أنهى محققو مركز شرطة موريا في لواء القدس في الأيام الأخيرة، التحقيق في حوادث العنف التي وقعت في المؤسسات الطبية في المدينة، والتي تعرض من خلالها الطاقم الطبي، وحراس الأمن داخل المؤسسة لهجوم من قبل مجرمين عنيفين إختاروا عدم الاستجابة لتعليمات من أجل الحفاظ على الأمن والنظام في المكان والأشخاص الذين تتم معالجتهم في المكان، وبعد جمع الأدلة والبينات ضد (4) مشتبهين في حادثتين مختلفتين قدمت النيابة الجنائية في  القدس لوائح إتهام ضد المتورطين، إلى جانب تقديم طلب بإستمرار توقيف المشتبهين في المحكمة.

في يوم 24.1.24 تم تلقي بلاغاً في ساعات المساء حول حادثة عنف ضد طاقم الأمن العامل في مستشفى شعاري تسيديك في القدس، حيث تم إستدعاء افراد مركز شرطة موريا في مديرية تسيون إلى مكان الحادث، ومن ثم إلقاء القبض على ثلاثة مشتبهين متورطين في العشرينيات من العمر، من سكان حي سلوان شرقي القدس، حيث تمت احالتهم إلى التحقيق في مركز الشرطة، ومن ثم تمديد توقيفهم في المحكمة.

من خلال التحقيق في القضية وبناءً على وقائع لائحة الاتهام التي تم تقديمها من قبل النيابة الجنائية لشرطة في لواء القدس، حيث تبين أن المشتبهين وصلوا في ساعات المساء مع أفراد عائلاتهم الى المستشفى، وفي حوالي الساعة 21:45 مساءً، حيث قام الطاقم الطبي لقسم طوارئ الأطفال باستدعاء حراس الأمن للمستشفى إثر وقوع شجار بين المشتبهين وأبناء عائلاتهم والطاقم الطبي. وعندما وصل افراد الأمن إلى القسم، اقتربوا من المشتبهين وذويهم وطالبوا منهم بالمغادرة وفقاً لتعليمات وإجراءات المكان، والتي بموجبها يسمح لمرافق واحد فقط بلبقاء بالقرب من سرير المريض حرصاً على عدم المس بالنظام العام في المكان وخصوصية المرضى.

ورداً على هذا الطلب، بدأ المشتبهين وأفراد عائلاتهم في الجدال مع حراس الأمن ورفضوا بشكل قاطع الاستجابة لتعليمات افراد الأمن بينما بدأوا بالصراخ على حراس الأمن الذين كانوا يحاولون القيام بمهامهم المكلفين بها حسب القانون، وعلى إثر ذلك، حيث بدأ حراس الأمن في صد المشتبهين المتورطين باعمال العنف، ومن ثم بدأ المشتبهين رداً على ذلك باللجوء إلى العنف ضد حراس الأمن، فيما واصل حراس الأمن محاولاتهم لإبعادهم عن قسم طوارئ الأطفال الذي يعالج الأطفال الصغار، وبعضهم حتى في عربات الأطفال الأبرياء.

في وقت لاحق، تصاعدت أعمال العنف من جانب المشتبهين حيث بدأوا بمهاجمة حراس الأمن بعنف أثناء الضرب بأيديهم وأرجلهم، وإلقاء الكراسي وسلة المهملات باتجاههم، حيث تمكن حراس الأمن الذين تعرضوا لاصابات نتيجة العنف، اثناء إخراج المشتبهين العنيفين من غرفة الطوارئ وأرض المستشفى حتى وصول سيارة الشرطة التي تم استدعاؤها كما ذكرنا، ومن ثم تمت احالة المشتبهين المتورطين الى التحقيق في الشرطة.

على إثر هذه التصرفات وبعد انتهاء التحقيق مع المشتبهين المتورطين في أعمال العنف في مركز شرطة موريا، حيث تم تقديم لائحة اتهام ضد ثلاثة مشتبهين في المحكمة خلال نهاية لأسبوع الماضي من قبل النيابة الجنائية في لواء  القدس، للإشتباه في اعمال عنف والاعتداء والمس من قبل مشتبهين إثنين على سلوكهم الوحشي في مكان عام إلى جانب تقديم طلب في المحكمة بتمديد توقيفهم على ذمة التحقيق " . حسب ما جاء في البيان . 

وتابع البيان : " قضية أخرى تم فيها تقديم لائحة اتهام الليلة الماضية يوم (الأحد) من قبل النيابة الجنائية لشرطة في لواء  القدس، والتي وقعت يوم 30.1.24 في ساعات الصباح، حيث تم استدعاء افراد مركز شرطة موريا في لواء  القدس إلى مستشفى آخر في مدينة . القدس إثر حادث عنف من قبل زوج مريضة ضد الطبيب المعالج، حيث تم القاء القبض على المشتبه على يد افراد الشرطة الذين وصلوا إلى المستشفى، ومن ثم تمت إحالته إلى التحقيق في مركز شرطة موريا.

كشف التحقيق في القضية وبناءً لوقائع الاتهام أن زوجة المشتبه في ذلك الوقت كانت تتلقى العلاج في أحد أقسام المستشفى وحينها قام طبيب القسم بمعالجتها قبل الإجراء الطبي الذي تحتاجه، وفي مرحلة معينة دخل المشتبه غرفة العلاج وبدأ بالصراخ على الطبيب بسبب طبيعة العلاج الذي يقدمه الطبيب لزوجته، مع التهديد والشتم، وفي مرحلة معينة قام بلكم الطبيب على رأسه وركل جسده ، ونتيجة لافعال المشتبه أصيب الضحية باصابات جسيمة بما في ذلك تلف حول عينه وكدمات جافة في ساقيه.

قامت الشرطة بإلقاء القبض على المشتبه، وهو من سكان  أورشليم القدس في الثلاثينيات من عمره، حيث تمت إحالته إلى التحقيق في مركز الشرطة،ومن ثم تمديد توقيفه في المحكمة، ومع إنتهاء التحقيق وتشكيل قاعدة أدلة وبينات، قدمت النيابة الجنائية لشرطة في لواء  القدس لائحة إتهام ضده في المحكمة بتورطة بالاعتداء على موظف عام وعرقلت أدائه وواجباته، بالإضافة لتهديد، حيث تم تقديم طلب في المحكمة باستمرار توقيفه حتى إنتهاء الإجراءات بحقه " .وفق ما جاء في البيان . 

صرح محقق مركز شرطة موريا في مديرية تسيون، الرقيب آفي عمر، الذي قام بإجراءات التحقيق في هاتين القضيتين وقال: أن "هاتين القضيتين كان العنف فيهما بمثابة نوع من "الحل" للمشتبهين إتجاه الطاقم الطبي أو شخص ما نيابة عنهم، في غياب قبول التعليمات والسلوك داخل المستشفى، وهي تعليمات من اجل أمن وسلامة ورفاهية جميع المرضى هناك، وفي الحالتين الأخيرتين، وفور ورود البلاغ تم استدعاء افراد مركز شرطة موريا إلى مكان الحادث، حيث تم إلقاء القبض على المشتبيهين، ومن ثم احالتهم إلى التحقيق في الشرطة، وأيضاً محاولاتهم لتبرير أفعالهم على أنها غير عنيفة، وبعد كل شيء وبعد إجراءات التحقيق، وجمع الأدلة والبينات على يد الشرطة، واجه المشتبهين صعوبة في تقديم تفسير مرض في التحقيقات معهم، وبعد تشكيل قاعدة أدلة وبينات ضدهم، حيث قامت النيابة الجنائية لشرطة بتقديم لوائح الاتهام ضد المشتبهين المتورطين في المحكمة، إلى جانب طلب تمديد توقيفهم حتى انتهاء الإجراءات بحقهم، وستواصل الشرطة في لواء  القدس، ومديرية تسيون على وجه الخصوص العمل بـ "عدم التسامح" مع حوادث العنف ومعالجة المتورطين في هذه الحالات من أجل إنهاء التحقيق معهم وتقديمهم إلى العدالة وفقًا لذلك " . الى هنا نص البيان .