د. اسامة مصاروة يكتب : ملاحظات لا بدّ منها قبل الانتخابات في المجالس والبلديات العربية وما بعدها
1. كما قلت سابقًا، تدور الانتخابات على أساس عائلي وليس عقائدي فكري، اجتماعي، سياسي تربوي. على سبيل المثال وما يهمني أكثر ما يهمني المجال التربوي.
د. اسامة مصاروة - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت
كيف ينشأ الطفل/ة ثم الطالبُ/ة ثم البالغ/ة على نفس سلوكيًّات وانتماءات أبائه وأجداده الأمر الذي يذكرني بما كان يقوله كفار العرب وما زالوا يقولونه الآن بالرغم من كل ما يجري حولنا وخاصة لأبناء شعبنا الفلسطيني. كانوا يقولون "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه أباءنا أولوْ كانَ آباؤهم لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون ".
عندما سألت طالبًا لماذا يخلع بعض أشتال الورود على مدخل المدينة، أجاب زرعها الرئيس وهو ليس من عائلتنا. ترى أي رجل سوف يكون هذا الطالب عندما يكبر. وكثيرا ما كتبت عن حصص التربية في المدارس اسمها حصص تربية يتقاضى المعلم علية اجرها فماذا يقول وكيف يقضي هذه الحصص. فاقد الشيء لا يعطيه والمصيبة إن أعطى الله يعلم ماذا أعطى. لو أعطى ما خلع الطالب أشتال الورود؟ صح. والمصيبة الكبرى أو الطامة الكبرى كما يقال القرى أو المدن المختلطة طائفيًا والتي للأسف ارتكبت فيها جرائم قتل أرجو أن تنتهي وإذا لا تنتهي فمن المسؤول؟ جميعنا ضحايا الفتن.
2) أنا على يقين أنكم تعرفون من يساهم في إشعال الفتن والمنافسات غير الشريفة والتي تغذي مفاهيم العائلية والقبلية البغيضة. للعائلية والقبلية نواحٍ إيجابية ولكن ليست التي أرادها من يريد تشرذمنا وتقتيلنا. الطامة الكبرى هم من يدعون الثقافة وهي براء منهم. المثقف من كلمة ثقف أي فصل ويفصل ما بين الحق والباطل. هو السيف الفاصل بين الجهل والحكمة، بين الظلمة والنور. فهل يقوم أشباح المثقفين بهذا الدور. بصّوا حواليكم وقولوا لي. لا تخدعنّكم الكلمات الرنانة الزائفة وربما الوطنية المقنعة. إنني على الأقل أقول رأيي بصراحة وبلا وجل. أتعرفون لماذا؟ لأنني لا ابحث عن مصلحة شخصية لم ولن أبحث والموت أرحم لي من أن أطلب ما ليس لي به حق. لماذا لا تكون مصلح البلد أولا وأخيرا تصب في مصلحتي. قبل يومين اوقفني وغيري من عائلات مختلفة عند الحاجز وسأل عن هوياتنا، ترى هل قال لي انت اذهب لأنك من عائلة س وقال للآخر مذلا له قف هناك فأنت من عائلة ص. هل عندنا عائلة أجرام وعائلة عميلة مثلا أم أننا جميعا في مركب واحد. أقولها للتاريخ مدَعو الثقافة هم سبب واحد من أسباب أحقادنا العائلية والقبلية والمذهبية. السعي وراء المنصب يجعله يبيع الأقصى، ازعلوا ثوروا ويا الله قوموا على أسامة طول عمري زي ما كانت امي تقول لي حاطط نفسك ببوز المدفع.
3) في جميع البلدات العربيّة هناك طبقة لها المصلحة الأولى في إثارة النعرات والحزازات العائلية والقبلية ألا وهي طبقة المنتفعين. تفضلوا كذّبوني. مع احترامي لأي مرشح للرئاسة وهناك بالتأكيد من هم يستحقون منصب الرئاسة ولكن ولا حاجة لأن أقسم فالمنتفعون موجودون في كل جانب فالمصلحة الشخصية أولا وأخيرا هي التي تحركُّهم وتشكِّلهم وما حدا يقول لي مصلحة البلد لو مصلحة البلد كان كل واحد قعد في بيته. قد يقول من يقول ان هذا أمر طبيعي في كل مكان وبين الأحزاب للأسف صحيح إذ ليست المصلحة العليا هي المصلحة العامة. ثم هناك طبقة أخرى تعمل تحت هذه الطبقة الأولى والمستفيدة الأولى هم أناس لهم مصالح لو كانت على حق وكان النظام عادلا لما احتاجوا هذا أو ذاك من المفترسين حول هذا الرئيس أو ذاك. وفي النهاية وهم الأغلبية الساحقة هناك من حميّة الجاهلية تأخذهم. يسعدون لا لسبب اللهم الرئيس من عائلتهم. أناس مغيّبون لا أحد يعرفهم إلا ما قبل الانتخابات وفي يومها. وأنا أكتب هذه الكلمات تذكرت عجوزًا جاؤوا بها إلى الصندوق بحفاوة كبيرة وعندما انتخبت لم تجد من يعيدها إلى البيت فسمعتها تشكو وتلوم بل وتشتم.
4) رأيت مشاهد ذبح جمال وعجول وخرفان هنا وهناك وللأسف تكرّر هذا المشهد في سنوات عديدة سابقة وما زال ورأيت هذا أمس في إحدى قرى الشمال حيث شاركت في أمسية شعرية تقررت منذ شهرين واليوم الجمعة في الناصرة سأشارك في أمسية في قاعة سينمانا. يا إلهي كيف يمكن أن يكون هذا وهناك الآلاف من أبناء شعبنا أطفالا رجالا نساء شيوخا وبالآلاف يموتون جوعا إذ لا يلاقون كسرة خبز ناشفة أو حتى علف ماشية يتقاسمونها مع ماشيتهم التي نفقت هي أيضا ناهيك عن عدم توفر مياه الشرب لا الصالحة وحتى غير الصالحة. أعجب كيف لهم أن يأكلوا ويستمتعوا بلقمة ثم يُلقوا بآلاف الكيلوغرامات من اللحوم في صناديق الزبالة كيف يا ربي تفرحون؟ ثمّ أليس هم أحقّ منا بهذا اللحوم وقد نسوا شكلها قبل طعمها. أو توفير هذه الأموال لهم ونتحدث عن شعب واحد ودين واحد. يا للسخريّة القاتلة.
5) لو كانت معركة الانتخابات في مجتمعنا محليا وخارجيا سباقا من أجل رفعة البلد وتطويره وتقدمه وازدهاره لكان الأمر رائعًا وكان الرئيس أي رئيس يستحقّ أكثر ما يستحقَ وأهم ما يستحقَ صفحة ناصعة في سجلات التاريخ وذاكرة الأيام ويتربع الى الأبد على قلوب الناس. والأمر ينطبق على رئيس دولة أو مدينة أو قرية. لذلك طالبت ما أعود وأطالبه اليوم أيها الرئيس ارجع الى التاريخ وانظر عاقبة من كانوا أشدّ بأسا وقوة وإمكانيات وقد حكموا عقودا فكيف كانت نهايتهم وكيف سيتذكره التاريخ وأبناء شعبه. لذلك أين أنت منهم يا رئيس قرية أو مدينة مع ذلك يمكنك ترك ذكرى عطرة في سجلات التاريخ وأقولها التاريخ وليس هذا المنتفع أو المنافق أو المتسلّق بالعاميه المصلحجي. هل تستطيع أن تفعل ذلك وتجعل من لم ينتخبك يذكرك بالخير. هل تستطيع أعرف أن هناك من لا يريدون ذلك إذ أن موقفا كهذا يعارض مصالحهم. وأعرف أن أي رئيس يريد دخول سجال التاريخ الإيجابي سيدخل في معارك جانبية ومتاهات فمن دعمك اليوم لا أمان له في المستقبل فمصلحته تقضي أن يستمر معك أو يقف ضدك والتاريخ يعج بالتجارب والأحداث المضحكة والمبكية أسفا في نفس الوقت. في نظام المصلحة الشخصية صديق اليوم عدو الغد والعكس صحيح. انظروا. هل مصلحة البلد هنا أو هناك من الشمال إلى الجنوب هي ما قررت وحددت له موقفه مع أو ضد؟ يا ريت يا ريت. أيها الرئيس المنتخب في أي مكان نصيحتي لك مع انها صعبة التنفيذ وتحتاج الى فعل وليس إلى شعارات للإعلام. ادخل إلى قلوب الناس وأعرف أن هذا صعب لكن ليس مستحيلا. أردت أن تكون زعيما وهل الزعامة بالكلام فقط لا بل بالشجاعة والشجاعة أن تثق بنفسك وتؤمن أنك قادر على أن تسلك الطريق التي تؤمن بها على اعتبار أن طريقك هي الطريق المستقيم وليس طريق الضالين فهم معك اليوم طالما تلبي مطالبهم ومصالحهم وانا على مدى سنين عمري أقول الشجاعة أن تقول نعم متى يجب أن تقولها وتقول لا متى يجب أيضا أن تقولها. التاريخ يشهد أن تكون خبرا عابرا أو صرحا شاهقا.
من هنا وهناك
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
-
مقال: بين أروقة المدارس ( المخفي أعظم ) - بقلم : د. محمود علي
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - ستشرق الشمس
-
المحامي زكي كمال يكتب : الحروب الآنيّة بين الاعتبارات العسكريّة وهوس الكرامة القوميّة
التعقيبات