هل كثرة حركة الطفل دلالة على الذكاء.. أم إشارة لانخفاضه؟
كثرت شكاوى الأمهات عن تفسير أسباب حركة الأطفال الزائدة داخل المنزل، وكذلك احتار المعلمون وهم يبحثون عن سبب حركة الطفل الزائدة بين جدران الفصل، وأخذ الفريقان يتساءلان:
صورة للتوضيح فقط - تصوير: fizkes-shutterstock
هل الحركة الكثيرة لبعض الأطفال أو التلاميذ الصغار داخل الفصل الدراسي إشارة إلى ارتفاع معدل ذكائهم؛ حيث يقيدهم المنهج الدراسي الموجه لمتوسطي الذكاء! أم أنها علامة على انخفاض مستوى الذكاء لديهم ومحدودية قدراتهم في التعامل مع المواد الدراسية، أم هي الحركة التي تعني وجود مرض يستلزم العرض على الطبيب وكتابة طرق للعلاج!
وهناك فريق رابع يضم أمهات يشتكين من حركة أطفالهن الزائدة، وحينما تم تقييم هؤلاء الأطفال اتضح أن حركتهم لا تزال في الحدود الطبيعية، لكن تحّمل أسرهم لهم ضيقه. اللقاء والدكتورة علياء المحمدي أستاذة الطب النفسي وتعديل السلوك لشرح وتفسير العلاقة التي تفسر دلالة حركة الطفل الزائدة.
تحليل حركة الطفل الزائدة
تقوم حركة الطفل بتزويد الدماغ بالأوكسجين؛ حيث تزيد الحركة من معدل ضربات القلب؛ فيتدفق الأوكسجين للدماغ، ما يؤدي إلى المزيد من الوقود للإبداع والتعلم والتفكير عند الطفل.
الحركة عند الطفل تساعد على نمو وتكوين الخلايا العصبية ونمو الدماغ بشكل جيد؛ حيث إن النشاط البدني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمو الدماغ وزيادة كتلته، وتحسين المعالجة المعرفية.
كما تقوم الحركة بتنظيم عمل الدماغ وتحسن من الاستجابة الحسية؛ حيث إن عمل الدماغ يشمل معالجة المعلومات الواردة للدماغ ودمجها مع المعلومات المخزنة من التجارب السابقة.
كيفية التعامل مع النشاط الزائد للطفل
النشاط الزائد للطفل من عمر 3 سنوات وحتى 12 عاماً معروف باسم الشقاوة، وأحياناً يكون مجرد رسالة يقوم بها الطفل للفت انتباه والديه ما يزيد من الاهتمام والعناية به.
أثبتت الدراسات أن الطفل الشقي لديه ذكاء عالٍ جداً مقارنة بالطفل ذوي السلوك الطبيعي، وكلما ارتفعت نسبة الحركة لديه زادت معدلات الذكاء، لهذا ينصح باستغلال هذا الذكاء في شيء مفيد للطفل.
ويتم هذا الاستغلال بعدة طرق مثل: ممارسة رياضة، أو الانشغال بهواية محببة يفرغ فيها الطفل طاقته بشكل مناسب، وفي نفس الوقت الابتعاد عن إيقاع أي ضرر على نفسه أو للآخرين بأي رد فعل غير متوقع.
كيفية تحفيز الطفل كثير الحركة على التعلم:
على الأهل خلق جو للقراءة
وذلك لتشجيع الطفل كثير الحركة عليها، إن القراءة هي مفتاح النجاح في التعلم، حيث إن الأطفال الذين لا يقرأون يعانون من صعوبة في التعلم.
تحفز القراءة بمساعدة الأطفال على تكوين مفردات جديدة، إضافة إلى أنها تساعدهم على التواصل الجيد، كما ان القراءة تدعم تميز الأطفال في جميع المواد.
ويمكن مساعدة الطفل على التعرف إلى أهمية القراءة بخلق جو مناسب وتنويعة قصص ممتعة، كما يجب على الأهل القراءة لأطفالهم والسماح لهم بالقراءة بصوت عالٍ، والقيام بإنشاء وقت عائلي للقراءة لمدة معينة، والسماح للطفل باختيار القراءة بالمجالات التي يحبها.
السماح للطفل أن يختار ما يتعلمه
عندما يشعر الطفل كثير الحركة بالتحكم والسيطرة من أهله فإنه ينفر من التعليم، لهذا من المهم التحكم بتعليم الطفل، مع السماح له بالقيام بتجربته الخاصة في التعليم، والسماح له باختيار الأنشطة اللامنهجية الخاصة به.
تشجيع الطفل على التواصل المفتوح الصادق
يجب تشجيع الطفل كثير الحركة على التعبير عن رأيه، والقيام بخلق أجواء منفتحة ليشعر بالراحة لإبداء رأيه عما يعجبه أو ما يكرهه أو حتى بالتعبير عن مخاوفه؛ حيث إن شعور الطفل بأن رأيه غير مهم يدفعه إلى الانسحاب من التعليم.
تعليم الطفل كثير الحركة عن طريق الألعاب
يساعد استخدام اللعب عند التعليم لتنمية المهارات المعرفية، ويحفز الطفل كثير الحركة على التعلم والرغبة في تعلم المزيد.
نصائح للتعامل مع الطفل الذكي كثير الحركة
على الأهل تحديد بعض سلوكيات الطفل:التي باستطاعتهم تحملها، وترك الطفل ليمارسها كما يشاء، مع تبسيط التعليمات الأخرى الموجهة للطفل؛ حتى لا يشعر بصعوبة في فهمها، مع مكافأته عند اتباعها والالتزام بها.
تشجيع الطفل كثير الحركة على الرياضة: حيث تساعد التمارين على حرق الطاقة بشكل صحي، كما تعمل على زيادة التركيز لدى الطفل، والتقليل من الاكتئاب والقلق.
تنظيم نمط النوم: قد يكون النوم صعباً للطفل كثير الحركة؛ وهذا يؤدي إلى زيادة النشاط لدى الطفل، ولمساعدته على النوم يجب منعه من تناول الكافيين أو السكريات قبل موعد النوم بفترة، مع تقليل وقت مشاهدة التلفاز.
إنشاء روتين للطفل كثير الحركة: والالتزام به، مثل أوقات للطعام، وأوقات الواجبات المنزلية أو المدرسية، ووقت للعب والنوم.
البحث عن مساعدة من مختص: أو طلب المشورة من أخصائي في العلاقات الاجتماعية؛ لتقديم كافة المعلومات للتعامل مع الطفل كثير الحركة.
الفريق الثاني: الحركة الزائدة قد تدل على مرض ما
نعم فقد تشير الحركة الزائدة إلى انخفاض مستوى الذكاء عند بعض الأطفال؛ فنجدهم يعبرون عن محدودية قدراتهم في التعامل مع أمور الحياة اليومية والأعباء الدراسية بزيادة في حركتهم.. وربما شغبهم بهدف لفت الانتباه.
وقد ترتبط زيادة الحركة عند بعض الأطفال بزيادة معاناتهم من مرض ما؛ كنقص في السمع أو تأخر في النطق لأسباب كثيرة؛ أهمها تكرار التهابات الأذن الوسطى للطفل، مع عدم تلقي اهتمام مناسب من الأهل لمعالجته.
وهناك عوامل خارجية تزيد من حركة الطفل مثل: ضيق المنزل وعدم وجود أماكن مناسبة؛ ينفس الأطفال فيها عن نشاطهم الطبيعي، وربما يرجع ذلك إلى عدم وجود وسائل تسلية وألعاب مناسبة يفرغ الأطفال فيها طاقاتهم الطبيعية.
كما قد يعبر الأطفال عن إحساسهم بالكآبة وإحباطهم وعدم استقرارهم الأسري والعاطفي بالحركة الزائدة، أو عدم توافقهم الدراسي حينما يكون العبء الدراسي فوق طاقتهم.
الفريق الثالث: مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
وهو مرض يصيب نسبة ليست بالقليلة من الأطفال؛ حيث تشير الدراسات العربية و الأجنبية إلى أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يشكل أعلى نسبة تشخيصية للأطفال الذين يرتادون العيادة النفسية للأطفال.
وفي هذا الاضطراب نلاحظ كثرة حركة الطفل غير الطبيعية بشكل يؤثر سلباً على سلوكه وسلامته في المنزل وعلى أدائه الدراسي في المدرسة، ويلاحظ عليهم كذلك الممارسات الاندفاعية غير المتوقعة مثل: رمي الأشياء أو ضرب الأخوة أو اجتياز الطريق العام فجأة دون التفكير لما سيحدثه من خطر .
كما يلاحظ عليهم تشتت الانتباه وعدم التركيز، وعدم القدرة على إتمام الواجبات الدراسية، وإنجاز ما يطلب منهم من أعمال بدون انقطاع متكرر.
إن هذه الفئة من الأطفال بحاجة ماسة للتقييم الطبي والنفسي والاجتماعي المتكامل، وتزويد الأهل ببرامج سلوكية وتوجيهية للحركة الزائدة وتشتت الانتباه، وما قد يصاحبها من سلوك عدواني في بعض الأحيان.
كما أن عدداً كبيراً منهم بحاجة لبعض الأدوية والعقاقير لضبط حركتهم وتحسين تركيزهم، وبالتالي تحسين استيعابهم الدراسي ومهاراتهم الاجتماعية والشخصية.
علامات فرط الحركة وطرق التعامل مع الطفل
تتم ملاحظة فرط الحركة في أول سنة من عمر الطفل، حيث تظهر علامات مثل:
قلة التركيز وعدم الانتباه، ويكون الطفل مندفعاً في تصرفاته.
غير قادر على التحكم في انفعالاته، يرتبك بشدة وبسهولة.
يتحدث في أوقات غير مناسبة، متسرع وغير صبور.
يقاطع الآخرين بشكل مبالغ فيه، ويعاني من قلة الذكاء مع مرور الوقت بسبب عدم قدرته على فهم الأشياء من حوله.
معدل الاستيعاب لديه بطيء جداً، وقد يكون عدوانياً في بعض المواقف.
من هنا وهناك
-
ما هي الحيل السحرية التي تساعدك في التعامل مع طفلك العنيد؟
-
أجمل قصص الصداقة للأطفال من عمر 5 - 8 سنوات
-
طرق تنظيم نوم الطفل من عمر 7 سنوات حتى11 عاماً.. وهذه الفواكه تساعده
-
هل يعد ضيق الحوض عند الحامل من أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية؟
-
6 نصائح لتربية الأطفال في بيئة إيجابية... طبقيها وانتظري النتائج
-
فوائد القصص المصورة في تنمية خيال الأطفال
-
نصائح لاختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل
-
كيف تقينَ طفلك من التهابات الحلق المتكررة؟
-
أطعمة تجنبيها لابنك المراهق.. لحمايته من هشاشة العظام و4 طرق للعلاج
-
تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.. وأعراضه الغريبة
أرسل خبرا