المحامي شادي الصح يكتب : العيون تتجه نحو القدس !
22-02-2024 09:39:26
اخر تحديث: 22-02-2024 12:12:00
مسرى رسول الله: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)،حادثة اهتزت لها أركان قريش، وكذبها كبراء مكة وسادتها، ووقف أبو بكر الصديق في وجههم قائلاً:
شادي الصح - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت
إن كان قال فقد صدق فإني لأصدقه.
مسرى رسول الله ومكان عروجه الى السموات العلا، أولى القبلتين وثالث الحرمين، الركعة بخمسمائة ركعة، مقر الأنبياء وما حوله مبارك. لذا،كانت عيوننا تتغذى بصريا برؤية القدس ،وسكنت فيها زهرة المدائن واستقرت، وكانت هناك العلاقة الوثيقة بين العربي والقدس علاقة وثيقة، وهي رمز لوجود الامة العربية والاسلامية.
أمانة عظمى:
حمل النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمانة ديمومة هذا الرباط والمحافظة عليه حتى يرث الله الأرض ومن عليها،وحمل المسلمون هذه الأمانة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.. وكان شرف فتح بيت المقدس لأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب،الذي تسلم مفاتيحه من بطريرك المسيحيين طواعية.
رمضان والقدس:
من ساحة باب العامود وداخل أسوارها وأسواقها القديمة المزينة .. تبتهج مدينة القدس استعدادًا لشهر رمضان الفضيل. لشهر رمضان في القدس شكل وأجواء تختلف في تفاصيلها عن الكثير من المناطق الأخرى،من زينة وفوانيس رمضانية تملأ أسواق وحارات البلدة القديمة أزقتها وشوارعها العتيقة ودرب آلامها،ورائحة الكعك والقطايف التي تفوح في المكان تملأ الأجواء،أصوات الآذان والتراويح التي تصدح في المسجد الأقصى المبارك وتصل الى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
هي أجواء خاصة تتفرد بها المدينة عن غيرها في شهر رمضان التي تعج بالوافدين والمصلين قبل تحري هلال رمضان ،شهر يشكل رافعة اقتصادية لتجار البلدة زينة وحلويات رمضانية في واجهة المحال داخل السوق، وأمل تاجر أن يكون العام عام خير بشهر الخير هو تمني دعاء وصلاة يصليها كل تاجر بأن يكون هذا الشهر شهر خير عليهم.
هي قضية القضايا:
فالقدس القضية الحساسة والمهمة جداً عند العرب والمسلمين، هي موطن لمئات الآلاف من الفلسطينيين المخنوقين اقتصاديا ، والمحرومين أبسط حقوق الإنسان.
يجب وضع النقاط على الحروف بأن عرب هذه البلاد بأغلبيتهم العظمى إن لم يكن كلهم التزموا الصمت وهذا ليس سبباً لمنع جمهور من نحو 2,5 مليون نسمة من القدوم إلى القدس في رمضان والصلاة فيه في المسجد الأقصى، فقرار المنع هو قرار مجحف بحق كل مسلم.
وفق معايير القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، التي تنظم حرية العبادة والوصول للأماكن المقدسة لأصحاب كل الديانات.
فقد سعى القانون الدولي لتنظيم حرية الوصول للأماكن المقدسة، نظراً لأهمية هذا الموضوع، الذي يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحرية الدينية، وحرية المعتقد، وحرية التعبد.
القرار بمنع العرب من تأدية الصلاة في المسجد الأقصى:
تعتبر الإجراءات والممارسات والقرارات التي صدرت مؤخراً وقرار وزير الأمن بمنع وتحديد إقامة الصلاة في المسجد الأقصى سابقة خطيرة تأتي في إطار العقوبات الجماعية والانتهاكات الصارخة لحرية العبادة، والعقيدة، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة ودور العبادة، وحق ممارسة الشعائر الدينية التي تكفلها كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية، فتلك الحريات كفلتها جميع المواثيق الدولية وحمتها فالعقاب الجماعي بمنع تأدية الصلاة في شهر رمضان المبارك هي تعدي سافر على قوانين ومواثيق دولية.
وتتعارض هذه السياسة مع أحكام القانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة،التي ترفض إجراء أي تغيير على الأراضي المحتلة،سواء كانت تغييرات جغرافية أو ديمغرافية،فقد أكدت قواعد القانون الدولي والقرارات الدولية التي صدرت بشأن القدس هذا الأمر.
عيوننا ترحل اليك كل يوم :
فعيوننا ترحل اليها كل يوم فيروز غنتها وهي تتألق "عيوننا إليك ترحل كل يوم"،نختلف مع فيروز هنا فالرحيل يعني عدم البقاء والإقامة فنقول لفيروز " عيوننا باقية كل يوم" فعذراً فيروز.
وتبقى القدس :
القدسُ حكاية حضارة تعاقبت عليها الشعوب فمنهم اليبوسيون والكنعانيون والايوبيون والعثمانيون والصليبيون والمماليك والفينيقيون والآراميون والعموريون والمؤابيون والآشوريون ، لا يشوهها قلم حبر مهما تعاقبت الأزمان فستبقى هي القدس، هي القدس.
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]
من هنا وهناك
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
-
مقال: بين أروقة المدارس ( المخفي أعظم ) - بقلم : د. محمود علي
أرسل خبرا