طرق لحماية طفلك من لدغات البعوض.. والأمراض التي تسببها
قد يكون دفء الصيف أمراً جميلاً، لكن مشكلته الأولى هي أنه يجلب أسراباً من البعوض. ويمكن أن تسبب الحشرات المزعجة عدم الراحة، وربما تحمل مرضاً خطيراً،
صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_ShineTerra
خصوصاً بالنسبة للأطفال، واعلمي أن زراعة نباتات طاردة للبعوض، مثل الخزامى وعشب الليمون، في حديقتك لن يجعلك تتخلصين منه تماماً، ولحماية عائلتك، وأطفالك، تحديداً من ذوي البشرة الناعمة، يقترح عليكِ الأطباء والاختصاصيون ما يلي:
لن يفسد البعوض طعامك، أو يترك كدمات حمراء غاضبة على جلدك بعد تناول وجبة الدم، لكن هذه الطنانة الصغيرة قد تنقل أمراضاً خطيرة أيضاً، فالبعوض هو مغذيات "صامتة". يمكن لأجزاء الفم التي تخترق جلد الطفل بسرعة، وتتغذى على الدم من دون أن يشعر بها، أن تحظى بتغذية عالية الكفاءة، تم تأكيدها بدقة على مدى آلاف السنين.
أمراض خطيرة ينقلها البعوض
تصف المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها البعوض بأنه "الحيوان الأكثر فتكاً في العالم". إنه لقب ثقيل لحشرة تزن 2.5 ملليجرام فقط، تسبب أكثر من 700000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام. ويمكن للدغاتها الماصة للدماء أن تنقل ما لا يقل عن ستة أمراض مميتة، وهي:
الملاريا
الملاريا ضارة وواسعة الانتشار. تنقلها أنثى بعوضة الأنوفيلة، وهو المرض الذي يسبب أعراضاً مثل الحمى والصداع والقشعريرة، التي تبدأ بعد 10 إلى 15 يوماً من لدغها، بعض أنواع الملاريا تكون قاتلة. ويتم تشخيص أكثر من 247 مليون حالة إصابة بالملاريا كل عام.
ورغم أن لقاح الملاريا متوفر ومتعدد الجرعات، لكن طفيليات الملاريا يمكن أن تتكيف بسرعة ضد المركبات المضادة للملاريا عند الأطفال، ما يؤدي إلى سلالات من الطفيلي مقاومة للأدوية، كما يؤكد الأطباء.
فيروس غرب النيل
بعض الأشخاص، وتحديداً الأطفال، الذين يصابون بفيروس غرب النيل؛ عن طريق البعوض الحامل للمرض، تظهر عليهم أعراض مثل الحمى والصداع وتصلب الرقبة والرعشة والتشنجات وضعف العضلات، ولكن ما يصل إلى 80% من الأشخاص المصابين بالمرض لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق.
وغياب الأعراض لا يعني أن المرض ليس مميتاً. حيث تؤثر الأشكال الأكثر خطورة من المرض، بما في ذلك التهاب الدماغ النيلي الغربي أو التهاب السحايا، على واحد من كل 150 شخصاً يتم تشخيص إصابتهم بالمرض. يكون المرض الخطير أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بعد زراعة الأعضاء، أو الذين يعانون من حالات طبية معينة، أو الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً.
حمى الضنك
هذه العدوى الفيروسية متوطنة في 100 دولة، ويرتبط البعوض الحامل للمرض بـ390 مليون إصابة بحمى الضنك سنوياً. وعادة ما تسبب حمى الضنك مرضاً خفيفاً، وتركز العلاجات على تخفيف الأعراض. ومع ذلك، في الحالات الشديدة، يُشار إلى حمى الضنك أحياناً باسم "حمى كسر العظام"؛ لأنها يمكن أن تسبب صداعاً شديداً وآلاماً في العضلات والمفاصل عند الطفل وحمى شديدة والغثيان والإرهاق وآلاماً شديدة في البطن والقيء، وأحياناً الموت.
وعلى الرغم من أن بلدان آسيا والأمريكتين لديها أعلى معدلات الإصابة، إلا أن حمى الضنك تنتشر في مناطق جديدة، بما في ذلك أوروبا. ويُعرف بعوض الزاعجة المصرية، وهو النوع الذي يحمل حمى الضنك، باسم "صراصير البعوض"؛ لأن الحشرات تكيفت للعيش جنباً إلى جنب مع البشر وفي البيئات الحضرية.
زيكا
غالباً ما يكون هذا الفيروس بدون أعراض، ولكنه يمكن أن يسبب آلام العضلات والمفاصل والصداع والحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة. أولئك اللواتي تعضهن بعوضة مصابة أثناء الحمل معرضات لخطر الإجهاض والولادة المبكرة. وقد يولد الأطفال أيضاً بتشوهات خلقية مثل صغر الرأس (أصغر من حجم الرأس الطبيعي).
وعلى الرغم من أن البعوض الزاعج هو الناقل الرئيسي للفيروس، إلا أن زيكا يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال بين الزوجين، حيث يمكن لهذه الفيروسات أن تعيش في الأعضاء التناسلية لفترات طويلة من الزمن، وعادة من دون أي أعراض، وبما أن الناس لا يشتبهون في إصابتهم بالعدوى، فيمكنهم نقل الفيروس دون علم إلى شركائهم.
على الصعيد العالمي، تتراجع أعداد حالات الإصابة بفيروس زيكا، لكن تم تشخيص الفيروس في 89 دولة وإقليماً، لا توجد لقاحات أو علاجات متاحة.
الحمى الصفراء
تعد أنواع البعوض الزاعجة والمدمية هي الناقلات الرئيسية، ويمكن أن تؤدي لدغة أنثى مصابة إلى أعراض مثل الحمى والصداع عند الأطفال وآلام العضلات والغثيان. وقد أطلق على المرض هذا الاسم؛ لأن العدوى يمكن أن تسبب اليرقان، ما يجعل الجلد وبياض العين يتحول إلى اللون الأصفر. ومن الصعب تشخيص الحمى الصفراء، حيث يمكن الخلط بينها وبين أمراض أخرى مثل الملاريا وداء البريميات والتهاب الكبد الفيروسي. وغالباً ما تكون أعراض الحمى الصفراء خفيفة وتختفي خلال أيام قليلة؛ حيث يتوفر لقاح فعال وعلاجات داعمة.
الشيكونغونيا
ينتشر هذا المرض في 110 دول، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من مليوني حالة في جميع أنحاء العالم، والناقل الرئيسي لمرض الشيكونغونيا، المعروف باسم الزاعجة البيضاء أو بعوضة النمر الآسيوي، هو نوع عدواني للغاية، ورغم أن هناك العديد من اللقاحات قيد التطوير، لكن لا توجد حالياً لقاحات معتمدة أو أدوية مضادة للفيروسات لعلاج الفيروس.
كيف أضمن الوقاية لأطفالي من لدغة البعوض؟
يمكن استخدام التقنيات الجديدة؛ مثل التعديل الوراثي، ومحركات الجينات، ونسل البعوض المعقم، وحتى الليزر، جنباً إلى جنب مع تدابير التحكم الأخرى؛ للقضاء على الأنواع الناقلة الأكثر مسؤولية عن الأمراض التي ينقلها البعوض، لمنع آثار لدغاته بالتسبب بالأعراض السابقة، لكن هناك احترازات يمكنك اتباعها للقضاء على البعوض من جذوره، وهي:
اختاري طارد الحشرات الخاص بك بحكمة
ابحثي عن المنتجات التي تحتوي على مكون نشط مسجل لدى وكالة حماية البيئة (EPA)، مثل DEET أو picaridin أو زيت ليمون الأوكالبتوس.
وإذا كان المنتج الطارد لديك يحتوي على DEET، فاختاري واحداً يحتوي على ما يصل إلى 30% من DEET. التركيز العالي يمكن أن يسبب طفحاً جلدياً، ولا ينصح باستخدامه للأطفال الصغار.
حيث توفر المواد الطاردة للحشرات، التي تحتوي على البيكاريدين، حماية مماثلة لتلك التي توفرها مادة DEET. وتوفر المواد الطاردة التي تحتوي على 5% بيكاريدين الحماية لمدة تصل إلى أربع ساعات، بينما توفر المواد الطاردة التي تحتوي على 20% بيكاريدين الحماية لمدة تصل إلى 12 ساعة.
ولا يُنصح باستخدام المواد الطاردة المصنوعة من زيت الأوكالبتوس والليمون للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات. المنتجات بتركيز 8%-10% تحمي لمدة تصل إلى ساعتين، بينما المنتجات بتركيز 30%-40% تحمي لمدة تصل إلى ست ساعات.
والأهم من ذلك، قراءة الملصق واتباع التعليمات. فلا ترشي طارد الحشرات مباشرة على الوجه. يجب على الوالدين رش مادة طاردة على أيديهم، ثم تطبيقها على بشرة الطفل.
لا تخلطي منتجات واقي الشمس مع طارد البعوض
لا يُنصح باستخدام منتج يحتوي على طارد للحشرات الواقي الشمسي للأطفال. نظراً لأنه يجب إعادة تطبيق واقي الشمس كل ساعتين، فإن منتجاً مركباً قد يعرض طفلك لكمية كبيرة من طارد الحشرات. من الأفضل إبقاء المنتجين منفصلين. ضعي واقي الشمس أولاً، وطارد الحشرات ثانياً.
ألبسي أطفالك ملابس بأكمام طويلة
تجنبي استخدام طارد الحشرات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهرين، وغطيهم بملابس خفيفة ذات أكمام طويلة تغطي الذراعين والساقين. كما يمكن للناموسية أيضاً توفير حماية إضافية، وبما أن البعوض يحب أن يلدغ حول الرسغين والكاحلين، لذا من الحكمة تغطية تلك المناطق. ونعم، لا بأس في رش طارد الحشرات على ملابسهم، لكن ضعي في اعتبارك أن منتجات DEET يمكن أن تؤثر على القماش الذي يحتوي على مكون بلاستيكي (مثل الحرير الصناعي والألياف)، كما لا ينصح بوضع طارد الحشرات تحت الملابس.
يمكنك أيضاً استخدام البيرميثرين بتركيز 0.5% لمعالجة الملابس أو شراء الملابس المعالجة بالبيرميثرين. البيرميثرين هو مبيد حشري يقتل أو يطرد البعوض.
علاج لدغة البعوض
سواء عانى طفلك من رد فعل خفيف أو من احمرار وألم وتورم، اتبعي هذه النصائح التي تقضي على آثار لدغة البعوض:
اغسلي المنطقة بالماء والصابون.
ضعي كيساً من الثلج أو مكعباً من الثلج لمدة 30 ثانية.
استخدمي كريماً مضاداً للحكة أو مضاداً للهستامين متاحاً من دون وصفة طبية؛ لتخفيف الحكة عند الأطفال.
إذا أصابت لدغة البعوض طفلك بالعدوى (انتشر الاحمرار أو التورم الكبير بعد ثلاثة إلى أربعة أيام)، فتواصلي مع طبيبك.
من هنا وهناك
-
أطعمة تجنبيها لابنك المراهق.. لحمايته من هشاشة العظام و4 طرق للعلاج
-
تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.. وأعراضه الغريبة
-
كيف يمكن للأمهات تعزيز بيئة مليئة بالمرح في المنزل؟
-
كيف تحافظين على أسنان طفلك اللبنية من عمر 6 أشهر حتى 3سنوات؟
-
عبارات إيجابية قوليها لطفلك في الصباح وبعد العودة من المدرسة وقبل النوم
-
من منطلق توسعة منطقة بوليفارد وورلد: ما أهمية تعريف طفلك بتراث البلدان؟
-
9 أخطاء تربوية تجنبيها حتى لا تواجهي ‘متلازمة الطفل المدلل‘
-
عدم الاتزان المفاجئ عند الأطفال.. أسبابه وطرق التعامل معه
-
9 أخطاء تقع فيها الأمهات تقلل من ذكاء الأطفال.. اعرفيها ولا تكرريها
-
أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الولادة المبكرة .. بالتفصيل
أرسل خبرا