أبو اسلام والتنمية البشرية - بقلم : محمد سليم أنقر من الطيبة
يعتدُّ ابو اسلام بنفسه كثيرًا، ويرى انه صاحب تجربة في الحياة وخبرة مميزة تؤهلانه لأن يكون مُوجِّهًا للأفراد ومؤثرًا فيهم. لذلك قرر عمل دورة في التنمية البشرية وصقل الذات. فأطلق حملة إعلانية عَنونها بشعارات واعدة براقة مثل
الصورة من كاتب القصة محمد سليم أنقر
" بعد الدورة ستصير شخصًا آخرَ " و " مع ابي إسلام ستتخلص من إحباطك" و " حان الوقت لان تفكر بصوره ايجابية ". بفضل شخصية ابي اسلام المعروفة واعلاناته الواعدة، انتسب للدورة عشرون شخصًا، وذلك بالرغم من السعر العالي للدورة.
قدَّم ابو اسلام نفسه في بداية اول لقاء، بانه خبير في التنمية البشرية وتطوير الذات وانه خريج احدى المؤسسات العريقة. ثم استعرض امام الحضور برنامج الدورة وأهدافها.
بدا أبو اسلام واثقا من نفسه، واستطاع ان يبث في الآخرين الايمان بجدوى الدورة. وفي اللقاء التالي، تحدث عن التفكير الإيجابي وكيفية فهم الآخرين وتحليل اقوالهم وأفعالهم بصورة صحيحة. كان ابو اسلام متحدثًا بارعًا، ذرب اللسان طليق الكلام، لذلك استقطب اهتمام الحضور وأثار حماسهم. ولم يلاحظوا سطحية اقواله وافتقادها البُعد العلمي. بل ان عدد المنتسبين للدورة ازداد مع كل لقاء ولقاء، وازداد معه مقدار ما يدخل جيب ابي إسلام. استغل ابو اسلام كامل وقته، وافتتح دورات إضافية، وكثف من حملاته الدعائية. ولو صدف لك وقرأت إعلاناته، لحسبته المُخَلِص من إحباطات النفس وتخبطاتها، والمُصحح لسقم التفكير واعتلال الإرادة، ومنقذ العلاقات الزوجية والأسرية! مع ازدياد عدد الدورات، ارتفع عدد منتقدي ابي إسلام، والذين اتهموه بالافتقار للتأهيل العلمي واهدار وقت المنتسبين واموالهم. كان رد ابي اسلام بأن مؤهلاته تفوق خيال منتقديه، وانه حزين لوجود أناس مصابين بالتفكير السلبي وينزعون الى التحطيم والهدم. استمرت دورات ابي اسلام الى ان انتشر خبر انفلات أعصابه، واعتدائه جسديًا على أحد منتقديه، والذي شكاه للشرطة.
عندئذٍ انطفأ بريق مقولاته عن التفكير الإيجابي، والخيال البنَّاء، وهجر الناس دوراته.
من هنا وهناك
-
قراءة في كتاب ‘ فسيفِساء المعاني، دراسات في الشعرية المغربية الراهنة ‘ - بقلم : عبدالحق ميفراني
-
سلوك الناس في الأماكن العامة ثقافة - بقلم: د. غزال أبو ريا
-
ميسون أسدي تختار طريق الآلام وتحديت كل المعوقات في مجموعتها ‘من شكاوى المبدعين‘ - بقلم: نبيه القاسم
-
‘شهيدة التخلف ‘ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘أبو إسلام يحترف صنعة الدهان‘ - قصة قصيرة بقلم : محمد سليم انقر من الطيبة
-
الجيّد.. السيّء.. الأسوأ.. - بقلم : زياد شليوط من شفاعمرو
-
قراءة في ديوان ‘على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت‘: الجرأة والجمال - بقلم : د. أحمد رفيق عوض
-
زجل للزَّيتون - بقلم : أسماء طنوس من المكر
-
قراءة في الديوان الرابع عشر للشاعر سامر خير بعنوان ‘لا بُدّ للصّخر أن ينهَزِم‘
-
قصيدة ‘كُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَاب‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية من المغار
أرسل خبرا