في مختلف المجالات. يضم المجتمع مئات الشباب والشابات من أصحاب التخصصات الأكاديمية المتنوعة، ويوفر منصة لتعزيز العلاقات المهنية، تبادل المعرفة، والتعاون في مشاريع ريادية. فما هو سر نجاح "هارموني"، وكيف يسهم في تغيير واقع الشباب العربي المهني والاجتماعي؟

للإجابة على هذه التساؤلات استضافت قناة هلا، منيا مصالحة طالبة دكتوراة في علوم الدماغ الاجتماعية ومتطوعة وعضو فعال في مجتمع هارموني في كفرقرع ، وباسل مراد من كفر مندا محام في مجال الاستثمارات والتكنولوجيا ومؤسس شريك في مجتمع هارموني .

"بناء علاقات"

وقال باسل مراد في حديثه لموقع بانيت وقناة هلا حول مجتمع "هارموني": "أسستُ مجتمع "هارموني" انطلاقًا من واقع يعيشه مجتمعنا العربي، حيث يواجه العديد من الأشخاص تحديات صعبة تدفعهم إلى مغادرة البلاد في ظل هذه الظروف، وهذا ما دفعني إلى تأسيس مجتمع "هارموني". عندما انتقلتُ للعمل في تل أبيب ضمن مكاتب محاماة كبيرة، لاحظتُ أن الغالبية العظمى من العاملين هناك ليسوا من العرب، مما خلق فجوة بين المحامين العرب في هذه البيئة. لم يكن هناك تواصل مهني كافٍ بيننا، ولم يكن من السهل بناء علاقات مهنية تجمعنا. ومن هنا، أدركنا الحاجة إلى إنشاء منصة تربط بين العرب، وتساعدهم على تعزيز علاقاتهم المهنية والاجتماعية، مما يسهم في توسيع نطاق الفرص والثروة الاجتماعية للأفراد داخل مجتمع (هارموني)". 

ومضى قائلاً: "الأشخاص الذين يشبهوننا من ناحية علمية وأكاديمية وفي سوق العمل غالبًا ما يكونون متباعدين ولا يتواصلون مع بعضهم البعض. في المقابل، الصورة التي تبرز عن الشباب في شبكات الإعلام والمجتمع غالبًا ما تتمحور حول الجرائم والأشخاص الذين لا يمثلوننا حقًا. لذلك، من أجل التقريب بين الأشخاص الحاصلين على شهادات جامعية والذين يعملون في مجالات مهنية مختلفة، نحتاج إلى جمعهم في بيئة واحدة، وهذا هو جوهر ما نقوم به في مجتمع "هارموني". نحن نوفر مساحة تجمع الأشخاص المؤهلين أكاديميًا ومهنيًا، مما يساعدهم على بناء علاقات قوية والاستفادة من بعضهم البعض".

وأشار باسل مراد الى "أنه في مجتمع "هارموني"، نستهدف الفئة العمرية بين 29 و30 عامًا، ونعمل على وضعهم في بيئة مشتركة حيث يمكنهم تطوير علاقاتهم المهنية والشخصية. اليوم، يضم مجتمعنا أكثر من 320 شخصًا يحملون شهادات جامعية عليا، من بينهم دكاترة، محامون، مبادرون اجتماعيون، ومتخصصون في التكنولوجيا لديهم شركات ناشئة. يجمعهم نهج مشترك ورؤية واحدة، ويعملون معًا على تعزيز التعاون والتطوير داخل المجتمع العربي."

"بناء فضاء يتيح لنا التواصل والدعم المتبادل"

من جانبها، قالت منيا مصالحة، طالبة دكتوراه في علوم الدماغ الاجتماعية، ومتطوعة وعضو فعال في مجتمع "هارموني" في كفر قرع : "من المهم جدًا أن نؤكد على قيمة الثروة الاجتماعية، فالمعرفة تُعدّ أحد أركانها الأساسية، والمعرفة قوة. اليوم، لم تعد المعرفة تُقاس فقط بالمعلومات التي يكتسبها الفرد من خلال تعليمه أو عمله أو تجاربه الحياتية، بل أصبحت شبكة العلاقات المهنية والاجتماعية تلعب دورًا أساسيًا في تطوير الإنسان". وتابعت قائة: "الثروة الاجتماعية لا تقتصر على المعرفة فقط، بل تساهم أيضًا في تعزيز الحصانة النفسية داخل بيئة العمل. كوننا أقلية عربية في الدولة، فإننا نندمج في مختلف المجالات المهنية، ولكن في كثير من الأحيان نشعر بالعزلة الاجتماعية والمهنية. لذلك، نحاول في مجتمع "هارموني" بناء فضاء يتيح لنا التواصل والدعم المتبادل، فبمجرد جمع أفراد متميزين في مكان واحد يخلق فرصًا للتعاون والعمل المشترك، وهو ما نحرص عليه في مجتمع "هارموني". نحن إطار يضم مهنيين بارزين يبحثون عن أشخاص يشبهونهم فكريًا ومهنيًا، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون في مشاريع ونشاطات مشتركة."

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ