أضرار قلة النوم عند الرضع
يُعد النوم جزءاً مهماً للغاية للصحة العقلية والبدنية للطفل؛ فهو يسمح لعقله وجسمه بالنمو والتعافي؛ حيث تساعد الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء النوم على النمو
صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_LeManna
وبناء العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة لدى الرضيع. د. ريهام إسماعيل، أخصائية طب الأطفال، مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، تكشف عن أهم الآثار الضارة لعدم كفاية النوم عند الرضع.
هناك إجماع بين الخبراء الطبيين على أن النوم أمر بالغ الأهمية للرضع. فقلة النوم مرتبطة على المدى البعيد بعوامل خطر تتمثل في زيادة الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والإصابة بأمراض القلب، وانخفاض الأداء المعرفي، وتدني التحصيل الأكاديمي وضعف التنظيم العاطفي، وتدني مستوى جودة الحياة.
مشاكل مستقبلية
تتابع د. ريهام: "يختلف كل رضيع عن الآخر من حيث استيقاظه أثناء الليل، ولذلك يُنصح بتنظيم جدول نوم صحي، ومراقبة تفضيلات الرضيع؛ ليتمكن من النوم بشكل أفضل. وهناك مخاطر كثيرة لقلة النوم عند الأطفال الرضع، من بينها:
تقليل قدرة الطفل على التركيز والانتباه بشكل عام.
التأثير على المنطقة الأمامية للمخ المسؤولة عن الذاكرة.
تدمير جميع أجزاء الدماغ المسؤولة عن النمو العقلي والسلوك الانفعالي عند الرضيع في أسوأ الأحوال علماً بأن هذه التأثيرات ليست مباشرة وإنما تظهر تداعياتها على المدى الطويل.
تداعيات مستقبلية مثل كثرة النسيان، وضعف القدرة على الحفظ والاستيعاب والفهم.
تدني القدرة على الاستجابة السريعة بسبب نقص الخلايا المسؤولة عن الذاكرة في المخ.
معدل النوم الصحيح عند الرضيع
إن تأثير قلة النوم والسهر على عقول الرضع أكثر مقارنة بالبالغين؛ حيث تتجدد هذه الخلايا في الظلام، وقلة النوم يحرم هذه الخلايا المهمة من التجدد، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرضّع يقضون أكثر من نصف وقتهم في النوم خلال المرحلة الأولى من حياتهم؛ لأنها تمثل فترة هامة للنمو بالنسبة لهم. تستدرك د. ريهام: "تعد مشكلات الاستيقاظ والاستقرار شائعة إلى حد ما عند حديثي الولادة والأطفال دون سن 6 أشهر. وقد يحتاج رضيعك إلى المساعدة على العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل للرضاعة. فليس من غير المألوف أن يستيقظ الأطفال حديثي الولادة والرضع عدة مرات أثناء الليل قبل أن يبلغوا عامهم الأول. وإلى أن يبلغوا حوالي ثلاثة أشهر من العمر، وقد ينام الأطفال حديثو الولادة لمدة ساعة أو ساعتين فقط في المرة الواحدة.
ويحتاج الأطفال حديثو الولادة الصغار جداً الذين يرضعون من الثدي إلى الرضاعة كل 1-3 ساعات، إن لم يكن أكثر، ولذلك قد يستيقظون كثيراً للحصول على الحليب. وبعد الأشهر القليلة الأولى، قد لا يستيقظ الطفل بنفس الوتيرة السابقة من أجل الرضاعة. ويجب أن ينام الأطفال حديثو الولادة ما بين 14 و 17 ساعة كل يوم. وقد ينام بعض الأطفال حديثي الولادة ما بين 18-19 ساعة كل يوم. ويتكيف الأطفال حديثو الولادة مع الحياة خارج الرحم. وقد يحتاج الرضيع إلى ما يصل إلى 11 أسبوعاً لاكتساب نمط نوم واستيقاظ ملائم على مدار 24 ساعة. وعلى الرغم من ذلك، يستيقظ الأطفال عادةً بشكل متكرر أثناء الليل".
ما هي نتائج الحرمان من النوم لدى الرضيع؟
يمكن أن يؤدي حرمان الرضّع من النوم ليلاً إلى عدد من المشكلات، مثل الخلل المعرفي، وصعوبات في التعلم عند الأطفال، وزيادة الإصابة بنوبات الاكتئاب. ويمكن أن يسبب نقص النوم أيضاً مشكلات في إدارة الوزن، وفي النمو وزيادة في معدل الإصابة بالأمراض. وقد يكون التنفس المضطرب أثناء النوم، وخاصة انقطاع النفس الانسدادي النومي، أكثر شيوعاً بين الأطفال المعرضين للحرمان من النوم على المدى القصير، تستدرك د. ريهام: "سأدرج مجموعة أخرى من الأضرار، التي قد لا يلتفت إليها الكثير من الآباء والأمهات:
ضعف التعافي من المشاعر السلبية، الذي يرتبط بالحرمان من النوم عند الأطفال. قد يصبح مثل هذا الطفل سريع التهيج ويكافح من أجل تكوين روابط اجتماعية واكتساب مهارات التفاعل الاجتماعي الأساسية.
تأخر النمو المعرفي؛ حيث يمكن أن تؤدي نوعية النوم السيئة عند الأطفال حديثي الولادة إلى تعريض الذاكرة والقدرات اللغوية والوظيفية والتطور الإدراكي العام للخطر لدى أي طفل في مرحلة النمو".
تحديات الصحة النفسية مستقبلاً
يطور الأطفال الذين يعانون نقص النوم أيضاً تحديات فيما يتعلق بالصحة العقلية والسلوكية في وقت لاحق من الحياة. وتشتمل هذه التحديات على الميل للتصرف باندفاع والتوتر والاكتئاب والقلق والسلوكيات العدوانية والصعوبات المعرفية. إن الأطفال الذين يعانون من قلة النوم تكون لديهم مهارات معرفية متدنية مرتبطة بالقدرة على اتخاذ القرار وحل النزاعات والذاكرة والتعلم.
ويمكن أن يكون للحرمان من النوم عند الأطفال الرضّع تأثير سلبي على صحتهم البدنية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات. فالنوم غير الكافي في سن مبكرة يمكن أن يزيد أيضا من فرص الإصابة بالقلق أو الاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.
ويؤثر الحرمان من النوم أيضاً على الجهاز المناعي لطفلك الرضيع، مما يزيد من حساسيته للإصابة بالأمراض. وعلاوة على ذلك، يتسبب نقص النوم في عرقلة نمو الطفل والوصول إلى أقصى إمكاناته، ذلك لأن معظم هرمونات النمو يتم إنتاجها أثناء النوم.
من هنا وهناك
-
نصائح لاختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل
-
كيف تقينَ طفلك من التهابات الحلق المتكررة؟
-
أطعمة تجنبيها لابنك المراهق.. لحمايته من هشاشة العظام و4 طرق للعلاج
-
تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.. وأعراضه الغريبة
-
كيف يمكن للأمهات تعزيز بيئة مليئة بالمرح في المنزل؟
-
كيف تحافظين على أسنان طفلك اللبنية من عمر 6 أشهر حتى 3سنوات؟
-
عبارات إيجابية قوليها لطفلك في الصباح وبعد العودة من المدرسة وقبل النوم
-
من منطلق توسعة منطقة بوليفارد وورلد: ما أهمية تعريف طفلك بتراث البلدان؟
-
9 أخطاء تربوية تجنبيها حتى لا تواجهي ‘متلازمة الطفل المدلل‘
-
عدم الاتزان المفاجئ عند الأطفال.. أسبابه وطرق التعامل معه
أرسل خبرا