‘أبواب الدنيا أغلقت في وجهي‘.. بالفيديو: سهير تكاد لا تُصدّق انها عادت إلى البلاد بعد رحلة تحولت لكابوس
وجدت اخصائية التغذية سهير سلمان منير من واحة السلام نفسها عالقة في جزيرة رودوس اليونانية، بعد أن تحولت رحلتها الترفيهية التي خُطط لها لأسبوع واحد إلى إقامة غير متوقعة امتدت لأسبوعين، بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة
سهير سلمان منَّيِّر تتحدث عن تحديات العودة للبلاد بعد أن وجدت نفسها عالقة في جزيرة رودوس اليونانية بسبب الحرب
التي أثرت على حركة الطيران والعودة إلى البلاد. لاحقًا، وبعد أيام من الترقب، تمكنت من العودة إلى البلاد، حاملة معها قصة لا تُنسى.
وفي حديثها لقناة هلا وموقع بانيت، روت سهير تفاصيل تلك التجربة قائلة: "بعد رحلة ترفيهية كانت جميلة جدًّا وممتعة، تفاجأنا باندلاع الأحداث الأخيرة. فجأة تغيّر كل شيء، لا أعرف كيف أصف لك الشعور... كنا في مكان جميل جدًا، لكن في اللحظة ذاتها تحوّل هذا المكان. لا أريد أن أصفه بالكابوس، لأننا بقينا مستمتعين، ولكن في المقابل أصبح الوضع صعبًا جدًا".
ومضت قائلة : "الشعور كان صعبًا للغاية؛ لأنك تشعر بأنك بلا حول ولا قوة، ولا تملك أي إمكانية للعودة إلى البلاد. وكأن الدنيا أُغلقت في وجهك. ماذا يمكن أن تفعل؟ لديك عائلة، أهل، أولاد تركتهم خلفك. ولم تكن مستعدًّا للبقاء خارج البلاد هذه المدة الطويلة. تواصلنا مع مندوبي شركات الطيران، ومع السفارة، ومع وزارة الخارجية، لكن لم يردّ علينا أحد. لا أحد يجيب. بدأت أبحث عن حلول، وكل شخص يقترح شيئًا مختلفًا: طريق الأردن، طريق مصر، طريق البحر، قبرص... لا أعرف. بدأت بالتنقّل من مكان إلى آخر، وكانت المهمة في غاية الصعوبة، خاصة وأن ذهني كان منشغلًا بالأحداث في البلاد. كانت تجربة قاسية وصعبة جدًا".
"هذه ليست طائرات إنقاذ بل طائرات استغلال"
وتابعت قائلة: "ما أودّ قوله، هو أنني أضع كل ذلك جانبًا، وأتحدث عن استغلال شركات الطيران، الذي كان غير معقول أبدًا. هناك أشخاص عالقون منذ أيام طويلة، لا يملكون إمكانيات مادية، معهم أطفال صغار، وبعضهم ترك أطفاله في البلاد. وبدلًا من مساعدتهم، وُضعت أمامهم ما أسموه "طائرات إنقاذ"، لكنها في الحقيقة كانت طائرات استغلال. انا أتكلم بصدق، كان الوضع صعبًا جدًا. لا أعرف مدى قانونية ما قامت به شركات الطيران، حين ألغت تذاكر السفر، وأجبرت الناس على دفع أضعاف الثمن – ضعفين أو أكثر – من أجل العودة إلى البلاد. ثم تخرج وزيرة المواصلات لتقول إن الناس استمتعوا في الخارج! وكأنها تعيش على كوكب آخر! ما حدث لم يكن لطيفًا أبدًا".
رحلة العودة
وأضافت: "تمكّنا من السفر من رودوس إلى أثينا، ومن هناك عدنا إلى البلاد عبر شركة طيران إسرائيلية. صحيح أن المبلغ كان كبيرًا، لكن لم يكن أمامنا خيار آخر. عدنا إلى البلاد بسلام، وأتمنى أن يتمكن الجميع من العودة سالمين إلى أهلهم وبلادهم."
هل شعرتِ بالخوف أو القلق بسبب الوضع الأمني، خاصة مع البُعد عن العائلة والمنزل؟
"أكيد، هذا كان السبب الرئيسي الذي دفعني للعودة. الخوف كان كبيرًا جدًا، وأريد أن أقول شيئًا: عندما تكون خارج البلاد، بعيدًا عن الحدث، تشعر بأن الأمر أصعب بكثير من أن تكون في قلب الحدث. لأنك لا تعرف ماذا يجري في بلدك، عند أهلك، عائلتك. أهلي من كبار السن، وابني تركته هنا في البلاد، وشعرت بخوف شديد. للحظة، شعرت وكأنني لن أتمكن من العودة إلى البلاد. وهذا الإحساس... كان الأصعب. أن تشعر وكأن الدنيا أُغلقت في وجهك. نعم، كان هناك خوف، وبلا شك".
من الناحية النفسية، سهير، كيف أثرت عليك هذه التجربة؟
"أنا من الأشخاص الذين يسافرون كثيرًا، ويتنقلون بين البلدان باستمرار. لكن بعد هذه التجربة، بدأت أشعر بالخوف، وكأنني لا أريد السفر خارج البلاد مجددًا. أصبحت أقول لنفسي: "لا، لا أريد الخروج من البلاد مرة أخرى، أريد أن أبقى هنا"، لأنك لا تعرف ما قد يحدث. بكل تأكيد أثرت فيّ نفسيًا. ما زلت أشعر وكأنني عالقة هناك، وكأنني لم أعد بعد. أعيش السيناريو في ذهني مرارًا، وما زلت غير مستوعبة تمامًا أنني عدت إلى البلاد. الإحساس هذا ليس لطيفًا أبدًا. وأفكر كثيرًا بالناس الذين ما زالوا عالقين هناك. سمعت قصصًا كثيرة في المطار من عائلات جاءت من الصين، من كندا، من أمريكا، وكلهم مضطرون للمرور عبر أثينا… والمبالغ التي يدفعونها كي يعودوا إلى بلادهم ضخمة جدًا. والأصعب من ذلك أن تكون عائلة كاملة عالقة هناك، وقد تركوا أولادهم هنا.
ما يمكنني قوله أيضًا، هو أنه لم يكن هناك من يساعدك، ولا أحد سيساعدك. وهذا ما يجعل الأمر شديد الصعوبة. أنت مضطر لتفعيل كل علاقاتك، ومعارفك، وتدبّر أمورك بنفسك. أن تعتمد على نفسك وحدك في ظرف كهذا… هو الجزء الأصعب في التجربة."
سهير، ما هو أول شيء قمتِ به عندما عدتِ إلى المنزل؟
"أول شيء فعلته عندما وصلت إلى البيت أنني تنفّست الصعداء. شعرت أنني أتنفّس مجددًا، وشعرت بالأمان. في اللحظة التي نزلت فيها من الطائرة، اختلط شعور الأمان بشيء من الخوف، لكن في الوقت نفسه كنت سعيدة جدًا، خاصة عندما رأيت ابني الذي جاء لاستقبالي في المطار. كانت لحظة مليئة بالفرح، شعرت وكأنني أعيش في مشهد من فيلم. نحمد الله أننا عدنا بسلام، وأتمنى من قلبي أن يتمكن كل من هو عالق في الخارج أن يعود إلى بلاده وأهله بأمان.
من هنا وهناك
-
جمعية ‘السلامة المجتمعية‘ تستضيف مدير عام السلطة الوطنية للأمان على الطرق ووفدًا من وزارة المواصلات في شقيب السلام
-
سموتريتش يثير الجدل بعد نشر علم سيشل بدلًا من راية الدروز
-
اليوم الدراسي في المدارس الابتدائية على وشك أن يتغيّر: وزارة التعليم تُطلق برنامجًا جديدًا
-
لحظات صادمة في ‘الكنيون‘.. رضيع يبلغ من العمر شهرا يسقط من يدي والدته على السلالم المتحركة
-
نور عودة غرابة تتحدث عن العلاج النفسي العاطفي بالفنون واللعب
-
مدقق الحسابات والمحاضر القانوني المختص عصمت وتد يتحدث عن المصالح الصغيرة
-
عزيز بسيوني يتحدث عن انخراط الطلاب في سوق العمل خلال العطلة الصيفية
-
المحاضر في العلوم السياسية الدكتور سليم ابريق يتحدث عن أحداث السويداء
-
الناشط السياسي حسين العبرة ستحدث عن الشؤون السياسية
-
مصاب بحالة خطيرة وغير مستقرة بحادث عنف في رهط
أرسل خبرا