قصة قصيرة بعنوان ‘ رحلة بارجاء الكوكب ‘ - بقلم: الكاتبة اسماء الياس
عندما أشعر بأن كل شيء حولي قد تهاوى. ولم يعد بالإمكان الصمود بوجه الويلات. أفكر لماذا لا نبحث عن حل منطقي يعيد لنا الهدوء الذي فقدناه ونحن بغمرة اشغالنا.
أسماء الياس - صورة شخصية
سمر وسالم شخصان محبان للطبيعة للطير للشجر للبحر للموج والجزر البعيدة. فكرا معًا لماذا لا نذهب مرة أخرى برحلة لاكتشاف العالم من جديد.
بحثا في محرك جوجل عن مكان يكون البداية لهذه الرحلة التي اسمياها " رحلة بأرجاء الكوكب" عملا شهورًا عديدة حتى استقر رأيهما أن يبدأان بجزر الكاريبي التي تضم حوالي 7000 جزيرة. جزر الكاريبية هي تلك الجزر التي حدودها أو يحيط بها البحر الكاريبي.
لذلك تم الاتفاق وبرأي واحد بأن يبدأان رحلتهم بالجزر الكاريبي.
منطقة الكاريبي هي منطقة جغرافية تقع بين أمريكا الجنوبية والشمالية تضم 13 دولة ذات سيادة و17 إقليمًا.
تشتهر المنطقة بمناخها الاستوائي وشواطئها الجميلة، وهي وجهة سياحية مفضلة لقضاء العطلات.
هيا الآن نبدأ رحلتنا التي ضمت الطاقم المكون من سمر وسالم وهما زوجان تزوجا حديثًا. فقد تعرفا على بعض عندما كانا يدرسان في الجامعة سمر درست سياسة واقتصاد، أما سالم فقد درس علوم الفضاء وتأثير التغير المناخي على كوكب الأرض.
عندما تخرجا من الجامعة، وقبل أن يَبْدأان العمل وينشغل كل منهم في مهنته، وخوفًا على أن يتأخرا عن تحقيق حلمهم قررا البدء بتحقيق ذلك الحلم. والتعرف على أسرار الكون، ومع التغييرات التي تحدث على كوكبنا التي أصبحت تقض مضاجعنا. الحرارة العالية قلة الأمطار الجفاف. المياه التي أصبحت شحيحة في بعض الدول. الفيروسات التي أصبحت تهدد حياة الإنسان، والسبب الحروب والأسلحة البيولوجية التي يستعملها الإنسان في قتل أخيه الإنسان.
مما جعلهم ميالين للبحث والتقصي عن السبب الذي جعل كوكبنا يعاني ويستغيث.
اكتشاف العالم من جديد. هذا ما يصبوا إليه سمر وسالم، كل واحد منهم لديه شغف. حلم ما. مما جعلهم متأكدين بأن توجههم خير دليل بأنهم تواقون لتحرير عالمنا من الغبن الذي أصابه من قلة قليلة من الأشخاص الذين لا يمتلكون أدني مقومات الرحمة والحب.
وهذا العمل سوف يجلب المنافع لعالمنا وكوكبنا الجميل.
السفر مع مجموعة تواقة للبحث والاكتشاف هذا شيء ممتع. مجموعة من المتخرجين حديثًا أصحاب أعزاء لهم نفس الشغف ونفس الحب لبعضهم البعض. شادي تخرج من الجامعة موضوع صيدلة. رامز تخرج موضوع هندسة اليكترونية أما نبيل فقد تخرج موضوع الهندسة الوراثية.
لكن الذي جمعهم رغم اختلاف دراستهم، حبهم للسفر واكتشاف العالم من جديد.
سافروا بعد أن رتبوا كل أمور السفر، وبدعوات الأصحاب والأهل والأقارب الذين جاءوا لوداعهم. كان وداعًا مؤثرًا جدا، لأنهم خرجوا بمهمة أقل ما يقال عنها بأنها مهمة استكشافية لبعض الأماكن التي لم يكن لديهم علمًا بها. وبالبحث والتقصي اكتشفوا بأن هذا العالم بحاجة لأشخاص يمتلكون من الحب الكثير حتى يساعدوه بأن ينهض من بين الركام.
وصلوا إلى وجهتهم وكان باستقبالهم مجموعة من الشباب الذين تواصلوا معهم في حينها وكانوا قد عقدوا معهم أواصر صداقة من خلالها تعرفوا على ميولهم التي كانت متطابقة. حبهم لاكتشاف هذا العالم. البحث عن وسيلة تجعل عالمنا يعمه الأمن والاستقرار والسلام. السفر لأماكن لم تدسها رجل إنسان. الغابات الجبال. الكهوف التي اكتشفوها. اكتشفوا مخابئ كانت بالماضي البعيد مكانًا يستعمله الثوار لإخفاء الأسلحة والمواشي والقمح من وجه المحتل الذي كان استعمر تلك البلاد في ذلك الزمن.
تعرفوا أيضًا على ثقافة تلك الشعوب. وجدوا بأن الشعوب المثقفة هي الشعوب التي تبني وليست التي تهدم. زاروا المتاحف التي صنعتها يد الطبيعة. التي أصبحت بعد ذلك مزارًا للكثير من السائحين الذين كانوا يجيئوا من أصقاع العالم حتى يزورا تلك العجائب التي لم تتدخل بصناعتها يد إنسان. فكان فيها النتوءات والتعرجات وأشكال هندسية كأنها صنعت على يد خبير. صوروا كل تلك الأماكن حاولوا أن يوثقوا كل تلك الأماكن التي زاروها، حتى يكونوا من صانعي محتوى، وكيف إذا كان هذا المحتوى يعتبر من الأفلام الوثائقية الذي سوف يكون لاحقًا مرجعًا للأجيال القادمة حتى يتعلموا بان في العالم أشياء جميلة تجعلنا نسافر من اجل رؤيتها.
بعد هذه الرحلة الممتعة والمفيدة والتي جعلتهم يتعرفوا على أكثر الأماكن غرابة.
أصدقاء خرجوا بمهمة واحدة. التجول والتعرف على بلاد لم يزرها أحد من قبل، بعد ان اكتشفوها أصبحت مزارًا للكثير من السائحين بأرجاء العالم بعد أن ذاع صيتهم من خلال ما نشروه في مواقع التواصل الاجتماعي.
أستطيع أن أقول بأن الإنسان يستطيع أن يحيل المر حلو بقوة الإرادة والتصميم على التغيير.
وهكذا عاد الأصدقاء من الرحلة الاستكشافية وهم على ثقة بأن عالمنا سيكون أفضل بسواعد أولاده.
من هنا وهناك
-
‘شهيدة التخلف ‘ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘أبو إسلام يحترف صنعة الدهان‘ - قصة قصيرة بقلم : محمد سليم انقر من الطيبة
-
الجيّد.. السيّء.. الأسوأ.. - بقلم : زياد شليوط من شفاعمرو
-
قراءة في ديوان ‘على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت‘: الجرأة والجمال - بقلم : د. أحمد رفيق عوض
-
زجل للزَّيتون - بقلم : أسماء طنوس من المكر
-
قراءة في الديوان الرابع عشر للشاعر سامر خير بعنوان ‘لا بُدّ للصّخر أن ينهَزِم‘
-
قصيدة ‘كُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَاب‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية من المغار
-
‘وذرفت العاصفة دمعة‘ - بقلم: رانية فؤاد مرجية
-
‘ الاستيقاظ مبكراً صحة ‘ - بقلم : د. غزال ابوريا
-
قصة كفاح - بقلم : رانية فؤاد مرجية
التعقيبات