الاضطرابات العاطفية عند الأطفال حسب المرحلة العمرية وطرق العلاج
قد تعتقد الأم أن طفلها الصغير لا يعرف سوى الطعام والشراب واللعب، ولا يصل تفكيرها أو يخطر ببالها أن الطفل قد يصاب باضطرابات عاطفية أي تقلبات المزاج والمرور بحالات عاطفية مختلفة،
صورة للتوضيح فقط - تصوير : Maria Symchych shutterstock
كنا نعتقد حتى وقت قريب أن الكبار فقط هم من يمرون بها بسبب ضغوط الحياة اليومية، وتراكم الهموم والمشاكل.
يصاب الأطفال مثلهم مثل الكبار تماماً بما يعرف بالاضطرابات العاطفية، وتظهر أعراضها عليهم وتؤثر على شخصيتهم وسلوكهم، وذلك منذ سن الطفولة المبكرة ومروراً بمرحلة الطفولة المتأخرة، وحتى مرحلة المراهقة، ولذلك فقد تحدثت الاختصاصية النفسية الدكتورة رضوى عثمان، حيث أشارت إلى الاضطرابات العاطفية عند الأطفال حسب المرحلة العمرية أي مرحلة ما قبل، وخلال مرحلة المدرسة وطرق العلاج ونصائح لتلافي الأسباب في الآتي:
تعريف الاضطراب العاطفي عند الطفل
دموع طفل
يعرف الاضطراب العاطفي عند الطفل بأنه عبارة عن ردة فعل عاطفية واستجابة بالمشاعر، وما يتبعها من سلوكيات بسبب ظروف محيطة غالباً تصيب الأطفال، ولكنها لا تكون في مكانها الصحيح غالباً، ولكنها للأسف تتميز بتقلبات في مزاج الطفل واضطرابات في تفكيره وتصرفاته بشكل واضح ومزعج وتنذر بمشاكل نفسية مستقبلية، وتحدث الاضطرابات العاطفية في كل المراحل العمرية وعلى عكس مما تعتقد الأمهات، ويكون سبب هذه الاضطرابات يرتبط بعوامل نفسية واجتماعية، وكذلك تلعب البيولوجيا العصبية عند الطفل دوراً كبيراً في حدوثها.
أسباب عامة للاضطرابات العاطفية عند الأطفال
تحدث الاضطرابات العاطفية عند الأطفال بسبب الخلل الهرموني، وحيث يحدث خلل يصيب النواقل العصبية بما فيها الدوبامين والسيروتونين والنور أدرينالين، وبالتالي يمكن القول بأن هذه الاضطرابات وليدة التكوين الداخلي للطفل، وأنها تحدث دون أن يكون هناك دور لعوامل خارجية محيطة به، والأمر نفسه ينطبق على مشاكل تصيب الجهاز العصبي المركزي عند الطفل، ولذلك فمن الضروري أن تعرف الأم إصابات الجهاز العصبي لدى الرضّع التي تنشأ في الرحم أو أثناء الولادة وارتباطها بحدوث التقلبات المزاجية عند الطفل فيما بعد.
يصاب الأطفال باضطراب عاطفي نتيجة للجو الأسري المفعم بالمشاكل الذي يعيشون فيه، وما يحدث حول الطفل من مشاجرات بين الوالدين، وكذلك تعرض الطفل للتنمر والتحرش والعيش في بيئة يكون طابعها الأول هو العنف.
تتسبب الصفات الشخصية والمؤثرات النفسية في حدوث الاضطراب العاطفي لدى الطفل مثل المكون العام أو البنائي لشخصية الطفل، وإصابة الطفل بالخجل المبالغ فيه والذي يصنف كحالة نفسية بحاجة للعلاج، وما ينتج عنها من عدم ثقة الطفل بنفسه.
يصاب الطفل باضطرابات عاطفية مختلفة بسبب سوء تربية الوالدين للطفل منذ صغره؛ مثل الإفراط في تدليله وكذلك الإفراط في توفير الحماية له، إضافة لسوء تربية تشمل الجوانب السلبية بحيث يعيش الطفل في جو من العقاب على أقل خطأ، وبالتالي فالطفل يتعرض لاضطرابات عاطفية يتبعها ردات فعل مختلفة ومزعجة نتيجة لعدم إتاحة الفرصة للطفل لكي يجرب ويتعلم ووضعه طيلة الوقت تحت مجهر العقاب وشعوره بأنه مهدد.
الاضطرابات العاطفية عند الطفل في عمر ما قبل المدرسة
توقعي أن يصاب طفلك باضطرابات عاطفية بأشكال مختلفة في عمر ما قبل المدرسة وذلك نتيجة لعدة أسباب وعوامل تعرض لها الطفل في السنوات الثلاثة الأولى من حياته مثل تعرضه لموقف سبب له الخوف، أو بسبب تعرضه لغياب الأم عنه لعدة ساعات مما يصيبه بما يعرف بعقدة الفقد، وكذلك تعرض الطفل لموقف محزن أو مسيء في أول حالة اتصال بينه وبين البيئة الخارجية مثل خروجه لزيارة الأقارب واللعب مع أطفالهم.
لاحظي أن طفلك في عمر ما قبل المدرسة يصاب بأشكال من الاضطرابات العاطفية مثل حدوث مشاكل في النطق لدى الطفل مثل التلعثم والتأتأة، وتحدث بسبب مشاعر الخوف والتهديد اللذين يتعرض لهما الطفل.
توقعي أن يصاب طفلك بحالة من التبول اللاإرادي في حال تعرضه لمشاعر القلق المبالغ فيه، وعدم قدرته على تكوين ردود فعل مناسبة.
لاحظي إصابة طفلك باضطرابات الأكل ونقص الشهية نتيجة لعوامل نفسية كثيرة يتعرض لها، وكذلك إصابة الطفل بحالة من حركات الوجه اللاإرادية حيث تلاحظ الأم مثلاً أن طفلها يرمش بعينيه باستمرار أو أن هناك اختلاجاً في وجنتيه أو حركات أخرى مثل العض على الشفاه حتى يدميها، وهذه الاضطرابات العاطفية تحدث بسبب تعرض الطفل لحادث مؤلم.
توقعي أن يصاب طفلك بنوع من الاضطراب العاطفي الذي يتخذ شكلاً غير طبيعي وهو اللامبالاة عند الطفل، وحيث يفتقد الطفل للمشاعر المناسبة للمواقف والانسحاب من الحياة الاجتماعية، ويتحول لشخص منطوٍ وخجول لدرجة لا توصف إضافة إلى أن اللامبالاة عند الطفل تعني أنه يفتقد التواصل مع أقرب إنسان لديه وهو الأم، ويفشل في بناء علاقة قوية بها.
الاضطرابات العاطفية عند الطفل في عمر المدرسة
المشاكل بين الأبوين
اكتشفي أن الطفل في سن المدرسة قد يصاب بعدة أشكال من الاضطرابات العاطفية، ومنها ما يعرف بـ" أجريسجا"، وهو أن يتحول الطفل إلى شخص عدواني ومتسلط ويظهر ذلك عند الأطفال في سن الثامنة، ويكون رداً منهم على تعرضهم للعنف من الآخرين، وبالتالي فإن تعرض الطفل للعنف يكون أحد أسباب عدوانية الأطفال التي تحتاج إلى علاج حيث يصبح الطفل ذاته عدوانياً ويتسبب بالأذى للأصدقاء والزملاء في المدرسة، وقد يفعل ذلك لكي يدافع عن رفاق يراهم ضعفاء من وجهة نظره، ويتحول الطفل إلى شخصية سيكوباتية تحتاج إلى مساعدة وعلاج من المحيطين به.
لاحظي أن طفلك قد يصاب بما يعرف باضطراب القلق، وهو يرتبط بحصول الطفل على درجات متدنية في المدرسة وتعرضه للسخرية من المعلمين فيصبح الطفل مصاباً بتدني احترامه لنفسه وحب العزلة، وكذلك العصاب والنقد المفرط للذات.
راقبي طفلك في عمر ما بين السادسة والسابعة، وسوف تلاحظين أنه يشكو من آلام غير مبررة، وليس لها أسباب صحية في البطن والرأس أي يشكو من المغص الدائم والصداع الدائم، ويحدث ذلك بسبب تعرض الطفل لشكل مبسط من أشكال الإصابة بالاكتئاب حيث إنه لا يصل إلى مستوى الاكتئاب عند المراهقين والذين يتصفون بمزاج اكتئابي شديد وخطر.
لاحظي أن طفلك في سن المدرسة المبكرة وقبل أن يدخل مرحلة المراهقة يصاب بشكل آخر من أشكال الاضطرابات العاطفية، وهو الاضطراب العصبي وتبدو أعراضه بإصابة الطفل بفرط الحركة والإثارة العاطفية الحادة وصعوبة التركيز وانشغال تفكير الطفل بمواضيع تافهة ليست ذات صلة بالواقع.
نصائح عامة لتجاوز الاضطرابات العاطفية عند الأطفال
أم تحتضن طفلتها
اهتمي بعلاج صعوبات التعلم التي تواجه طفلك في المدرسة ومساعدته على تجاوزها؛ لأنها أحد أسباب إصابته باضطرابات عاطفية تشمل العزلة والانطواء والبكاء غير المبرر.
تخلصي من المبالغة في كل شيء من حيث تعاملك مع طفلك مثل المبالغة في حمايته، والمبالغة في تدليل الطفل، ويجب عليك التعامل معه بوسطية لا تخلو من الحزم لأن المبالغة في كل أمر يخص تربية الطفل يؤدي لنتائج عكسية، فمثلاً المبالغة في انتقاد الطفل تؤدي لتكوين شخصية مهزوزة وفي الوقت نفسه فالمبالغة في مديحه تؤدي لشخصية مستهترة لا تتحمل المسئولية.
احرصي على الحصول على دورات وإرشادات مكثفة حول التثقيف النفسي لك وللأب لكي تستطيعا التعامل مع نفسية الطفل، وما قد يمر به من اضطرابات عاطفية منذ سن الطفولة المبكرة لكي يتخلص الطفل منها، وينشأ كشخصية نفسية قويمة وسليمة، ولذلك فالتثقيف النفسي الذي سوف تتلقينه كأم سوف يساهم كثيراً في أحد طرق تعديل سلوك الأطفال وعدم تحولها لسلوكيات واضطرابات ملازمة لهم مدى الحياة.
من هنا وهناك
-
أطعمة تجنبيها لابنك المراهق.. لحمايته من هشاشة العظام و4 طرق للعلاج
-
تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.. وأعراضه الغريبة
-
كيف يمكن للأمهات تعزيز بيئة مليئة بالمرح في المنزل؟
-
كيف تحافظين على أسنان طفلك اللبنية من عمر 6 أشهر حتى 3سنوات؟
-
عبارات إيجابية قوليها لطفلك في الصباح وبعد العودة من المدرسة وقبل النوم
-
من منطلق توسعة منطقة بوليفارد وورلد: ما أهمية تعريف طفلك بتراث البلدان؟
-
9 أخطاء تربوية تجنبيها حتى لا تواجهي ‘متلازمة الطفل المدلل‘
-
عدم الاتزان المفاجئ عند الأطفال.. أسبابه وطرق التعامل معه
-
9 أخطاء تقع فيها الأمهات تقلل من ذكاء الأطفال.. اعرفيها ولا تكرريها
-
أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الولادة المبكرة .. بالتفصيل
أرسل خبرا