انتبهي.. نوع العلاقة التي تربطك بابنتك تؤثر على شخصيتها
للعائلة تأثير كبير في تكوين شخصية الأبناء وبناء مستقبلهم، وعادة ما تختلف العائلات والأسر في أسلوب التربية وأنماط العلاقات التي تربط بينهم.. خاصة العلاقة التي تربط الأم بابنتها- من عمر 7-14 عاماً- موضوعنا-
صورة للتوضيح فقط - تصوير: DimaBerlin - shutterstock
ولأن لكل أم نمطاً وأسلوباً خاصاً في علاقتها بابنتها.. فإن التأثيرات تختلف، وهنا يطل السؤال: ما هو نوع العلاقة التي تربطك بابنتك؟ هل أنت الأخت.. الصديقة.. المشجعة لها.. أم أنك الأم المتسلطة! التي لا تهتم؟! والأهم: ما تأثير تلك العلاقة التي تربط بينكما على شخصيتها؟ في هذا الإطار، كان اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية؛ لتسليط الضوء على علاقة الأم وتأثيراتها على شخصية ابنتها.
الأم الأخت
في هذه الحالة تكون الأم وابنتها متساويتين وتتصرفان كأختين، وقد تنعكس الأدوار خلال هذا النمط من الأمومة؛ فتتولى البنت دور الداعم وتصبح أماً لأمها، وتتحمل معها المسؤولية والعناية بالبيت.. وما أجملها علاقة.
وغالباً ما تكون الفتيات اللائي تربيْن بهذه الطريقة، أكثر مسؤولية عن غيرهن، ويتمتعن بصفات قيادية، كما يقدّرن الحدود بين الناس، إلا أنهن قد يعانين من الشعور بعدم الحب والإهمال العاطفي والخوف من الرفض.
الأم الصديقة
هذه العلاقة مبنية على الثقة، وفيها تكون الأم أول شخص تلجأ إليه الابنة عندما تستجد عليها فكرة أو تواجه مشكلة.
في هذا النمط من التربية، تكون الأم منخرطة في حياة ابنتها، وتوفر لها الدعم اللازم حسب احتياجها؛ فهي الصديقة المقربة.
والخبيرة في الأمور العاطفية، والرفيقة في رحلة التسوق، وحتى شريك في بعض الأفعال العنيفة إذا اقتضت حاجة البيت ذلك.
هذا النمط من العلاقة، يمنح البنت القدرة على مواجهة التحديات وتحمُّل المخاطر، كما يُكسب الفتاة القدرة على تكوين علاقات صحية، ويحميها من مشاعر الخوف من الرفض؛ لأنها تعيش في جوّ يوفر لها الحب والتفهم.
الأم الغريبة عن ابنتها
قد تصبح الأم وابنتها كالغريبتين عن بعضهما، ويحدث ذلك إذا كانت البنت تفضّل أن تظل أمها بعيدة عن حياتها، وأن تكون آخر مَن يسمع عما يستجد فيها، وكذلك الأم، تنتمي لهذا النوع الذي تبدو فيه وابنتها كالغريبتين، لا تكادان تعرفان بعضهما، ولا يتشاركان الأفكار والهموم إلا في حدود الضرورة.
وهذا النمط من العلاقة مُضرّ؛ حيث إن الأطفال الذين تكون الرابطة بينهم وبين والديهم ضعيفة، تكون الفتاة- تحديداً- أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق وضعف تقدير الذات.
وقد يؤثر ذلك سلباً على علاقتها بشريك الحياة فيما بعد، وفي المقابل، رغم أن هذا النمط من العلاقة، يدفع البنت لتصبح مسؤولة ومستقلة، ويمنحها القدرة على حل مشاكلها بنفسها.
الأم النرجسية
هذا النمط من العلاقة شبيه بالذي قبله، لكنه من طرف واحد ويتضمن قدراً من النرجسية، ويعني أن إحداهما: الأم أو البنت تركز على نفسها فقط، وينصب اهتمامها على صورتها وما يعتقده الناس عنها؛ بدلاً من الاهتمام بالأخرى وعلاقتها بها.. إذ تبدو الأم مثالية في عيون الصديقات، لكنها في الواقع بعيدة عن ابنتها بعالمها الخاص.
وفي هذه الحالة.. لا تشعر البنت بحب الأم، وتعاني نقصاً عاطفياً، وترافقها الحاجة للاطمئنان بشأن مشاعر الآخرين تجاهها.. ولهذا فهي في هذا النوع من العلاقة.. تتسم بالإخلاص ودعم الآخرين والكياسة مع الناس.. أما إذا عُكس الأمر فكانت البنت هي التي تتصف بالنرجسية، ولم تحاول الأم تغيير موقفها؛ فقد تكبر الفتاة لتكون أنانية غير مبالية بالآخرين.
الأم الرافضة لكل ما تفعله ابنتها
هذه حالة أخرى من الرفض من جانب واحد؛ حيث تتجاهل الأم إنجازات ابنتها مهما فعلت، ولا تعبّر عن فخرها بابنتها، ويرجع الأمر غالباً لعدم المبالاة، أو لمحاولة الأم تحفيز ابنتها لبذل المزيد من الجُهد وتحقيق المزيد من النجاح.. وهذا النمط من التربية يدفع الفتاة للشك في قدراتها، ويُشعرها بأنها غير جديرة بالاهتمام أو أي نوع من المشاعر.
الأم مُشجعة.. ولكنها محبطة
نعم.. هذه الأم ترغب في مشاركة ابنتها في كل شيء، ولا تعترف بحدود بينهما؛ انطلاقاً من رغبتها في أن تحصل على أفضل ما تقدم الحياة، وسعيها لأن تخوض ابنتها كل التجارب.
هي تدعم ابنتها وتعيش معها إنجازات، وتدفعها لتحقيق المزيد.. وينبع ذلك غالباً من أحلام الأم التي لم تحققها بنفسها، والأشياء التي لم تختبرها، ولكن للأسف قد يقود هذا النوع من السلوك إلى فقدان الشعور بالذات لدى الفتاة.
بل والاعتماد على الناس، وتظل بحاجة دائماً إلى شخص ما بجانبها؛ مما يسلبها في النهاية القدرة على اتخاذ قراراتها بنفسها.. لأنها لم تتعود على القيام وحدها بمسؤلية أيّ قرار، أو تنفيذ أيّ مشروع يخصها.
الأم المتسلطة
في هذا النمط من التربية، تكون الأم متحكمة بشكل مفرط في شؤون ابنتها؛ فتدير أمورها باستمرار، ويسيطر عليها الشعور بأن ابنتها ستفشل ما لم توجهها.. ويملن لتسفيه آرائهن.
الفتيات اللائي يعشن بهذه الطريقة، يعانين من ضعف تقدير الذات، وعدم الثقة بالنفس، الأمر الذي قد يؤدي لإصابتهن بالاكتئاب.. وفي المقابل؛ فإنهن يتميزن بتحمل المسؤولية والإخلاص في علاقاتهن.
خطوات من أجل بناء علاقة صحية
قومي بالخطوة الأولى، لا تنتظري أن تقوم ابنتك بها، عدم القيام بذلك يترك حتماً العلاقات عالقة.
التواصل، يجب أن تَجدي الوقت للجلوس والتواصل، التواصل بمعنى التعرف على بعضنا البعض كأفراد، ووضع قواعد أساسية للتعامل.
إعداد نقاط التحدث والتعرف على مشاعرك الحقيقية قبل إجراء محادثة، أمرٌ ضروري للحفاظ على محادثة منتجة، ومحادثة سلمية.
ضعي نفسك مكانها من خلال التعاطف ورؤية الشخص في سياق أكبر، سيكون التعاطف وتقديم الحل الوسط، هو السبيل لحل المشكلة.
تعلّمي أن تسامحي، إن مسامحة شخص ما، لا تعني أن ما حدث أمرٌ جيد، ولكن سيتم التغاضي عن التأثير، أو التنازل عنه.
من هنا وهناك
-
نصائح لاختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل
-
كيف تقينَ طفلك من التهابات الحلق المتكررة؟
-
أطعمة تجنبيها لابنك المراهق.. لحمايته من هشاشة العظام و4 طرق للعلاج
-
تجربتي مع تسمم الحمل بعد الولادة.. وأعراضه الغريبة
-
كيف يمكن للأمهات تعزيز بيئة مليئة بالمرح في المنزل؟
-
كيف تحافظين على أسنان طفلك اللبنية من عمر 6 أشهر حتى 3سنوات؟
-
عبارات إيجابية قوليها لطفلك في الصباح وبعد العودة من المدرسة وقبل النوم
-
من منطلق توسعة منطقة بوليفارد وورلد: ما أهمية تعريف طفلك بتراث البلدان؟
-
9 أخطاء تربوية تجنبيها حتى لا تواجهي ‘متلازمة الطفل المدلل‘
-
عدم الاتزان المفاجئ عند الأطفال.. أسبابه وطرق التعامل معه
التعقيبات