتفنا من أجل إحداث تغيير مجتمعي حقيقي لصالح ذوي الهمم وعائلاتهم، ولصالح المجتمع بأكمله. فعندما أضع أهدافًا مستقبلية للجمعية لخمسة أعوام قادمة، فإنني لا أعمل فقط على تحسين أوضاع ذوي الهمم، بل أساهم في تحسين وضع المجتمع العربي ككل. نحن نتطلع إلى توسيع نطاق عملنا، ليس فقط في الجنوب، بل أيضًا في كافة مناطق المجتمع العربي داخل البلاد. كما أننا نتطلع إلى بناء المزيد من الشراكات والتعاون، وقد بدأنا بالفعل بخطوات عملية في هذا الاتجاه، وسنُعلن قريبًا عن اعمال تعاون جديدة نسعى من خلالها إلى تعزيز تأثيرنا وتوسيع دائرة عملنا."

من هنا وهناك
-
محمد أمارة يتحدث عن كتابه ‘الكلمة والسيف‘
-
لجنة الوفاق الوطني: هناك صعوبة في إعادة تشكيل المشتركة - إذا لم ننجح سنعمل على تشكيل قائمتين مرتبطتين بفائض الأصوات
-
الطيبة تحتضن المطر بعد طول انتظار
-
اعتقال 9 مشتبهين بالضلوع في حوادث إطلاق نار وشجارات في ام الفحم
-
د. حنا سويد: القائمة المشتركة ليست الهدف انما الوسيلة لاستنهاض همة المواطنين العرب في الانتخابات المقبلة
-
افتتاح متجدد لمركز حركة الشبيبة الدرزية في جولس
-
الشرطة: فعاليات توعوية وتربوية لطلاب العسر التعليمي في طمرة
-
مدرسة الحكمة في سخنين تفوز بالمركز الثاني في بطولة الشمال (بنات) لكرة القدم المصغّرة
-
رسالة من البنك للزبائن الشباب من جيل 18 حتى 35 سنة
-
بلدية كفرقرع: زيارة تخصص البيولوجيا في المدرسة الثانوية على اسم المرحوم عبد الله يحيى إلى قسم جراحة القلب بمستشفى هيلل يافي





أرسل خبرا