بروفيسور اسعد غانم بعد طي صفحة بشار الأسد : ‘أرجو أن تكون هذه البداية لبناء سوريا ديمقراطية وأن تصر سوريا على استعادة حقها بالجولان‘
استيقظ السوريون أمس الاحد على فجر عهد جديد في تاريخ بلادهم، مع اعلان فصائل المعارضة المسلحة في بيان عبر التلفزيون الرسمي السوري،
بروفيسور اسعد غانم يتحدث عن الاحداث في سوريا
الاطاحة بالرئيس بشار الأسد وتحرير دمشق، منهية حكم أسرته للبلاد بقبضة من حديد دام نحو 50 عاما بعد حرب أهلية استمرت ما يربو على 13 عاما في لحظة مزلزلة للشرق الأوسط.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات من مختلف المحافظات السورية، توثق خروج سوريين إلى الشوارع، للاحتفال بدخول فصائل المعارضة المسلحة دمشق، مع تداول أنباء عن مغادرة بشار الأسد. وأطلق مقاتلو المعارضة أعيرة نارية في الهواء للاحتفال، ومزق شبان صورا للرئيس السوري بشار الاسد، بالاضافة الى تداول فيديو ظهر فيه جمع من السوريين يسقطون تمثالاً لرئيس النظام الراحل حافظ الأسد قبل أن يقوموا بتحطيمه والدوس عليه وضربه بالعصي، وفق ما أظهر الفيديو المتداول.
من جانبه، وصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس الأحد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "يوم تاريخي جاء بعد ضربات وجهتها إسرائيل لإيران وحزب الله في لبنان". وخلال زيارة لمنطقة قرب الحدود مع سوريا، قال نتنياهو، إنه أمر القوات الإسرائيلية بالسيطرة على المناطق العازلة لضمان أمن إسرائيل. وقال "لن نسمح لأي قوة معادية بترسيخ نفسها على حدودنا".
من جانب اخر، قال رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي إنه مستعد لدعم استمرار تصريف شؤون الدولة وللتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري. وأشار الجلالي إلى أن تواصلا جرى مع أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام لبحث إدارة الفترة الانتقالية الراهنة، وهو ما يمثل تطورا ملحوظا في الجهود الرامية إلى تشكيل المستقبل السياسي لسوريا.
قناة هلا تحدّثت مع بروفيسور اسعد غانم المحاضر في العلوم السياسة بجامعة حيفا حول تطورات الاحداث في سوريا وما يجري على الحدود الاسرائيلية السورية.
" سقوط نظام الأسد يعبر عن ضعف النظام"
يقول البروفيسور اسعد غانم في حديثه لقناة هلا: "سقوط نظام الأسد يعبر عن ضعف النظام الذي ينبع أساسًا من الأساليب الوحشية التي اعتمدها على مدار خمسين عامًا، بتعامله مع أهل سوريا. هذا التغيير لم يكن مفاجئًا بل هو امتداد للثورة التي انطلقت عام 2011، وهو دليل على أنه مهما طال حكم الظالمين والقامعين لشعوبهم، فإن التغيير لا بد أن يحدث في نهاية المطاف". ومضى قائلاً: "منذ بداية الربيع العربي، كنت من مؤيدي التغيير في العالم العربي، وأؤمن أن هذه الثورات ستستمر لسنوات. الثورة الفرنسية استغرقت خمسين عامًا، واليوم يعود الربيع العربي من جديد ليظهر قدرة أهل سوريا على تغيير نظامهم وإحداث نقلة نوعية في طريقة تعامل المواطنين مع بعضهم البعض. مثال الثوار في المدن المحررة يعكس هذا التغيير، حيث أبقوا على الحكام المحليين فقط قاموا بجمع السلاح، واستمروا بذلك حتى وصلوا للعاصمة وتركوا رئيس الوزراء يحكم ويدير الأمور وهو طبعا رئيس وزراء تابع لبشار الأسد، ولكن اهم شيء هو الإبقاء على النظام العام قدر الإمكان واستمرار الخدمات للمواطنين لان الهدف الرئيسي للثورة هو التغيير للافضل وآمل ان يكون هذا التطور التاريخي غير المسبوق في سوريا والعالم العربي ناجحا، لان التجارب الأخرى بالربيع العربي أُفشلت بسبب تدخلات خارجية، وربما مصالح داخلية، لهذا أتمنى ان يكون هذا المثال ناجحاً من اجل احداث تغيير كما يستحق السوريون كما يجب ان يكون أمام كل الشعوب العربية وأتمنى ان تكون بداية موفقة تنتقل لشعوب العالم العربي".
واضاف: "طبعًا، الامتحان يقع على عاتق أهل سوريا والثوار، والثوار هم كثر. يحاول البعض الزعم بأن الثوار ينتمون فقط إلى الفئات الإسلامية، وهذا غير صحيح، فهناك أكراد ودروز وقوى سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى قوى داخل المدن السورية، بما في ذلك دمشق، وهي قوى أهلية تسعى للتغيير وقد دفعت أثمانًا غير مسبوقة".
"يجب على سوريا أن ترفض الاستهتار الإسرائيلي الذي يسعى إلى زرع الفوضى من خلال ادخال قوات الجيش"
وأردف بروفيسور غانم : "رأيت في موقع بانيت تقريرًا عن أيمن زيدان وكيف اعترف بخطأ الانطواء تحت النظام. هذا القائد، رغم كونه ممثلاً، يعبر عن إرادة حقيقية. قال نادمًا إنه يجب أن نخرج من القوقعة والسجن الذاتي، وأن نعبر بوضوح عن أننا في بداية مرحلة جديدة. وأكد على أهمية تجنب الانتقام أو القتل، داعيًا إلى التعامل الإنساني مع أهالي سوريا.
الأمثلة الحالية من تعامل الثوار مع الأوضاع تبدو جيدة، وإن لم تصل إلى درجة الامتياز. أتمنى أن تكون هذه بداية الطريق نحو بناء سوريا ديمقراطية وإنسانية، تتعامل مع جوارها اللبناني والأردني والعراقي والتركي بسلام، وتصرّ على حقها في استعادة الجولان".
ومضى قائلا : "كما يجب على سوريا أن ترفض الاستهتار الإسرائيلي الذي يسعى إلى زرع الفوضى من خلال ادخال قوات الجيش، إذ إن مصلحة إسرائيل تكمن في استمرار حكم الأسد، وهذا ما رأيناه على مدار العشرين سنة الأخيرة.
أتمنى أن يتم التعامل بجدية وحزم لتحقيق مطلب سوريا التاريخي باستعادة الجولان، إلى جانب العمل نحو سلام عادل مع الفلسطينيين. هذه الرؤية تمثل أملًا لبداية الطريق لنا كفلسطينيين، وللشعب السوري، ولكل شعوب المنطقة".
"على مدى العشرين سنة الأخيرة سمعت شهادات من أصدقاء هربوا من سوريا، بينهم ممثلون وصحفيون وكتاب وأكاديميون"
واردف قائلاً: " عندما رأيت أطفالًا يخرجون من السجون السورية، وربما ولدوا فيها، تذكرت كل الأحاديث الواردة في الروايات عن بطش وظلم النظام. على مدى العشرين سنة الأخيرة، سمعت شهادات من أصدقاء هربوا من سوريا، بينهم ممثلون وصحفيون وكتاب وأكاديميون، وكلهم هربوا لأن هذا النظام لم يترك أي مجال لأي عملية تغيير سوى بالطريقة التي تم اعتمادها حاليًا. لذلك، آمل أن يكون هذا الاجتياح العسكري مؤقتًا، وأن يفتح الباب لبناء سوريا ديمقراطية، إنسانية، ودولة يُحتذى بها في العالم العربي. كما أتمنى أن تكون هذه التجربة بوابة خير لنا كفلسطينيين، لتحقيق تغيير يجعلنا نعيش في واقع أكثر ديمقراطية وإنسانية. وأن ينتهي الظلم، كما انتهى في سوريا، لنبدأ عهدًا جديدًا قائمًا على السلم الأهلي بين جميع المواطنين والفئات. ويتحقق فعليًا بناء دولة تخدم مواطنيها، وليست دولة قائمة على التفوق الفئوي. وأعني، في الحالة السورية، أنه على مدى سنوات تم قمع كل تحرك من قبل الأكثرية بواسطة ميليشيات إيرانية ومن العراق وحزب الله وبعض القوى العلوية في سوريا. لقد حان الوقت لتعيش سوريا حرة ومستقلة، وأن يقام فيها نظام من قبل اهل سوريا".
"لدي مخاوف كحال الجميع من أن يتحول هذا الإعصار الثوري إلى إعصار مدمر إذا لم تتفق الفصائل السورية على بناء نظام ديمقراطي"
وردا على سؤال حول تصريحات نتنياهو على الحدود السورية، قال بروفيسور أسعد غانم : "هناك الكثير من المغالطات في تصريحات نتنياهو. الثوار قاموا بحملة اجتياح لسوريا بعد تحضير استمر لعشر سنوات، والآن كيفية إدارة الأمور داخل المدن السورية تثبت وجود ضابط قوي لكل هذه القوى التي تلقت تدريبات مكثفة على مدى عقد كامل بهدف الدخول إلى سوريا وتغيير نظام الحكم. هذه القوى هي بالأساس سورية، ولأهل سوريا، وأنا متأكد أن غالبية القوى الثورية الموجودة في شرق وشمال سوريا، والتي نسأل الله أن تصل إلى كل المدن السورية، هي قوى تدربت لسنوات طويلة، ومن الواضح أن هناك دولًا مثل تركيا قدمت لها الدعم، وفي المرحلة الحالية، يجب أن تنسحب كل القوى الخارجية، سواء كانت غربية أو من دول الجوار، لفتح المجال لعلاقات ثنائية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مما يساهم في بناء نظام ديمقراطي.
بالطبع، أي دعم اقتصادي أو بناء للمؤسسات المدنية من أي جهة سيكون مرحبًا به. ولكنني على يقين أن هذه الثورة تشكل بوابة لانطلاقة جديدة. ومع ذلك، لدي مخاوف، كحال الجميع، من أن يتحول هذا الإعصار الثوري إلى إعصار مدمر إذا لم تتفق الفصائل السورية وأهل سوريا على بناء نظام ديمقراطي. لهذا أتمنى أن ينتقل النظام السوري تدريجيًا إلى نظام مدني، فهذا التنوع في القوى القادمة من الشرق والغرب والجنوب والشمال، والتي التقت جميعها في دمشق، عاصمة المواطنين وسوريا الحديثة، يجب أن يكون أساسًا للتوافق على نظام ديمقراطي تعددي مدني. بذلك، يمكن أن تقدم سوريا مثالًا يُظهر أن العرب لا يفرطون في الديمقراطية، بل يتطلعون إليها".
وأضاف: "التجربة مع الدكتاتور بشار الأسد ووالده الذي سبقه كانت تجارب مقيتة. تصور شبابًا يركضون بعد سنوات من الاعتقال في السجون، لم ترهم أمهاتهم، وأطفالًا ولدوا في الزنازين. أكثر من ستة ملايين سوري هجّروا من وطنهم، وقتل حوالي 400 ألف شخص، بعضهم من قوى متطرفة، ولكن أيضًا الكثيرين على يد النظام من خلال قصف الطائرات وإلقاء البراميل المتفجرة على المتظاهرين السلميين عام 2011. النظام لم يستغل فترة الهدوء بعد الثورة لبناء توافق وطني، ورفض أي دعوة من قيادات الثورة للجلوس إلى طاولة الحوار والتخطيط للمستقبل. اليوم، نرى نتائج ذلك".
"أرجو أن تكون هذه بداية الطريق لبناء سوريا ديمقراطية، وأن تصر سوريا على استعادة حقها في الجولان"
واختتم قائلاً: " أتمنى أن يعتذر كل من دعم النظام أو زاره لدعمه، سواء كانوا من الداخل أو من العالم العربي، من الشعب السوري. كما أرجو أن تكون هذه بداية الطريق لبناء سوريا ديمقراطية، وأن تصر سوريا على استعادة حقها في الجولان، وألا تقبل الاستهتار الإسرائيلي الذي يسعى إلى زرع الفوضى بإدخال قواته، حيث إن مصلحة إسرائيل تكمن في استمرار حكم الأسد في سوريا".
(Photo by Emin Sansar/Anadolu via Getty Images)
من هنا وهناك
-
أهالي الطيبة يستيقظون على خبر هدم منزل في منطقة المسار الشمالي
-
(ممول) نلتزم بأرخص الاسعار في نهاية العام في محساني حشمال - ممول
-
الجيش الاسرائيلي: ‘هاجمنا أغلب مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا‘
-
رئيس بلدية شفاعمرو: ‘سنبقى مرافقين لأصحاب البيوت التي تضررت خلال الحرب حتى يتم ترميمها‘
-
‘أزهار تشرين‘ أمسية غنائية مميزة في بيت جن
-
حالة الطقس : إرتفاع طفيف على درجات الحرارة
-
المحامي أحمد مصالحة يتحدث عن محاكمة رئيس الحكومة نتنياهو
-
المربية غادة جمال من عرعرة تتحدث عن الاستعدادات لامتحانات نهاية الفصل الأول
-
البروفيسور محمد حجيرات وسعيد ياسين يتحدثان عن اخر التطورات السياسية والأمنية
-
شاب بحالة متوسطة اثر تعرضه للدهس في يافا
أرسل خبرا