قوات الدعم السريع تسعى للحصول على الشرعية الدبلوماسية والأسلحة من خلال حكومة موازية
(رويترز) - قالت مصادر شبه عسكرية وسياسيون داعمون للحكومة الموازية التي تعمل قوات الدعم السريع على تشكيلها في السودان، لرويترز، إن هذه الحكومة تهدف إلى انتزاع الشرعية الدبلوماسية من منافستها
نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية عبد الرحيم دقلو وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال عبد العزيز الحلو خلال اجتماع، للتوقيع على ميثاق سياسي ينص على تشكيل حكومة في الأراضي التي تسيطر القوات عليها، في نيروبي بكينيا يوم 18 فبراير شباط 2025 - (Photo by SIMON MAINA/AFP via Getty Images)
التي يقودها الجيش فضلا عن تسهيل الحصول على أسلحة متطورة.
وقد يؤدي هذا التحرك إلى إطالة أمد الحرب المدمرة، التي فقدت فيها قوات الدعم السريع شبه العسكرية السيطرة على أراض خلال الفترة الماضية، وإلى التقسيم الفعلي لثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة.
وحافظت الحكومة، التي يقودها الجيش، على اعتراف دولي كبير منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان 2023 رغم اضطرارها للانتقال إلى بورتسودان على البحر الأحمر بسبب القتال.
لكن في محاولة لتحدى هذا الوضع، وقعت قوات الدعم السريع يوم السبت ميثاقا سياسيا في كينيا مع أحزاب سياسية وفصائل مسلحة. وقال الموقعون على الميثاق إن "حكومة السلام والوحدة" ستتشكل في غضون أسابيع من داخل السودان.
وقال سياسيون ومسؤولون من قوات الدعم السريع شاركوا في المحادثات، التي جرت في العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي، إن حكومتهم ستنتزع الشرعية من جيش قالوا إنه لجأ إلى أساليب مثيرة للانقسام، مثل شن غارات جوية وعرقلة توصيل المساعدات ورفض محادثات السلام.
وقال الهادي إدريس قائد فصيل مسلح يدعم الحكومة الموازية لرويترز "نحن لسنا حكومة موازية أو حكومة منفى، نحن الحكومة الشرعية".
وذكر السياسي إبراهيم الميرغني، أحد المؤيدين للحكومة المزمعة، أن هذه الحكومة ستلجأ إلى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات لمنع انخراط الجيش. وقال "الحكومة الجديدة ستطالب بمقعد السودان في الأمم المتحدة وفي كل المنظمات الدولية وسنطالب باستلام كل سفارات السودان في الخارج".
وأضاف "إذا أمنت بلدك وتوقف نزيف الدم والنزوح واللجوء والإرهاب ووقفت الجماعات الإرهابية سوف تعترف بك دول الجوار".
الدعم العسكري
تحظى الحكومة في بورتسودان بدعم من دول خارجية، مثل مصر، كما تحتفظ بعضوية البلاد في هيئات دولية رغم تعليق الاتحاد الأفريقي لعضويتها منذ أن قاد الجيش وقوات الدعم السريع انقلابا مشتركا في عام 2021.
وقال يوناس هورنر، وهو باحث زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الدول الأجنبية تنظر إلى الحكومة الموازية باعتبارها محاولة من قوات الدعم السريع للسيطرة على تدفق المساعدات الإنسانية، والوصول إلى أسواق الأسلحة، واكتساب قوة في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وتدفق الدعم العسكري على قوات الدعم السريع بمعدات تضمنت طائرات مسيرة ودفاعات جوية، مع حصول الجانبين على أسلحة أكثر تقدما من الخارج. ويتهم الجيش الإمارات بإرسال أسلحة إلى قوات الدعم السريع، وهو اتهام قال خبراء من الأمم المتحدة ومشرعون أمريكيون إن له مصداقيته، لكن الدولة الخليجية تنفيه.
وقال إدريس إن الفصائل المسلحة لا تزوَد بأسلحة متطورة على عكس الحكومات. وأضاف أن الأولوية بالنسبة لهم هي السلام لكن يتعين على "الحكومة" الدفاع عن مواطنيها ومن حقها الحصول على طائرات وأنظمة دفاع.
وردا على طلب للتعليق، نفت قوات الدعم السريع أن يكون سبب رغبتها في تشكيل حكومة هو استيراد أسلحة، لكنها قالت إنها ستتمتع بسلطة القيام بذلك دفاعا عن شعبها.
وندد الجيش، الذي ينفي عرقلة المساعدات أو استهداف المدنيين، بهذا التحرك ووصفه بأنه محاولة من قوات الدعم السريع لتوسيع دائرة الحرب في الوقت الذي تخسر فيه أمامه.
وعبر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه وشدد على "وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه"، كما قالت الولايات المتحدة إن ذلك "لا يساعد قضية السلام والأمن في السودان".
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادة من الجيش وقوات الدعم السريع على خلفية الحرب التي أدت إلى موجات من القتل على أساس عرقي وشردت أكثر من 12 مليون شخص وتسببت في تفشي الجوع والأمراض في البلاد.
السودان الجديد
نجح الجيش، الذي كان يواجه صعوبات من الناحية العسكرية في السابق، في طرد قوات الدعم السريع من مناطق كثيرة من العاصمة ووسط السودان في الشهور القليلة الماضية. وتحتفظ قوات الدعم السريع بالسيطرة على معظم منطقة دارفور وتخوض معارك مع الجيش للسيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولاية غرب كردفان فيما تسيطر قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على مناطق في ولاية جنوب كردفان. والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال يقودها عبد العزيز الحلو، وهي أكبر جماعة مسلحة تتحالف مع قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وشكل هذا التحالف مفاجأة للمراقبين.
لكن هدف الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، المتمثل في إقامة دولة علمانية تعددية، منصوص عيه بشكل أساسي في الميثاق الذي يتحدث عن "سودان جديد" اتحادي.
وقال زعماء الحركة لرويترز إن التحالف هو طريق للسلام بعد هجمات قبلية استمرت عقودا، ويسمح لهم بمواجهة خصوم أيديولوجيين في الجيش حيث يتمتع الإسلاميون بنفوذ منذ فترة طويلة.
وأضافوا، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن التحالف سيتيح إمكانية الوصول إلى الأموال والمساعدات الضرورية وإعادة التزود بالأسلحة.
من هنا وهناك
-
الامارات: ‘كيوليس ام اتش آي‘ تطلق برنامجا تدريبيا مبتكرا للتوطين في قطاع السكك الحديدية
-
إغلاق طوارئ تلقائي في محطة طاقة نووية بسويسرا
-
أمريكا تقول إن طالبا بجامعة كولومبيا أخفى عمله في وكالة الأونروا
-
اليابان والصين وكوريا الجنوبية تتفق على تعزيز السلم والتعاون
-
أوكرانيا: إسقاط 57 من أصل 99 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا ليلا
-
ألمانيا تندد بالمستوطنات الجديدة في الضفة الغربية
-
لأول مرة منذ 22 عاماً : الحرم المكي من دون رافعات بعد اكتمال التوسعة
-
انطلاق محادثات أمريكية روسية في السعودية تتطلع لوقف لإطلاق النار بالبحر الأسود
-
مسؤول أوكراني: غارة جوية روسية على منطقة كييف تصيب شخصا وتلحق أضرارا بمنازل
-
حزب معارض في تركيا يجري تصويتا لدعم ترشح أكرم إمام أوغلو للرئاسة
أرسل خبرا